ملتقى المسرحيين يوصي بوضع استراتيجية للمسرح المحلي

أوصى الملتقى المسرحي المحلي الذي نظمته جمعية المسرحيين في الدولة بوضع استراتيجية للمسرح في دولة الإمارات وتشكيل لجنة في الجمعية لصياغة هذه الاستراتيجية، فضلا عن تفعيل دور الجمعية وتفعيل دور المؤسسات التجارية والاقتصادية لدعم الحركة المسرحية· وأوصى الملتقى في ختام فعالياته أمس الأول التي نظمتها ليوم واحد جمعية المسرحيين بفندق راديسون في الشارقة تحت رعاية معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بضرورة دعم الفرق المسرحية وخاصة المتميزة منها وتنظيم دورات تدريبية تخصصية لتأهيل الكوادر المسرحية المتعددة وتأهيل إدارات الفرق فنياً· وطالب الملتقى الجمعية بتنظيم لقاءات وحوارات مفتوحة مع المسرحيين للتعرف على معوقات العمل المسرحي· من جانب آخر أكدت لجنة مسابقة التأليف المسرحي أهمية عدم وجود أخطاء لغوية ومطبعية في النصوص المقدمة للمسابقات خاصة تلك المكتوبة باللغة الفصحى، وأن يكون العنوان جزءا من النص يتجانس ويتطابق معه، مشيرا إلى ضعف الثقافة المسرحية لدى معظم المشاركين في المسابقة بجانب ضعف فن الكتابة المسرحية وأساسياتها· وأوصت اللجنة بتأسيس وحدة للدراسات والبحوث المسرحية لمتابعة وتطوير البحث العلمي في الشأن المسرحي، بجانب توثيق مواد علمية جديرة بالنشر والرصد للتجربة المسرحية والتعريف بها، وإعداد أرشيف للحركة المسرحية المحلية، وتشجيع الباحثين على البحث في مخزون المسرح الإماراتي، فضلا عن أنه في حال حجب جائزة ما أن يستثمر مبلغ الجائزة في ذات الشأن· فريق بحثي واقترحت اللجنة تشكيل فريق بحثي لإعداد دراسة حول تاريخ الحركة المسرحية في الدولة تفضي الى كتاب يؤرخ بشكل حقيقي ومنهجي للحركة المسرحية· وطالب عدد من الفعاليات المسرحية إدخال بعض التعديلات على اللائحة الداخلية للمسابقة لتواكب التطورات الراهنة، وأن تضاف جوائز أخرى للجائزة العامة تكون إحداها تشجيعية تمنح لطلاب الجامعات والكليات والمعاهد في الدولة وأخرى بحثية متخصصة تمنح لباحث أو أكثر يتم تكليفه للكتابة في موضوع محدد في مجال المسرح· وتضمنت فعاليات الملتقى ندوة بعنوان المسرح في الإمارات وعلاقته بالمؤسسات الثقافية، ناقشت ورقتي عمل، الأولى قدمها عبدالإله عبدالقادر حول المسرح والمؤسسات، تناول فيها إمكانية دخول المؤسسة الثقافية الوطنية والمبرمجة في إطار استراتيجية وطنية إلى الساحة الثقافية كمؤسسات عاملة ومؤثرة في العمل الثقافي إلى جانب المؤسسات الحكومية، داعيا إلى دخول المؤسسة الاقتصادية التجارية الوطنية والأجنبية فى عملية دعم العمل الثقافي بكافة أطيافه· ودعم المؤسسة المسرحية مادياً بشكل استثنائي حتى تستطيع أن تستمر وتنتج وتؤثر في إنتاجها وتطور إدراتها البشرية، مشيرا إلى أن التنمية البشرية تعتبر مشروعا اقتصاديا في مشروع التنمية الحضارية وبناء المجتمع· واستعرض ناجي الحاي في الورقة الثانية بعنوان الفرق المسرحية في الامارات نحو آفاق أرحب تاريخ الفرق المسرحية في دولة الامارات وأهميتها لدفع الحركة المسرحية نحو بلورة حالة مسرحية مميزة