الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استقالة لاريجاني··· والمقاربة المزدوجة في ملف إيران النووي

استقالة لاريجاني··· والمقاربة المزدوجة في ملف إيران النووي
21 أكتوبر 2007 23:53
استقال ''علي لاريجاني'' كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني، الذي ينظر إليه من قبل الغرب كواحد من الشخصيات المعتدلة في طهران، وذلك قبيل محادثات حاسمة مع أوروبا مرتقبة هذا الأسبوع حول برنامج إيران النووي، مما يؤشر إلى أن المسؤولين هنا ربما يكونون قد أغلقوا الباب أمام أي تسوية ممكنة ومتفاوض بشأنها في النزاع الذي يجمعها مع الغرب· وكان المفاوض الإيراني ''لاريجاني'' واحدا من مجموعة صغيرة من المسؤولين الذين وإن كانوا يدعمون طموحات إيران النووية، إلا أنهم سعوا إلى مقاومة ضغوط الرئيس ''محمود أحمدي نجاد'' ومقاربته الراديكالية التي تسببت في تزايد عزلة إيران دوليا، غير أنه باستقالة الرجل يبدو أن المرشد الأعلى ''آية الله علي خامنئي'' -الذي يعد صاحب الكلمة الأخيرة في جميع المسائل التي تخص الدولة- قد انضم بكل ثقله إلى صف الرئيس ''نجاد''، الذي يعد الوجه الأكثر راديكالية في القيادة الإيرانية -التي تحدت مجلس الأمن الدولي مرتين وقررت تسريع عملية تخصيب اليورانيوم- لا سيما وان ''لاريجاني'' كان قد عُين من قبل المرشد الأعلى ويأتمر بأوامره· اليوم وفي وقت ارتفعت فيه أسعار النفط على نحو يساعد إيران على التخفيف من وقع أي عقوبات جديدة، وبعد قيام الرئيس الروسي ''فلاديمير بوتين'' بزيارة تاريخية إلى طهران الأسبوع الماضي، يبدو أن اختيار القيادة الإيرانية قد وقع على مسار راديكالي واحد، وفي هذا السياق، يقول ''سعيد ليلاز'' المحلل السياسي والمسؤول الحكومي السابق: ''هذا من دون شك تغير سياسي كبير، ولكنه ليس تغيرا إيجابيا بالضرورة''، مضيفا ''قد يعني ذلك أن إيران تسرع أنشطتها وستزداد راديكالية، وبخاصة الآن في ظل ارتفاع أسعار النفط''· تتبنى إيران منذ 2005 مقاربة مزدوجة بخصوص خلافها النووي مع الغرب، بحيث سُمح للاريجاني بالتفاوض مع أوروبا والوكالة الدولية للطاقة الذرية بينما كان ''نجاد'' يعلن أنه لا مجال للتفاوض وأن إيران لن تتراجع عن برنامجها· وإذا كان التأثير المباشر للإعلان عن الاستقالة يتصل مباشرة بالمفاوضات النووية، التي يُفترض أن تستأنف الثلاثاء بين إيران والاتحاد الأوروبي، فإنه يؤشر في الوقت نفسه على تركز أكبر للسلطة في يد ''نجاد'' وحلفائه بخصوص الشؤون الداخلية· وكان من المقرر أن يلتقي ''لاريجاني'' مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ''خافيير سولانا'' في العاصمة الإيطالية روما من أجل مناقشة برنامج إيران النووي، غير أنه من الواضح الآن ما إن كان الاجتماع سينعقد في موعده رغم هذا التطور· وكان المتحدث باسم الحكومة ''غلام حسين إلهام'' قال لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ''إيرنا'' يوم السبت إن ''لاريجاني'' الذي كان يشغل أيضا منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، سبق له أن تقدم بطلب الاستقالة عدة مرات، وإن استقالته حظيت في النهاية بموافقة ''أحمدي نجاد''، كما نقلت وكالة ''إيرنا'' عن إلهام قوله: ''قال لاريجاني إنه يريد مزاولة أنشطة أخرى في السياسة، وطلب من الرئيس إعفاءه من مهامه عدة مرات''· وبغض النظر عن الإعلان في حد ذاته، فإنه من غير الواضح ما إن كانت استقالة ''لاريجاني'' قد حظيت بالموافقة بسبب خلافات هذا الأخير مع ''أحمدي نجاد'' أو ما إن كان قد استقال بشكل طوعي· وأفادت وكالة ''إيرنا'' بأن الرئيس الإيراني عين ''سعيد جليلي'' نائب وزير الخارجية المكلف بالشؤون الأوروبية والأميركية، خلفا لـ''لاريجاني''، ويعد جليلي من حلفاء الرئيس، ويعتبره المحللون السياسيون شخصية أكثر تشددا من سلفه، وقد فوجئ عدد من المراقبين باختيار جليلي، الذي لا يعد شخصية مرموقة في وزارة الخارجية· وفي هذا السياق، يقول ''محمد أتريانفار'' -مسؤول سابق وناشر عدة صحف تعرضت للمنع من قبل السلطات الإيرانية-: ''لا أعتقد أن جليلي يستطيع قيادة الوفد الإيراني في المحادثات''، مضيفا ''إنه ليس رفيعا بما يكفي''· وقد كانت ثمة تكهنات وردت في مواقع إلكترونية سياسية على شبكة الإنترنت، رجحت احتمال أن يكون ''أحمدي نجاد'' و''لاريجاني'' على خلاف بخصوص التكتيك وكيفية مواصلة المحادثات مع أوروبا؛ حيث أشار بعض المحللين في هذا الصدد إلى حديث أحمدي نجاد الصدامي، وكيف أن خطاباته حول برنامج إيران النووي عقَّدت مفاوضات لاريجاني مع الزعماء الأوروبيين· علاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأخبار المتعلقة باستقالة ''لاريجاني'' جاءت بعد أن نفى ''أحمدي نجاد'' ما ورد في تصريح لـ''لاريجاني'' من أن ''بوتين'' قد بعث خلال زيارته إلى طهران برسالة حول برنامج إيران النووي إلى ''آية الله خامنئي''؛ حيث نفى ''نجاد'' وجود أية رسائل، حسبما أعلنت وكالة ''فارس'' للأنباء شبه الرسمية· وكان آية الله خامنئي قد عين ''لاريجاني'' لخلافة رجل الدين المعتدل ''حسن روحاني'' عقب انتخاب ''أحمدي نجاد'' رئيسا للجمهورية الإسلامية في 2005؛ حيث كان ''لاريجاني''، الذي كان يشغل منصب رئيس التلفزيون الإيراني وترشح للانتخابات الرئاسية أيضا ذاك العام، وهو من المقربين من ''آية الله خامنئي''، وخلال سنواته الأولى ككبير المفاوضين، انتقد ''لاريجاني'' سياسات ''روحاني'' التي كانت تهدف إلى بناء الثقة بخصوص برنامج إيران النووي؛ غير أن ''لاريجاني'' سرعـــان مــا نحــا تدريجيــا نحو تلك السياسات مبديــاً تفضيلــه للمفاوضات مــع الأوروبيين· نازيلا فتحي مراسلة نيويورك تايمز في طهران مايكل سلاكمان مراسل نيويورك تايمز في القاهرة ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©