الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أميركيون يقاطعون السلع الصينية خوفاً من تلوثها

أميركيون يقاطعون السلع الصينية خوفاً من تلوثها
22 أكتوبر 2007 23:41
بدلا من تقديم هدايا تعطي ماري نادين أطفالها دروسا في تعلم التزلج أو تأخذهم في نزهة، في محاولة - كما تقول - لتفادي شراء سلع مصنوعة في الصين، وقالت نادين (49 عاما) التي تقيم في ضواحي واشنطن ''أحب السلع رخيصة الثمن أيضا ولكن هناك شيء ما لا يريحني''· وفي أعقاب استرداد ملايين من لعب الأطفال الملوثة بأصباع تحتوي على كميات ضارة من الرصاص وأضرار أخرى وأغذية بحرية ملوثة بمخلفات كيماوية ومعاجين أسنان ملوثة بمواد كيماوية يشعر بعض المستهلكين الأمريكيين بالقلق من السلع الصينية· وأوضح استطلاع للرأي أجرته رويترز/ زغبي ونشرت نتائجه في 1 أكتوبر أن إجمالي 75,8 بالمئة من نحو ألف فرد جرى استطلاع رأيهم قالوا إنهم لن يشتروا لعب الأطفال صينية الصنع، وفي 19 سبتمبر أوضح استطلاع مشابه للرأي أن 16 في المئة من الناس لا يشترون على الاطلاق السلع صينية الصنع وأن 23 في المئة لا يشترون الطعام أو معاجين الأسنان الصينية· وقالت ماري تيجاردن المتابعة للشؤون الصينية منذ فترة طويلة وتعمل كمعلمة في مدرسة ثاندربيرد اوف جلوبال مانجمنت ''أتمنى الحظ الطيب لهؤلاء الناس''، وإضافة إلى المخاطر الصحية فإن الناس الذين قالوا إنهم يقاطعون المنتجات صينية الصنع استشهدوا بعدد من الأسباب بينها حماية حقوق الانسان وحماية البيئة· وقالت نادين عن الصين ''إنه نظام قمعي لا يهتم بشعبه ولا بأنهاره ولا يهمه ما يلقيه في المحيط''، وأضافت تيجاردن إن الشركات الغربية مثل شركة ماتل التي ألقت باللوم على الصين في مشاكل متعلقة بالسلامة مخادعة، إذ إن العديد من هذه المشاكل تتعلق بالتصميم ولكنها حثت أيضا الشركات على السيطرة على الموردين· ولا يمكن القول إن الصين غير مهتمة بالمنتجات الملوثة، وفي يوليو أعدمت بكين رئيس هيئة متابعة سلامة الأغذية والعقاقير تشينج شياو ايو لحصوله على رشا والتقصير في عمله، وارتبط اسمه بفضيحة متعلقة بدواء ملوث تسبب في وفاة 13 مريضا في مدينة جوانجتشو بجنوب الصين· وبالنسبة للأميركيين فإن الرغبة في مقطاعة السلع الصينية يعني تقديم تضحيات·· أولا هناك كمية كبيرة من المنتجات صينية الصنع في السوق الأميركية، ووفقا لوزارة التجارة فقد صدرت الصين منتجات قيمتها 288 مليار دولار للولايات المتحدة عام 2006 وبينها أجهزة تلفزيون ومنتجات إلكترونية أخرى قيمتها 65 مليار دولار ولعب أطفال وألعاب ومعدات رياضية بقيمة 21 مليار دولار وملابس قيمتها 20 مليار دولار· وأوضح مسح أجري في متجر تويز ار اس خارج واشنطن أن أغلب لعب الأطفال التي بيعت من هذا المتجر كانت من الصين، وبالنسبة للأغذية فالأمر أكثر تعقيدا إذ بالنسبة للمتسوقين في المتاجر يمكنهم فحص الماركات واعادة الأغذية البحرية أو الثوم من الصين ولكن قوائم الطعام في المطاعم لا تذكر كثيرا الجهة التي جاء منها الطعام· وقال روبرت لانزا وهو مهندس يعمل في واشنطن ويبلغ من العمر 48 عاما ''تذهب إلى المطعم وليس لديك أدنى فكرة من أين جاء هذا الطعام البحري، التقارير الأخيرة التي أفادت بوجود أغذية بحرية ملوثة دفعتني إلى التوقف عن التردد على المطاعم التي تقدم السوشي''· وحتى السلع التي تبدو بسيطة مثل كتاب الان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي السابق (عصر الاضطراب) قد يتحول إلى قضية معقدة·· الكتاب نفسه مطبوع في الولايات المتحدة ولكن الصين صدرت العديد من الأوراق والورق المقوى والمواد الخام بقيمة 1,8 مليار دولار للولايات المتحدة عام ·2006 من أين جاءت المواد الخام التي صنعت منها الأوراق في كتاب جرينسبان؟ وتتساءل تيجاردن ''ومن أي جاء الحبر أيضا؟ لا يمكن أن نعلم·'' وذكرت الكاتبة الأميركية سارة بونجيورني هذه المصاعب في كتابها (عام دون عبارة صنع في الصين) والذي طبع في يونيو، وقالت ماري نادين إنها شعرت بإحباط على الأخص عندما أرادت شراء أجهزة الكترونية مضيفة ''لا يمكن أن نعيدها لأنها صنع في الصين إذ ليس هناك مكان آخر يمكن أن نحصل على هذه السلع منه··· أحيانا كمستهلكين لا نجد أمامنا خيارات''·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©