الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهود الشيخة فاطمة للنهوض بالمرأة تحظى باهتمام عالمي

جهود الشيخة فاطمة للنهوض بالمرأة تحظى باهتمام عالمي
23 أكتوبر 2007 01:50
أكدت وانغاري ماثي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام أن حصولها على هذه الجائزة العالمية عزز من جهودها في دعم القضايا التي يعاني منها المجتمع الكيني، وكذلك المجتمعات الأفريقية بصفة عامة، مشيرة إلى أن المرأة الأفريقية لاتقل بحال من الأحوال عن نظيراتها في دول العالم وخاصة الدول المتقدمة، بل تكاد تبذل جهوداً أكبر بكثير مما تبذله الآخريات في مواقع آخرى من العالم، ويكفي الأفريقية فخراً أنها لاتزال تقاوم باستبسال وشجاعة شظف الحياة وقسوة الطبيعة يحدوها الأمل في غد مشرق· وأعربت وانغاري عن اعتزازها بالدور الكبير الذي تقوم به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ''أم الإمارات'' ودعم سموها لمسيرة النهوض بالمرأة محلياً وإقليمياً ودولياً، مؤكدة في حديثها عبر الإنترنت لـ''الاتحاد'' على اعتزازها بالمشاركة في مهرجان المفكرين العالمي الذي تنظمه كليات التقنية العليا تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وموضحة أن جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك محل اهتمام وتقدير من مختلف دول العالم ومنظماته التنموية والأممية المتخصصة· وأكدت أن القضايا البيئية باتت تتصدر قائمة المشكلات التي يعاني منها العالم، سواء في الدول المتقدمة أوالنامية، وأن البيئة والسلام وجهان لعملة واحدة، وفي ظل استمرار التدهور البيولوجي والبيئي يصبح السلام والاستقرار في خطر وتصبح الحياة في الحاضر والمستقبل في خطر أكثر، ويتهدد معها مستقبل الأجيال القادمة· وعن مشاعرها وهي تواصل مسيرتها في خدمة قضايا القارة الأفريقية بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام قالت وانغاري: سعادتي لا توصف كأول امرأة افريقية حائزة على جائزة نوبل للسلام، وحصلت عليها بدعم من الشعبين الكيني والأفريقي والعالم أجمع، وأني أعني بهذه الجائزة النساء والفتيات، متمنية أن نشجعهن أن يرفعوا اصواتهن عالية وليأخذن مكانتهن القيادية في المجتمع، كما أنني على علم أن هذا الشرف يعطي احساساً عميقاً بالفخر لرجالنا وشبابنا ايضاً، كما أقدر الإلهام الذي تمنحه هذه الجائزة للشباب وتحثهم على المناضلة لتحقيق احلامهم· البيئة والسلام نوبل منحتكم جائزة السلام على الرغم من أن جهودكم كانت منصبة على حماية البيئة، فما العلاقة بين البيئة والسلام من وجهة نظركم بالرغم من ان هذه الجائزة منحت لي، لكنها نبهت العالم لعدد غير محدود من الافراد والجماعات حول العالم الذين يعملون بصمت او في الغالب بدون ان يُلحظوا لحماية بيئتهم، يؤيدون ويدعمون وحدة الشعب والديمقراطية، ويدافعون عن حقوق الانسان ويرسخون دعائم المساواة بين الرجال والنساء· وبهذا العمل، يبذرون بذرة السلام· وكما اعلم أنهم الان في غاية الفخر والاعتزاز· ولكل الذين يظنون ان هذه الجائزة تمثلهم اقول: استخدموها لتحقيق طموحاتكم التي ترقى لما يتوقعه العالم منا، والفخر ايضاً لاسرتي، اصدقائي، والدي وايضاً كل الذين دعموني من كل أنحاء العالم، جميعهم ساهموا في تشكيل الرؤية الصحيحة والحفاظ على عالمنا، الذي طالما ثبت في ظل الظروف المعادية· انا ايضاً ممتنة