الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غذاء الروح..

غذاء الروح..
14 ابريل 2016 00:55
بعد عام ناجح للابتكار، جاء إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2016 عاماً للقراءة، وتنفيذاً لهذه المبادرة أصدر مجلس الوزراء خطة متكاملة لإعداد إطار وطني متكامل لتنشئة جيل قارئ، وترسيخ الدولة عاصمة للثقافة والمعرفة. ومنذ ذلك الوقت تتوالى كل يوم مبادرات تعزز برامج وأجندة عام القراءة بمشاركة رسمية وشعبية واسعة من خلال المسابقات والجوائز، ومشاريع لإصدار «كتاب الشهر» مع الصحف، إضافة إلى المعارض، ونشر المكتبات في الأحياء والأندية والمدارس، إلى جانب تخصيص حصص لتشجيع القراءة، والتوسع في نشر الكتب الصوتية، والقصص المصورة، والاهتمام بإنتاج الأعمال الدراسية التي تشجع على القراءة. هذا الاهتمام الواسع يجسد رؤية واعية من القيادة في الإمارات، مفادها بأن المرحلة المقبلة من التنمية والتطور والتقدم في الإمارات وعالمنا العربي كله تحتاج في حقيقة الأمر إلى جيل مثقف قارئ، فالقراءة أساس بناء ثقافة الإنسان ومعرفته، وتحقق له نقلة نوعية في بناء شخصيته. ولأن القراءة غذاء الروح ومتعة العقل، تتنافس الدول المتقدمة فيما بينها على عدد المواطنين الذين يرتادون المكتبات أو حجم القراءة، وسوق الكتب ومبيعاتها في كل دولة. تشير أرقام الإحصاءات بشأن حجم انتشار القراءة في المجتمع العربي إلى وجود فجوة كبيرة بين مجتمعاتنا والكتاب، فالمقارنة مع دول أخرى تظهر حجم الخلل الكبير في معدلات القراءة في بلداننا العربية، حيث يبلغ معدل قراءة الطفل العربي ست دقائق في العام، مقارنة بـ 12 ألف دقيقة في الغرب، حسب تقرير التنمية الثقافية الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي. كما يبلغ معدل القراءة للفرد العربي ربع صفحة سنوياً مقارنة مع 11 كتاباً في أميركا، و7 كتب في بريطانيا، وفق دراسة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر. من هنا كانت أهمية جعل عام 2016 عاماً للقراءة، فهذه المبادرات ستقود الإمارات إلى المستقبل القائم على المعرفة والبحث العلمي، والطريق إليها لا يكون إلا عبر القراءة الهادفة. فالقراءة تساهم في رفع المستوى الفكري والثقافي، إلى جانب نمو الوعي الإنساني، وهو ما ينعكس على خبراته ومهاراته الحياتية، ويعزز من التواصل الحضاري مع المحيط الإنساني كله. لذلك لا بد أن يتعلم الطفل منذ الصغر مهارات الانتقاء، واختيار ما يناسبه من قراءات، من خلال صقل قدراته، وتشجيع مشاركته في المهرجانات ومعارض القراءة، بهدف تنمية الذوق الأدبي والرقي الثقافي منذ الصغر. ومن أجل تحقيق الهدف المنشود لا يمكن إغفال دور الوالدين والمدرسة ووسائل الاتصال، في ترغيب النشء لممارسة عادة القراءة منذ الصغر، وبصفة يومية، حتى تتحول هذه العادة المفيدة إلى سلوك مجتمعي وفعل إنساني في المنزل والمدرسة والحديقة، وداخل وسائل المواصلات العامة، وأثناء السفر، وخلال الرحلات، وفي الأندية، وأوقات الراحة. كما يجب أن تبادر الوزارات والجهات الحكومية والخاصة المعنية إلى إصدار طبعات شعبية من أمهات المكتب والترجمات، وتشجيع أعمال الأدباء الشباب وإبداعات المرأة، من أجل تعزيز الحراك الثقافي والتذوق الأدبي لدى أفراد المجتمع صغاراً وكباراً. عمر أحمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©