تقف على أرضية صلبة ينهض من خلالها المسرح المحلي ويثبت أقدامه كمطلب حضاري وقيمة وطنية، ملقياً الضوء على تجارب الفرق المسرحية التى كان لها حضور مميز وحصدت جوائز على الصعيدين المحلي والعربي· كما ألقى الضوء على دور مهرجان أيام الشارقة المسرحية في تفعيل الحراك المسرحي وتشجيع الفرق على التنافس من خلال الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ومكرماته للمسرح التي كان لها عظيم الأثر في بث روح العمل والنشاط داخل الفرق المسرحية، مشيرا إلى المعوقات التي تعترض مسيرة الحركة المسرحية سواء التي تتعلق بالجهات المشرفة على النشاط المسرحي أو بوسائل الإعلام أو وضع الفرق المسرحية وغيرها· وأعرب عن أمله في أن تتسم استراتيجية المسرح المرتقبة بالوضوح في الرؤى والتوجه وأن تراعي احترام وتعدد وتداخل المؤسسات المعنية بالشأن المسرحي وعدم إغفال دور أي منها واحتواء اختلاف الرؤى ووجهات النظر الفنية المختلفة للأفراد والفرق والمؤسسات بجانب دعم الفرق المسرحية وخاصة التي ليس لها مقار، فضلا عن دراسة واقع الفرق المسرحية في ضوء تجارب الدول الأخرى وإعادة هيكلتها لمعرفة أي مدى يخدم قانون الجمعيات ذات النفع العام النهوض بهذه الفرق والأخذ بعين الاعتبار الفرق بين الاحتراف والهواية، داعيا إلى ضرورة التزام الفرق المسرحية بهذه الاستراتيجية التي ينبغي أن تتضمن خططا وآليات تنفيذية تتماشى مع الخطة الاستراتيجية للحكومة الاتحادية· تكريم المشاركين في الملتقى وقام معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع يرافقه إسماعيل عبدالله رئيس مجلس جمعية المسرحيين بتكريم الجهات المشاركة في فعاليات الملتقى بجانب تكريم لجان المسابقات، فضلا عن توزيعه الجوائز والشهادات على الفائزين في المسابقات المختلفة التي تنظها جمعية المسرحيين· وأشادت الفعاليات المسرحية بدعم معالي عبدالرحمن العويس المادي والمعنوي للملتقى الذي تجلى في زيادة سقف جوائز المسابقات المختلفة التي تنظمها جمعية المسرحيين في الدولة· وقد فازت في مسابقة البحوث والدراسات ريم العيساوي بالجائزة الثالثة وقيمتها ستة آلاف درهم عن بحثها الذي حمل عنوان ''ظاهرة العنوسة في المسرح الاماراتي'' بعد أن حجبت الجائزتان الاولى والثانية· وفاز في مسابقة التأليف المسرحي بالجائزة الاولى وقيمتها 15 الف درهم أحمد الماجد عن نص مسرحية ''ستارة''· وفاز بالجائزة الثانية وقيمتها عشرة آلاف درهم عبدالله مسعود عن نص مسرحية ''لغدان''· وفاز بالجائز الثالثة وقيمتها ستة آلاف درهم وائل محمد صالح عن نص مسرحية ''ديستوبيا''· وحصل على جائزة الجهد المسرحي المتميز للأفراد وقيمتها 15 الف درهم الفنان عبدالله سالم بن يعقوب· فيما حصل على جائزة الجهد المتميز من المؤسسات وقيمتها 15 الف درهم النادي الأهلي بدبي· وألقى السيد إسماعيل عبدالله كلمة الجمعية قبل تكريم الفائزين رحب فيها بتشريف وحضور معالي وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مؤكدا أن تأسيس الوزارة هو عنوان حضاري وقمة الايمان بالانسان من قيادة واعية تقرأ المستقبل بعين بصيرة·