الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مقتنيات قديمة ترسخ الموروثات الإنسانية

مقتنيات قديمة ترسخ الموروثات الإنسانية
14 ابريل 2016 00:10
أزهار البياتي (الشارقة) تشّكل هواية جمع الأشياء القديمة والمقتنيات النادرة متعة وإثارة حقيقية، كما أنها تتنوع وتختلف من جامع لآخر، حسب المصنفات والفترات الزمنية التي وجدت خلالها، ولكن أكثرها قيمة هي تلك التي ترتبط بالتاريخ الإنساني والتراث الشعبي والحضاري للناس، بحيث تؤرخ لحقبة ما وتستقرئ أسلوب الحياة آنذاك، كهواية جمع الطوابع، الأدوات المنزلية والأواني القديمة، أجهزة الراديو والتلفاز والهواتف الكلاسيكية، بالإضافة إلى العديد من الأغراض الأخرى كالمجوهرات والأنتيكات والتحف والكتب القديمة، وغيرها. قراءة التاريخ واهتمت «أيام الشارقة التراثية» خلال الدورة الـ14 بتغطية هذا الجانب الذي له ارتباط وثيق بمفردات التراث وقراءة التاريخ، مفردة له حيزاً واسعاً، ومخصصة له ركناً خاصاً، بعنوان «بيت الهوايات»، لتجمع عبره مجموعات مختلفة من المقتنيات والأغراض القديمة، التي تنتمي لحقب زمنية ماضية، ساهم في عرضها عدد مهم من جامعيها والمهتمين باقتنائها. ويشير طارق محمد «هاوي» إلى مشاركته في الفعاليات التراثية قائلاً: «أنا من محبي اقتناء كاميرات التصوير الكلاسيكية، وأمارس شغفي هذا منذ سنوات طويلة، جمعت خلالها عدداً لا بأس به من الأنواع النادرة والضاربة بالقدم، تعود صناعتها لفترات زمنية مختلفة، وتؤرخ لمراحل تطور الكاميرات الفوتوغرافية مع تقدم الزمن، وأتاح ركن «بيت الهوايات» مشاركة هذا الشغف مع جمهور الزوار». كما خصصت قرية التراث ركناً متميزاً لجامعي الطوابع والعملات القديمة، لتستقطب عدداً كبيراً من محبي تلك الهواية الشهيرة، ويقول محمد علي، أحد المشاركين في بيت الهوايات، الذي تحّول إلى هوايته بعد أن قدم له أحد الأصدقاء جنيهاً مصرياً قديماً كهدية، ويوضح: استعرض عدد من هواة جمع الطوابع والعملات التاريخية نماذج عدة من مقتنياتهم الشخصية، يعود تاريخها لعقود مضت، منها عملات وطوابع إماراتية قديمة قبل عمر الاتحاد، مع أخرى خليجية وعربية وأجنبية، تتمتع بجمال وتفاصيل غاية في الثراء والغنى، كما تشكل متعة حقيقية لكل من يعشق التبحر في هذا المجال، ومن وجهة نظره أن نقل هذا الإرث الحضاري للأجيال الجديدة، أصبح أمراً مهماً، في ظل التقهقر والانحصار مع التقدم التقني الذي يشهده العالم. مفردات الماضي فيما يرى عبد الله راشد الكعبي، ومن مدينة العين، أن اهتمامه منذ الصغر بجمع الكتب التراثية القديمة التي تحكي عن تاريخ الإمارات فتحت أمامه آفاقاً واسعة، وهو يحرص دوماً على مشاركة متعتها مع الآخرين عبر المعارض والمهرجانات، وذلك في سبيل تعريف مختلف فئات المجتمع بما تحمله هذه الكتب القيّمة من معلومات تحكي تاريخ الإمارات ومراحل تطور الحياة فيها، ولاسيما أن معظمها يؤرخ للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ويصف الكعبي تعلقه بهذه الكتب القديمة: «لعل أهم ما يميز مشاركتي أنها تتزامن مع عام القراءة في الدولة، حيث أعرض بعض الدواوين الشعرية لعدد كبير من شعراء الإمارات، كما أن أيام الشارقة التراثية وفرت لنا جميعاً كهواة وجامعي مقتنيات وكتب ومخطوطات قديمة فرصاً عظيمة للتعرف إلى عناصر ومفردات الماضي والتراث والتاريخ». كما عرض المواطن عيسى درويش الحوسني بهذه المناسبة مجموعته الخاصة من الدراجات القديمة، وهو ينوه لها، قائلاً: «هوايتي تتعلق ببساطة الحياة وطبيعة الألعاب التي كانت معروفة في الماضي، منها تشكيلة من السيارات القديمة والصغيرة المخصصة للأطفال، مع بعض الأدوات والألعاب التراثية التي تميّز بيئة الإمارات». هواتف قديمة ويشير حسن علي «منظم الفعالية»، إلى نجاح «بيت الهوايات»، وتميّزه في المهرجان، موضحاً: «استطعنا وبالتنسيق مع إدارة معهد التراث أن نجمع نخبة من المهتمين بالتراث والهواة الذين يملكون مقتنيات، لنقدم لزوار أيام الشارقة التراثية، ملامح من الهوايات التي يهتم بها أهل الإمارات، مركزين على جامعي المقتنيات القديمة والتراثية، ومنها الهواتف القديمة التي يرجع تاريخها إلى السبعينيات في دول الخليج، منها (البيجر)، والذي حمل أسماء محلية لها علاقة بالتراث، حيث أطلق عليه (النهام) أو (السنيار) الذي يعبر عن سير السفن في خط واحد، كما أن مشاركات الهواة لم تقتصر على المواطنين فقط، بل كان بينهم من ينتمي إلى دول خليجية وعربية أخرى، مما وفر مزيداً من الإثارة والمتعة للزوار». البطائح.. «بالتراث نصون الطبيعة» من قلب منطقة البطائح تواصل فعاليات أيام الشارقة التراثية احتفالياتها الشعبية بمفردات الأصالة والتراث، مشاركة أهالي وسكان الإمارة الباسمة بجملة من الأنشطة والبرامج الثقافية والفنية، لتصوغها ضمن قوالب ترفيهية شائقة تعلي من خلالها عناصر بارزة من مفردات الموروث الإنساني والحضاري في البيئة الإماراتية القديمة، عاملة على نقل هذا الإرث التاريخي بين مختلف الأجيال. وقد ازدانت حديقة البطائح احتفالا بالمناسبة رافعة شعار مهرجان هذه السنة «بالتراث نصون الطبيعة»، مستقبلة حشدا من المسؤولين وسكان المنطقة ضمن أجواء احتفالية مرحبّة، على وقع الطبول والأهازيج الشعبية، وبصحبة رقصات تراثية مختارة قدمتها فرق محلية متخصصة توزعت بين أرجاء المكان، فيما افترش عدد من أصحاب المهن التقليدية والحرف اليدوية هنا وهناك، مقدمين عروضا حية استقطبت اهتمام الزوار، كما زخرت منصة خشبة مسرح الحديقة بعدد من الفقرات الفنيّة والتراثية المتنوعة،وتأتي فعاليات «أيام الشارقة التراثية» في منطقة البطائح، والتي تستمر على مدى أربعة أيام متتاليات، لتحقيق وإحداث نقلة نوعية وريادة ثقافية وحضارية في مجالات صيانة مقدرات التراث الشعبي عبر توثيقه، حفظه، ونقله للأجيال القادمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©