الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آل جور نقيض بوش وملازمه!

22 أكتوبر 2007 00:02
عندما فاز آل جور بجائزة نوبل للسلام الأسبوع الماضي، تميزت ردة فعل المحافظين بالغضب؛ حيث انتقد مقدمو البرامج الحوارية مثل ''روش ليمباف'' وأصحاب المواقع الشخصية وغيرهم من أوفياء الحزب الجمهوري الجائزة؛ وتساءلوا لماذا كل هذا الاكتراث، فمن الواضح في نهاية المطاف أن آل جور لن يترشح للانتخابات الرئاسية، ثم إن حتى بعض المحافظين يقرون بأن الاحتباس الحراري حقيقة وليس خيالا· الجواب يكمن في أن انتصار آل جور هو بمثابة مقياس لتدهور سمعة ''جورج دبليو· بوش''، ففي الثقافة السياسية، يعد دور آل جور مؤشرا سلبيا على وضع الرئيس بوش، والواقع أنه بالرغم من كل ما يدور من حديث حول ''آل جور جديد''، إلا أنه لا يوجد شيء جديد بخصوص الرجل، كل ما هناك أن سمعته مرتبطة بشكل كامل تقريبا بسمعة بوش· جاء تألق بوش وصعود شعبيته في الأشهر التي تلت 11 سبتمبر ،2001 ومثلما قال بوش في مقابلة معه في نهاية العام: ''بصفة عامة، لقد كانت سنة رائعة بالنسبة لي ولورا'' -مما لا شك فيه أنها كانت كذلك، إذا ما استثنينا مقتل 3000 أميركي، والذي كان باستطاعة بوش أن يتفاداه على ما يبدو-، كما تميزت تلك الفترة أيضا بقمة السخرية من آل جور والاستهزاء به؛ فوُصف بـ''صاحب اللحية السخيفة''، و''العبوس''؛ بل إن بعض الديمقراطيين كانوا يعلنون صراحة أنهم سعداء لأن بوش، وليس آل جور، هو الذي وصل إلى المكتب البيضاوي· كان التفكير السائد وقتها هو أن آل جور مثقف أكثر من اللازم، ويفتقر إلى الفهم الذي يتمتع به بوش للخير والشر؛ وفي هذا السياق، فسر أحد مؤيدي جور ارتياحه لانتصار بوش بالقول: ''ربما (لأن) جور يعرف أكثر من اللازم''، وقتها كان ينظر إلى هذه الميزة على أنها أكثر إشكالية من أن يعرف المرءُ أقل من اللازم· وعلاوة على ذلك، وجد استطلاع للرأي في أواخر 2001 أن 76 في المائة من الأميركيين يفضلون بوش على جور باعتباره بطل حرب· في عام ،2002 عندما بدأ جور ينتقد المقاربة التي ينتهجها بوش تجاه العراق، انتقده المحافظون انتقادا شديدا، وكانت العبارة الرائجة وقتها هي ''الصفاء الأخلاقي''، وهي ميزة كان بوش يتوفر عليها بينما كان جور يفتقر إليها· إلا أنه ليس من قبيل الصدف أن يأتي الاحتفاء الحالي بجور في وقت تتدهور فيه شعبية بوش، واللافت أن المحافظين كانوا في الماضي يسخرون من آل جور باعتباره المنبر الراديكالي لأقلية سياسية صغيرة؛ أما اليوم، فقد أصبحوا هم الأقلية· والواقع أن خلافهم مع آل جور حول الاحتباس الحراري مؤشر معبر على ضعف موقفهم، وفي هذا الإطار، يقول ''ستيفن هيوارد'' -من المشككين في ظاهرة الاحتباس الحراري من معهد ''أميركان إنتربرايز''- ''إن جائزة نوبل ستصبح سلاحا إضافيا آخر في ترسانة السلطة الأخلاقية التي بحوزة آل جور، والتي يرفض استنادا إليها مناقشة أي جانب من جوانب الموضوع، معلنا أن المسألة برمتها ''محسوم في شأنها''، إلا أنه مؤشر غير جيد أن يعلن السياسيون أن مسألة علمية قد ''تم الحسم فيها''، إننا جميعا نتذكر كيف قال الفاتيكان لغاليليو قبل 400 سنة أن علوم الفلك قد ''تم الحسم فيها''''· ولكن، ألا يمكن لجور أن يقول إن مسألة علمية قد تم الحسم فيها؟، ماذا عن أن الأرض تدور حول الشمس -هل سيزعج ذلك المحافظين؟· مضحك ما يحدث عندما تكون آراؤك هي التي خارج التيار السائد! والحال أنه إذا كان جور يتسم ببعد النظر، فإنما بفضل قدرته وجهوده الخاصة، فهو لم يكن فقط من أوائل النشطاء ضد الاحتباس الحراري فحسب، وإنما دعم حرب الخليج الأولى، وحث على العمل العسكري في البلقان، وعارض حرب العراق الحالية· وقد أثبت تنديدُه ببوش باعتباره رهينة مصالح الشركات الكبرى -الذي سخر منه بعضُهم باعتباره محاولة رخيصة لاكتساب الشعبية- أنه نقد مهم للإدارة الحالية التي صاغت تشريعات تصب في مصالح الشركات النفطية وشركات الصيدلة وغيرها· غير أن مكانته في التاريخ لن تكون لها على الأرجح علاقة مع أشياء قالها أو فعلها، بقدر ما ستكون مرتبطة بسجل بوش ورصيده· كاتب ومحلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©