تشيني يحذر إيران من عواقب وخيمة

حذر نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إيران من عواقب وخيمة في حال استمرارها برفض وقف برنامج تخصيب اليورانيوم، مستبقا اجتماعا ينعقد غدا في روما بين المنسق الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا والمفاوض النووي الإيراني الجديد سعيد جليلي الذي أعلنت طهران أن كبير المفاوضين السابق علي لاريجاني سيرافقه في محادثات روما· فيما أكد مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أن إيران لن توقف التخصيب ولو لساعة· وقال ديك تشيني إن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي مهددا طهران بـ''عواقب وخيمة'' اذا لم تعلق برنامج تخصيب اليورانيوم· وفي سياق متصل افاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني أن ''جليلي سيكون هناك، ولاريجاني سيحضر أيضا كممثل للزعيم علي خامنئي''، مشيرا إلى أنه من غير الواضح بعد ما إذا كان الرجلان سيشاركان في الاجتماعات مستقبلا· وشدد المصدر نفسه على ثبات سياسة إيران تجاه المسألة النووية رغم استقالة لاريجاني، نافيا أي اختلافات بين الأخير ونجاد لتفسير رحيله، مضيفا ''هناك تضامن كبير بين كل المسؤولين وفي صفوف الشعب حول الهدف الذي يجب تحقيقه في المجال النووي''· وقال حسيني ان التغيير لا يعني انتهاج سياسة جديدة وان السعي للحصول على تكنولوجيا نووية لأغراض سلمية هو جزء من ''أهداف ليست خاضعة لأي تغيير'' في ايران· وأضاف ''ينبغي الا تفسر الاطراف الاخرى الاستقالة بشكل خاطئ، وقد أكدنا مرارا وردد جميع المسؤولين نفس الشيء: المسألة النووية ملف وطني''· من جهة ثانية اشار المتحدث الى ان مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقيادة الايرانية لا يتضمن تعليق التخصيب وانما هو ''رد سريع لدعم التعاون الثنائي في المجالات المختلفة''· ودعا حسيني الاطراف الدولية المعنية إلى عدم اساءة فهم التغير الذي حدث في سكرتارية مجلس الأمن القومي الايراني، مشيرا الى ان الملف النووي الايراني ملف وطني يهم جميع الاطراف السياسية والشعب الايراني· إلى ذلك نقلت صحيفة الشرق الاوسط عن مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي استبعاده أن يؤثر قبول استقالة لاريجاني على مسار التفاوض في الملف النووي الإيراني· وقال حسين شريعتمداري وهو رئيس تحرير جريدة كيهان الإيرانية ''لا شيء سيؤثر على استراتيجيتنا النووية، وليس هناك إمكانية لوقف التخصيب، هذا هو الخط الأحمر، لن نوقف التخصيب ولو لساعة واحدة''· وقال محللون ايرانيون ان وجود لاريجاني قد يكون جزءا من خطة تسليم أو إظهار أنه لا يستقيل وهو في موضع اتهام· وقال محلل سياسي طلب عدم الكشف عن اسمه ''استخدم لاريجاني قدراته لكسب الوقت وتريد إيران الآن مفاوضا جديدا قادرا على كسب المزيد من الوقت''· وتعليقا على الاستقالة كتبت صحيفة ايران ديلي اليومية التي تصدر باللغة الانجليزية ''لن يكون هناك اي تغيير يذكر في جدول الاعمال النووي للبلاد· غير ان من الواضح أن المجموعة الجديدة ستسير على النهج النووي لأحمدي نجاد بالتزام وحماسة أكبر''· وسيتولى جليلي منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي بينما سيظل لاريجاني عضوا في المجلس الذي يساعد في وضع السياسات بوصفه أحد ممثلين اثنين للزعيم الاعلى في المجلس، والممثل الآخر لخامنئي في المجلس هو حسن روحاني كبير المفاوضين السابق الذي حل لاريجاني محله في عام ·2005 ومن المنتظر ان يلتقي الجانبان الايراني والاوروبي في روما لبحث الملف النووي قبل ان يرفع سولانا تقريره الى مجموعة (5+1)· من جهة أخرى يرى العديد من الخبراء ان على الولايات المتحدة الكف عن التلويح بالتهديدات والبدء بالتفاوض اذا كانت تريد تفادي سيناريو الحرب العالمية الثالثة التي اشار اليها الرئيس الاميركي جورج بوش في حال حصول ايران على السلاح النووي· ويرى الاستاذ الجامعي الايراني في جامعة سيراكوز مهرزاد بوروجردي ان لهجة بوش تنم عن مشاعر الاحباط الذي تشعر به الولايات المتحدة وحلفاء اوروبيون لعدم قدرتهم على احتواء طموحات ايران النووية· واوضح ان ''ادارة بوش وجهت انذارات وحددت مهلا لايران لم تحترم كلها دون ان يثير ذلك أي عواقب''· واضاف بوروجردي ''من المؤكد ألا أحد يخاطر بحمل ايران الى مائدة المفاوضات مع هذا النوع من التهديدات المبطنة''· واعتبر ان ''لهجة بوش غير مجدية وتعطي نتائج عكسية'' وتنم ايضا عن غضب الولايات المتحدة التي تتهم ايران بتقديم الدعم العسكري للمجموعات الشيعية المتطرفة في المنطقة·