للشعب الكيني الذي ظل يرقب بتحفز، متمنياً ان تسود الديمقراطية وتترسخ دعائمها في المجتمع· ونتيجتا لهذا الدعم، وانا هنا اليوم لانال شرف هذه المكانة، ومن خلال منحي هذه الجائزة، قد وضعت لجنة نوبل مسألة البيئة الحرجة وارتباطها بالديمقراطية والسلام أمام العالم· ولردة فعل رؤيتهم، أحس بفخر وامتنان· واذ تسلم اللجنة بأن التنمية المستديمة والديمقراطية والسلام كل لا يتجزأ، فإن هذه الرؤية تترجم فكرنا الذي بدأناه قبل ثلاثة عقود من الزمن، وقلنا وقتها إن البيئة والسلام وجهان لعملة واحدة، وإن الصراعات في العالم حالياً هي بسبب المياه والبيئة والموارد الطبيعية· زعماء أفريقيا منحت الجائزة من قبل لزعماء أفارقة ولكنها المرة الأولى التي تحصل عليها امرأة من أفريقيا! بالطبع أشعر بامتنان خاص لمشاركة المفكرين والزعماء الافريقيين الحائزين على جائزة نوبل، الرئيس نلسون مانديلا وديكليرك، ورئيس الاساقفة ديسموند توتو، والقائد الراحل البرت لوثولي، والراحل انور السادات وسكرتير الامم المتحدة كوفي عنان، وأعلم ان الافريقيين في كل مكان تشجعوا بهذه الاخبار، زملائي الافريقيين، احتضاناً منا لهذا التقدير، فلنستخدمه لنكثف التزامنا تجاه شعبنا، ولنحد من النزاعات والفقر، وبالتالي تحسين نوعية حياتهم· دعونا نحتضن الحكم الديموقراطي، ونحمي حقوق الانسان وكذلك نحمي بيئتنا· وانا على ثقة باننا سنرقى الى مستوى الحدث· لطالما آمنت بأن الحلول لمعظم مشكلاتنا يجب ان تاتي من عندنا· بداية المعركة تخوضون معركة كبيرة في سبيل حماية البيئة، فهل لكم أن تقدموا لنا نبذة عن التحديات التي واجهتموها خلال هذه المعركة ومتى بدأت تشكل إلهامي جزئياً من خبراتي وملاحاظاتي في طفولتي للريف في منطقة رورال بكينيا، وقد تاثر هذا الالهام وتغذى بالتعليم النظامي الذي تميزت بالحصول عليه في كينيا، والولايات المتحدة والمانيا· وانا اكبر مع هذا الالهام، وكنت شاهدة على الغابات التي ازيلت لتحل محلها الزراعة الصناعية، التي دمرت التنوع البيولوجي المحلي وقدرة الغابات على المحافظة على المياه، وبالطبع لم أقف ساكنة أمام عمليات الاستنزاف للموارد البيئة في بلادي، وفي العام ،1977 وعندما بدأنا حركة الحزام الاخضر، كنت جزئياً متجاوبة مع احتياجات حددتها نساء (رورال)، وهي عبارة عن قائمة من المعاناة اللاتي يعشنها يومياً من نقص الخشب، مياه الشرب النظيفة، التغذية المتوازنة، الماوى ومن ثم الدخل، ولعل وضع المرأة الأفريقية هنا يختلف عن غيرها في جميع انحاء العالم، فالافريقية هي الموفر الرئيسي للرعاية، وعلقت عليها مسؤولية كبيرة عن حراثة الارض واطعام اسرتها· وكنتيجة لذلك، في الاغلب إنها اول من يدرك الاضرار البيئية، وان الموارد تصبح شحيحة وغير قادرة على ابقاء اسرتها على قيد الحياة· ولكن صورة المرأة ودورها في الحياة تغيرا في كل أنحاء العالم وفي أفريقيا أيضاً فخرجت المرأة للتعليم والتجارة والتحقت بالمصانع· نعم تغير هذا الدور بصورة كبيرة في العالم، وظلت الأفريقية تعاني من أعباء كثيرة تعرقل حياتها اليومية وتهدد وجودها، فالنساء اللواتي كن بصددهن لم يعودن كما في الماضي، لم يعد بمقدورهن تلبية احتياجاتهن الاساسية· ويعزى ذلك الى تدهور بيئتهن اللصيقة وايضاً ادخال الزراعة الصناعية التي حلت محل المحاصيل المزروعة في المنازل· ولكن التجارة العالمية التي تتحكم في اسعار