الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حمدون: المجال الرياضي يحتاج إلى «زلزال» !

25 ابريل 2009 00:29
فتح الدكتور محمد سهيل حمدون نجم منتخب الإمارات لكرة القدم في السبعينات والأمين العام المساعد السابق للهيئة العامة للشباب والرياضة النار على واقعنا الرياضي بعد الخسائر الغريبة التي منيت بها أنديتنا في البطولة الآسيوية والتي أدت إلى خروجها من الدور الأول، وإن كانت فرص الجزيرة والشباب في التأهل لدور الـ16 ضئيلة عندما قال إن مشكلتنا تكمن في أننا نعيش في وهم يتعلق بأن دورينا هو الأفضل على المستوى العربي في الوقت الذي تخسر فيه فرقنا الأوائل بالأربعة والخمسة من فرق خليجية !! الأمر الذي يجعلنا نقول إن الاحتراف الذي نعيشه مزيف، لأنني ولأول مرة أسمع عن دوري للمحترفين محصلته تساوي «صفر»، فعندما نشارك في مثل هذه البطولات لابد أن يكون هدفنا هو المنافسة، أما إذا كانت المشاركة من أجل الاستفادة فقط، فالأفضل أن نشارك باللاعبين المواطنين، حتى تصبح الاستفادة حقيقية بدلاً من هدر الأموال على استقطاب اللاعبين الأجانب والذين يضرون المنتخب الوطني، وهذا يدفعنا إلى سؤال يطرح نفسه يقول إذا كان جل اهتمامنا ينصب على الدوري والمسابقات المحلية، فما هو الهدف والمردود من المشاركات الخارجية، وهل المبالغ التي يتم صرفها على أربعة لاعبين أجانب يشاركون مع الفريق في تلك البطولة يساوي المحصلة والناتج الذي نصل إليه. ويتساءل الدكتور حمدون أيضاً عندما قال ما هو التغيير الإيجابي الذي حدث بعد تطبيق الاحتراف، فأنا شخصياً أول مرة أسمع عن محترف متفرغ يحصل على راتبين، الأول من عمله والثاني من النادي!! وعن الأسباب التي أدت إلى تراجع كرة القدم، وهل هي تراكمات الماضي، أم ماذا، قال إن الأسباب التي أدت إلى ذلك تكمن في الأفكار غير السليمة التي توضع ولا تستند إلى الواقع، كما أن أحلامنا أكبر من واقعنا بكثير، فقد كنا في يوم من الأيام أفضل من الدول الآسيوية ونفوز عليها بالثلاثة والآن انقلب الهرم بسبب الأفكار غير المنطقية والتي تأتي من أناس غير رياضيين. وتطرق الدكتور حمدون ليضع يده على صلب المشكلة قبل الحديث عن الحلول فقال إنها تكمن في عملية التخطيط الذي أراه غير واقعي بل يأتي من أناس غير فاهمين ولا حتى واقعيين، فهناك للأسف الكثير من هؤلاء يضللون المسؤولين، وبالتالي يتم وضع استراتيجيات غير واقعية، فعندما يكون هناك نظام مؤسسي لكل الاتحادات الموجودة لدينا، وكذلك الهيئات الرياضية بمعنى أن الذي يأتي يكمل عمل الذين سبقوه ويصحح ما فيه بدلاً من حرق ما قبله مع الاعتراف بأن الذين سبقوه قد قدموا شيئاً فهنا سنكون قد وضعنا أقدامنا على أول درجات سلم العمل الإداري الصحيح، أما إذا كان هدفنا هدم كل عمل تم من قبل وحرق الملفات والإساءة إلى أصحاب الخبرات فلن نصل إلى شيء لأن كل برمجة تم وضعها يتم هدمها بعد أربع سنوات، وبالتالي فالمشكلة تكمن أيضاً في أننا ليست لدينا مؤسسات بالمعنى الصحيح بل لدينا مؤسسة أفراد، وأتحدى أي اتحاد يملك ملفات الاتحاد الذي يسبقه، كله تم حرقه حسب الفكر الموجود والذي يؤمن بأن الذين سبقوا لم يقدموا شيئاً!! وعن المواهب وهل تنقصنا أم لا قال إن المواهب موجودة ولدينا خبراء