الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متمردو دارفور وعقبة السلام في السودان

متمردو دارفور وعقبة السلام في السودان
22 أكتوبر 2007 00:00
بالنسبة للمتمردين في إقليم دارفور المضطرب، فإن كل يوم جديد يحمل في طياته إمكانية خوضهم لمعركة جديدة، لأن هؤلاء الرجال الذين يحملون آمال قومهم المحاصرين على عاتقهم، يجدون أنفسهم مضطرين إلى التجوال معظم الوقت في أرجاء الإقليم الوعر، سواء لتجنب الهجمات التي تشنها عليهم طائرات الهليوكوبتر التابعة للحكومة السودانية، أو من أجل حماية سكان القرى من هجمات مليشيا الجنجويد المدعومة من قبل الحكومة السودانية· ولكن هؤلاء المتمردين يتحولون بشكل تدريجي الآن إلى عقبة رئيسية أمام جهود السلام في الإقليم في الشهور الأخيرة، لأنهم وكما يقول المحللون، قد انقسموا إلى ما يزيد عن 12 فصيلا متنازعا، واتهموا بعضهم بعضا بأنهم يسعون إلى الشهرة الشخصية، أو باعوا أنفسهم للحكومة، أو أنهم يمثلون مصالح قبائل محددة بدلا من مصالح شعب دارفور ككل، وقتلوا 10 على الأقل وجرحوا عددا آخر من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وذلك في أسوأ هجوم يقع لتلك القوات منذ أن تم نشرها في الإقليم عام ·2004 الآن بعد أن أوشك صبر المجتمع الدولي أن ينفذ، فإنه يأمل أن تجتمع الحركات المتمردة في دارفور وتتوصل إلى أجندة مشتركة، وذلك قبل الاجتماع المزمع عقده في السابع والعشرين من أكتوبر الجاري في العاصمة الليبية طرابلس، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه قادة الحركات المتمردة لمقاطعة المحادثات التي ستجري يوم الأحد القادم، وهو ما لن يقبل به المجتمع الدولي، واعدا بممارسة المزيد من الضغط عليهم لإقناعهم بالمشاركة· ففي الأسبوع الأخير على سبيل المثال هدد اللورد ''مالوتش براون'' -وزير شؤون أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية- بمقاطعة أي جماعة من الجماعات التي لن تحضر الاجتماع المشار إليه، ومنعها من حضور أي اجتماعات سلام قد يعقد في المستقبل· وحتى الآن فشلــــت تلك التهديـــدات في إثناء ''عبد الواحد محمد نور'' الذي يقود فصيـــلا رئيسيـــا من فصائــــل جيش تحريـــر السودان المتمرد عن موقفه، حيث يصر على أنه ليس هنـــــاك معنى من عقد تلك المحادثات في الوقـــت الراهن طالما أن الأمن على الأرض لم يتحقق، وهو ما توافقه عليه الكثير من الجماعات المتمردة الأصغر حجما· ولكن ''أحمد لسان'' المتحدث باسم أحد أكبر الحركات المتمردة وأكثرها تماسكا وهي ''حركة العدل والمساواة '' يقول إنه يجب أولا التوصل إلى اتفاقية تعالج القضايا الجذرية التي كانت سببا في اندلاع الصراع في دارفور وهي إهمال الإقليم طويلا من قبل حكومة الخرطوم، وذلك قبل أن يتم التفكير في إرسال المزيد من قوات الاتحاد الأفريقي· وعلق ''أحمد لسان'' على ذلك بقوله: ''إذا لم تتمكن الاتفاقية من معالجة الأسباب الجذرية، فإن الصراع سيتجدد''، مضيفا'' أن نشر المزيد من القوات قبل التوصل إلى تلك الاتفاقية والتوقيع عليها سيكون بمثابة خطأ فادح؛ وهو ما تتفق عليه معظم الحركات المتمردة، غير أنها لم تتمكن حتى الآن من الاتفاق على من سيمثل شعب دارفور في مائدة المفاوضات· وحول هذه النقطة يعلق ''تيراب محمد عبدالله'' زعيم فرع حركة العدل والمساواة في شرق تشاد بقوله: ''المشكلة الآن أن أي احد يمتلك ثلاث سيارات يمكن أن يقول إنه يقود حركة تمرد، وهذا في الحقيقة جزء من المشكلة التي نواجهها في الوقت الراهن''، كما أن هناك إشكالية مما يثار من اتهامات حول تلقي زعماء بعض الحركات أموالا من الحكومة السودانية -رغم غياب الأدلة حول ذلك-؛ ويضاف إلى ذلك إشكالية عبر عنها بعض القادة الميدانيين، كـ''أبكر عبدالله أبكر'' -القائد العسكري لجيش تحرير السودان في غرب دارفور- بقوله: إن زعماء الحركات المتمردة يذهبون للمحادثات دون أن يعرفوا ما الذي يدور على الأرض، وأن من بين الاتفاقيات التي فشلت لهذا السبب اتفاقية أبوجا- نيجيريا التي تم توقيعها في عام ،2006 وهو أمر مرشح تكراره في الاجتماع القادم بطرابلس، لأن الممثلين الحقيقيين للشعب لن يشاركوا في هذا الاجتماع· وقال ''فرح محمد فرح'' المتحدث باسم حركة جديدة منشقة عن جيش تحرير السودان وهي'' حركة التحرير الوطنية السودانية'' إن حركته تسعى إلى حل مشكلة الشرعية، من خلال تقديم مقترح لعقد اجتماع عام يحضره كافة شيوخ القبائل في دارفور للتصويت على المسائل ذات الاهتمام المشترك، وعلى الموضوع الخاص بقيادة حركات التمرد، بيد أن المشكلة كما يراها، إن القتال الدائر في الإقليم يحول دون عقد هذا الاجتماع، وأن القوات الدولية مطالبة لذلك السبب بالعمل على توفير الأمن حتى يمكن عقد ذلك الاجتماع· وعلى الرغم من كل تلك المشكلات والخلافات فإن متمردي دارفور يقولون إنهم لن يتخلوا عن النضال إلى أن تتحقق مطالبهم، وأنهم وإن كانوا لا يعرفون تحديدا كم من الوقت يمكن أن يستمر ذلك، إلا أنهم سيواصلون القتال حتى يتم حل تلك المشكلات· مراسل كريستيان ساينس مونيتور في أبيشيه- تشاد ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©