الصادرات من هؤلاء المزارعين الصغار والعائد المتواضع والمحدود لا يمكن ضمانه، ومع هذا التغير زاد دورنا وتعاظم بصورة كبيرة، إذ كان علينا ولايزال مسؤولية كبيرة في تفهيم المرأة أنه عندما ندمر البيئة فإننا ندمر الحياة ونقوض نوعية الحياة لاجيالنا القادمة· ملايين الأشجار وماذا فعلتم لتوسيع قاعدة التوعية البيئية وتغيير الواقع البيئي في بلادكم زراعة الاشجار اصبحت خياراً طبيعياً لمعالجة بعض الاحتياجات الاساسية الاولية التي تم تحديدها من قبل النساء· ايضاً، ان زراعة الاشجار أمر بسيط، مقدور عليه ومضمون، ونتائجه مذهلة في غضون فترة وجيزة، وهذا يحافظ على اهتمام والتزام، ولذلك وجنباً الى جنب قد زرعنا 30 مليون شجرة التي زودتنا بالوقود، الطعام، الماوى، والدخل اللازم لتعليم ابنائنا واحتياجاتهم المنزلية، وهذا النشاط قد خلق فرصاً للعمل وحسّن من التربة وتجمعات المياه، ومن خلال مشاركتهن، اكتسبت المرأة درجة من القوة لادارة حياتهن، وبالاخص في النواحي الاجتماعية والاقتصادية واهميتها في الاسرة، ويستمر العمل· الفقر المدقع ماذا قدمتم للناس هناك خاصة في ظل الفقر المدقع الذي تعاني منه قطاعات كبيرة من البشر بداية، كان العمل صعباً، لان شعوبنا تاريخياً قد اقتنعوا بأنهم فقراء، ليس فقط في رؤوس اموالهم، بل وايضاً فقراء في معرفتهم ومهاراتهم اللازمة لعلاج تحدياتهم، وفي المقابل كيفوا انفسهم على الاعتقاد بأن الحلول لمشكلاتهم يجب ان تاتي من الخارج، كما أن المراة لم تدرك أنه لتلبية احتياجاتها يعتمد الامر على بيئتها ان تكون صحية ومدارة بشكل صحيح، وكانوا يجهلون ايضاً ان تدهور البيئة يؤدي الى التزاحم على الموارد الشحيحة، ويمكن ان تتوغل في الفقر وحتى الصراع· كما لم يكونوا على علم باجحاف مقاييس الاقتصاد العالمي، ومن اجل مساعدة المجتمعات المحلية على فهم هذه الروابط، وضعنا برنامج تعليم المواطن، والذي من خلاله يحدد الناس مشكلاتهم، المسببات والحلول الممكنة· عندها يتمكنوا من الربط بين افعالهم الشخصية ومشاكلهم التي يشهدونها في البيئة والمجتمع· ليتعلموا ان عالمنا يواجه سلسلة من المشاكل منها: الفساد، والعنف ضد النساء والأطفال، واضطراب وانهيار الأسر، وتفكك المجتمعات والثقافات· كما عليهم ملاحظة تعاطي الشباب للمخدرات والمواد الكيميائية· وهناك ايضاً الامراض الفتاكة التي تتحدى العلاج او التي تحدث بشكل وبائي·ومما يثير القلق بوجه خاص فيروس نقص المناعة ''الايدز'' والملاريا والامراض المرتبطة بسوء التغذية، ومن وجهة نظر بيئية، هم معرضون للكثير من الانشطة البشرية المدمرة للبيئة والمجتمع· وهذا يشمل تدمير النظم الايكولوجية، خاصة عن طريق ازالة الغابات، عدم ثبات المناخ، وتلوث التربة والمياه مساهمة في تفقيم الفقر· في اطار هذه العملية، اكتشف المشاركون انهم يجب ان يكونوا جزءاً من الحلول، كما اكتشفوا طاقاتهم الكامنة وقدرتهم على التغلب على القصور واتخاذ الاجراءات الازمة· اخيراً ادركوا انهم الاوصياء والمستفيدون الاوائل من البيئة التي تبقي عليهم· تتوصل مجتمعات باكملها الى انه من الضروري اجراء مساءلة لحكوماتها، وهذا بأهمية علاقاتهم مع بعضهم البعض، فهم يمثلون قيم القيادة التي يتمنون رؤيتها في رؤسائهم، وهي قيم العدالة، والنزاهة، والثقة· أشجار السلام كيف تحولت ''الحزام الأخضر'' من حركة بيئية لحماية الموارد الطبيعية الى