وأشخاص فاهمون لكن المشكلة تكمن في المحاربة بين مجموعتين، المجموعة الأولى تضم أناسا لديهم خبرات في هذا المجال، لكن تم إبعادهم، والمجموعة الثانية تكمن في وجود أشخاص بعيدة عن الفهم في هذا المجال، لكنها للأسف مقربة من أصحاب القرار والدليل على صدق كلامي أنظر في المجال الرياضي، أين أصحاب الخبرات الذين حققوا للبلد الكثير، إنهم ابتعدوا عن الحرب لأنهم يملكون نفساً عزيزة ولا يريدون الخوض في الخطأ. وانتقل حمدون بدفة الحديث عندما قال أنظر عندما تجرى الانتخابات ستجد العجب العجاب، فالأول مرة أسمع عن عضو يتم ترشيحه من قبل ناد آخر غير الذي ينتمي إليه، كما أن هناك اتفاقات واضحة تدور حول اعطني صوتك وسوف أعطيك صوتي، وفي النهاية نجد إفرازات العملية الانتخابية ضعيفة لأن الانتخابات عندنا تقوم على المساومة وفي النهاية ينجح أشخاص بعيدين كل البعد عن المجال الرياضي. قلنا وهل معنى هذا أنك تؤيد العودة إلى التعيين فقال لا أؤيد العودة إلى عملية التعيين لكن أطالب بأن تكون هناك معايير حقيقية وشروط ومواصفات يجب أن تغلف المرشح. أين المحاسبة؟ وتطرق إلى موضوع آخر فقال لا أعتقد أن هناك دولة خليجية تصرف على الرياضة أكثر مما نصرفه، فالدولة غير مقصرة، وكذلك القيادات والحكومات المحلية، لكن هناك هدراً للمال، لأنه لا توجد محاسبة، فأين المحاسبة عندما يخسر فريق بالخمسة بعد أن توفر له كل شيء ؟..فأنا شخصياً لم أر أي محاسبة بالنسبة للأندية وحتى لو تمت محاسبة أي إداري يخرج علينا بالقول أنا متطوع، فعندما يتم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب ربما تنصلح أحوالنا، أما إذا كنا شاطرين على المستوى المحلي فليس هناك ضرورة للاحتراف ولا غيره!! كما تساءل أيضاً هل الحصول على الدوري يساوي كل الأموال التي يتم صرفها، زمان كنا نفوز بالدوري ولا يتم صرف مثل هذه المبالغ. وقال الدكتور حمدون أيضاً لقد تطورت دولتنا في كل المجالات عدا المجال الرياضي، وهذا يعني أن هناك مشكلة حقيقية موجودة ولا نعترف بها حيث هناك انفلات في المجال الرياضي، لأن أهل الثقة أهم من أصحاب الكفاءات، نحن في حاجة إلى أصحاب النفوس الطيبة والخبرات الرياضية والذين يقومون بخدمة المجال الرياضي عن حب وقناعة وليس من أجل المصلحة الشخصية أو الوجاهة. وقال الدكتور حمدون أيضاً إن التراجع الذي وصلنا إليه في الوقت الذي يمضي المحيطون بنا في الطريق إلى الأمام، يجعلني أقول إن المجال الرياضي يحتاج إلى زلزال قوي يعيدنا إلى الطريق القويم ويمضي بنا في طريق المجالات التي شهدت ارتقاءً ووضعت اسم الدولة في المقدمة لأن الأفكار الموجودة مشوشة والأحلام بعيدة عن أرض الواقع.. فلا خططنا أو استراتيجيتنا تنتمي إلى الواقع بأي صلة، كما يجب أن يكون هناك حساب للمقصر وثواب للمنتج والفاعل وبالطبع في البداية علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الآخرين وبعدها نجلس جلسة مصارحة تغلفها الشفافية لوضع الحلول الواقعية الكفيلة بالنهوض برياضتنا عبر طريق سياسة الخطوة خطوة، وليس القفز على الأشياء بحيث نبدأ السلم من بدايته وأول هذه الدرجات هو الاعتراف بالخطأ لأن المصيبة تكمن في الاستمرار بالخطأ
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©