تشكيل واهتمام بالتراث البصري الإسلامي

صدر مؤخرا العدد الثاني من مجلة ''زُنّار'' المجلة الفصلية التي تعنى بالفنون والتراث البصري والتي يديرها الفنان التشكيلي المغربي المعروف أحمد جاريد، فيما تضم هيئتها الاستشارية كلا من عبد الكبير الخطيبي، ومحمد برادة، محمد بنيس، سيف الرحبي، أدونيس، منى السعودي، راشد دياب، عبد القادر عقيل، شربل داغر، وغير هؤلاء من كبار نقاد الفن والكتاب من الوطن العربي· جاء العدد محملاً بالكثير من المواد التي تهتم بالتشكيل والفنون والتراث البصري الإسلامي منها: ''الإشارات واللطائف'' وهي مقتطفات من كتاب ''رسائل محيي الدين بن عربي'' من إعداد محمد نجيب فرطميسي، كما نقرأ في هذا العدد للناقد التشكيلي السوري طلال معلا ''جدران النور'' وهي انطباعات كتبها محمد معلا حول تجربة الفنان حكيم الغزالي الفتية، كما يكتب الدكتور أمجد عرابي عن التجربة الفتية للفنان السوري سبهان آدم في معرضه الأخير المنظم في باريس· ويرى الدكتور عرابي أن أعمال سبهان في عروضه الباريسية الأخيرة تعانق حشودا وجماهير من المسوخ البشرية تستعيد انسحاقات الإنسان في شتى مراحله النفسية وتتلخص أشكاله وعناصره الاعتيادية من سجنها المحلي لتختنق في زنزانة الوجود العبثي وكأن الفضاء الدرامي على رحابته حبيس قمقم من القمع والضجيج الروحي وقد تقتصر موضوعاته على كائن وحيد مختوم بحبال الشمع المؤسساتي الأحمر كما هي صور كائناته المعلقة من أقدامها وهواجسه اللونية التي تأخذ في غالب أعماله منحى كابوسيا مفزعا، ويرى عرابي أن سبهان آدم يؤكد أن تكويناته البشرية السابحة في تضاد معتم، تتشكل في لحظة المصادمة مع الذات، وهي ذات علاقة مباشرة بالتراكم النفسي والمعرفي لديه لكنه يتوارى خلف سواتر سوداوية مباشرة، وتحرير حقيقي لنزقه الريفي الذي يتواصل معه بنسيج متشعب من الوشائج التي يحاول على الدوام الوصول بها إلى الذروة للقذف بها دفعة واحدة على السطح الأبيض، وذلك وفق مزيج تركيبي من الصباغات اللونية، وتكثيف هائل من البورتريهات المشوهة والمغسولة بالخوف والشلل الذهني·