حركة للمطالبة بالديمقراطية ومكافحة الفساد والاستبداد السياسي لبعض نظم الحكم في أفريقيا عندما تأسست حركة زراعة اشجار الحزام الاخضر لا تتناول قضايا الديمقراطية والسلام، وسرعان ما اصبح واضحاً ان الادارة المسؤولة للبيئة كانت امراً مستحيلاً بدون مساحة من الديمقراطية· لذا، الشجرة اصبحت رمزاً للنضال الديمقراطي في كينيا· المواطنون شحذوا لتحدي الانتشار الواسع لاستخدام السلطة، والفساد وسوء الادارة البيئية· في نيروبي (اوهورو بارك) في ركن من اركان الحرية، وفي اجزاء متفرقة من البلاد زرعت اشجار السلام للمطالبة بالافراج عن سجناء الضمير والانتقال السلمي الى الديمقراطية· من خلال حركة الحزام الاخضر، شحذ آلاف المواطنين العاديين لاحداث ردة فعل مؤثرة· لقد تعلموا كيف يتخطون الخوف والشعور بالعجز وانتقلوا للدفاع عن الحقوق الديمقراطية· شجرة الثيقي في الوقت الراهن، لقد اصبحت الشجرة رمزاً للسلام وتسوية الصراعات، وخاصة خلال الصراعات العرقية في كينيا عندما استخدمت حركة الحزام الاخضر اشجار السلام للتوفيق بين الطوائف خلال المنازعات المستمرة اثناء اعادة كتابة الدستور الكيني، ونفس اشجار السلام هذه زرعت في ارجاء عديدة من البلاد لتعزيز ثقافة السلام· استخدام الاشجار كرمز للسلام يتماشى ايضاً والتقاليد الافريقية· كمثال، إن شيوخ الكيكيو قد اعتقدوا أن وضع شجرة (الثيقي) بين طرفي نزاع مدعاة لوقف القتال والسعي وراء المصالحة، ومعظم المجتمعات الافريقية لديها هذا التقليد، ومثل هذه الممارسات هي جزء من التراث الثقافي، الأمر الذي يساهم في كل من حفظ الموارد والثقافات من اجل السلام· مع تدمير هذه الثقافات وادخال قيم جديدة، التنوع البيولوجي لم يعد قائماً او محمياً وكنتيجة لذلك، فانه يتدهور بسرعة ويختفي· ولهذا السبب، حركة الحزام الاخضر اكتشفت مفهوم التنوع الثقافي البيولوجي، وخاصة فيما يتعلق بالبذور الاصلية والنباتات الطبية· الانتماء إلى الأسرة الكبيرة أضافت ماثاي: تدرجنا في فهم التدهور البيئي، ورأينا الحاجة الى الحكم الرشيد· وفي الواقع، اي مقاطعة للبيئة هو انعكاس لنوع الحكومة في المكان، ومن دون حكومة رشيدة قد لا يكون هناك سلام· العديد من البلدان التى تعاني حكوماتها الفقر، من المرجح ان يكون لديهم صراعات وفقر في انظة حماية البيئة، وفي العام ،2002 فإن شجاعة، ومرونة وصبر والتزام اعضاء حرة الحزام الاخضر، وغيرها من منظمات المجتمع المدني والكيني بلغت ذروتها في الانتقال السلمي الى حكومة ديمقراطية وارساء الاساس لمجتمع اكثر استقراراً· لقد مرت 30 عاماً منذ ان بدأنا هذا العمل· والانشطة التي تدمر البيئة والمجتمعات مستمرة دون هوادة· واليوم نحن نواجه تحديات تستدعي تحولاً في تفكيرنا، حتى يتوقف الانسان من تهديد نظام دعم الحياة· ونحن مدعوون لنساعد في معالجة جراح الارض وفي جراحنا بالتالي· حقاً، إن احتضان جميع المفاهيم المتنوعة، لامر جميل وعجيب· هذا ما سيحصل اذا كنا نرى ضرورة احياء احساسنا بالانتماء الى الاسرة الاكبر من الحياة، الذي تربطنا به جهودنا المشتركة العملية التطورية، وعلى مر التاريخ، اتى وقت دعا فيه البشرية الى التحول الى مستوى جديد من الوعي، لنصل الى أساس اخلاقي اعلى· لقد جاء الوقت الذي علينا فيه التخلص من خوفنا واعطاء الامل لبعضنا البعض، وهذا الوقت هو الان· الأفارقة واكتشاف الذات على الافارقة على وجه الخصوص اعادة اكتشاف النواحي الايجابية في ثقافتهم· وبرضاهم يستطيعون منح انفسهم شعوراً بالانتماء والهوية والثقة بالنفس، كما ان هناك حاجة لتنشيط المجتمع المدني والحركات الشعبية لتحفيز التغيير، وادعو الحكومات الى الاعتراف بدور هذه الحركات الاجتماعية في بناء كتلة جادة من المواطنين المسؤولين الذين يساعدون على الحفاظ على الضوابط والموازنات في المجتمع· من جانبه، يجب على المجتمع المدني تولي حقوقه ومسؤولياته ايضاً· وعلاوة، يجب على الصناعة والؤسسات العالمية تقدير ان تتحقق العدالة الاقتصادية· وان الانصاف والسلامة الايكولوجية اعظم فائدة من اي مكسب· اقصى اشكال عدم المساواة العالمية وانماط الاستهلاك السائدة تستمر على حساب البيئة والتعايش السلمي· الخيار لنا، وأود أن أدعو الشباب الى ان تلتزم الانشطة التي تساهم في تحقيق احلام طويلة الاجل· وهم لديهم الطاقة والابداع في تشكيل مستقبل دائم· اقول لهؤلاء الشباب: انتم هدية الى المجتمعات المحلية والواقع العالمي· انتم املنا ومستقبلنا· جدول الماء وذكريات الطفولة إن النهج الشامل للتنمية، ممثل بحركة الحزام الاخضر، يمكن تبنيها وتكرارها في اكثر من جزء من افريقيا وخارجها· ولهذه الاسباب فقد أنشات وانغاري ماثاي مؤسسة لضمان استمرار وتوسيع نطاق هذه النشاطات· على الرغم من ان الكثير قد تحقق، فلا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، وانا أود العودة لتجربة طفولتي عندما كنت اذهب لاحضار الماء لأمي من جدول مجاور لبيتنا· واود ان اشرب مباشرة من الجدول المتدفق· واللعب خلال اوراق الحشائش محاولة عبثاً التقاط بيض ضفادع السواحل، معتقدة انها حبات خرز· وفي كل مرة أضع اصابعي الصغيرة تحتها كانت تنكسر· مؤخراً رأيت الالاف من الشراغف: سوداء، تتلوى بنشاط من خلال المياه النقية على خلفية من الارضية البنية· هذا هو العالم الذي ورثته عن والدي، اليوم جفت الجداول، وتسير المرأة مسافات طويلة للحصول على المياه التي ليست نظيفة في الغالب، والاطفال لن يعرفوا ما الذي اضاعوه· إن التحدي هو الحفاظ على البيئة واعادة هذا العالم النظيف والجميل للاطفال· توسيع مفهوم السلام إن لجنة نوبل بمنحها هذه الجائزة قد تحدت العالم في توسيع مفهوم السلام، إذ لا يمكن ان يكون هناك سلام بدون تحقيق التنمية المنصفة، والتنمية لا يمكن ان تتحقق دون ادارة مستدامة للبيئة في دولة ديمقراطية تنعم بالسلام، وهذا التحول هو فكرة آن اوانها، ولذلك ادعو الزعماء، خاصة من افريقيا، لتوسيع مساحة الديمقراطية وبناء مجتمعات عادلة ونزيهة تؤدي للابداع وازدهار طاقات مواطنيها، وان كلاً منا ممن تلقوا امتياز التعليم، والمهارات، والخبرات وحتى السلطة يجب ان يكونوا قدوة للاجيال القادمة من القيادات· وبهذا الصدد، اود ايضاً ان اوجه نداء من اجل حرية زميلتي الفائزة (اونغ سان سوكي) زعيمة المعارضة في بورما ''ماينمار''، حتى تتمكن من مواصلة عملها من اجل السلام والديمقراطية لشعب بورما والعالم اجمع، ان الثقافة تلعب دوراً محورياً في السياسة، الاقتصاد، والحياة الاجتماعية في مجتمعاتنا· وحقيقة، الثقافة هي الحلقة المفقودة في تنمية افريقيا، كما ان الثقافة تتطور بديناميكية عبر الزمن، علينا نبذ التقاليد الرجعية المعروفة، وفي المقابل تولي كل ما هو مفيد ونافع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©