252 جريحاً بـ ثورة الأسرى في معتقل النقب

أصيب 252 سجينا فلسطينيا و15 حارسا إسرائيليا بجروح فجر امس، في صدامات اندلعت داخل معتقل ''كتسيعوت'' الاسرائيلي في صحراء النقب واستمرت قرابة خمس ساعات، كما أفادت مصادر فلسطينية واسرائيلية· ويضم سجن ''كتسيعوت'' نحو ألفي سجين فلسطيني غالبيتهم يعتقلون في خيم· وتعتقل اسرائيل نحو 11 ألف فلسطيني في سجونها· ويذكر أن تاريخ سجن النقب الصحراوي حافل بمثل هذه الممارسات اللاإنسانية بحق الأسرى منذ إنشائه، حيث زاره أكثر من خمسين ألف معتقل فلسطيني إلى أن أغلق ثم أعيد افتتاحه مع اندلاع أحداث انتفاضة الأقصى عام ·2000 وقال ''نادي الاسير'' الفلسطيني، الجمعية الرئيسية المدافعة عن حقوق السجناء الفلسطينيين، في بيان اصدره ان المواجهات اندلعت في السجن الذي يطلق عليه الفلسطينيون اسم ''أنصار ''3 عندما أراد الحراس القيام بتفتيش المعتقلات بطريقة اعتبرها السجناء ''استفزازية''· ورشق السجناء ادوات مختلفة على الحراس الذين اطلقوا الرصاص المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع، واستخدموا الهراوات للسيطرة عليهم وتفريقهم· وأكد نادي الأسير ووزارة شؤون الاسرى الفلسطينية اصابة 252 معتقلا في المواجهات، موضحين انه تم نقل تسعة منهم اصابتهم خطرة الى مستشفى ''سوروكا'' داخل اسرائيل· وأكد النائب عيسى قراقع مقرر لجنة الاسرى في المجلس التشريعي ''أن عددا كبيرا من المصابين لم ينقل الى المستشفيات''· وقال قدورة فارس رئيس ''نادي الاسير'' إن ''الوضع خطير جدا''· وأكدت الناطقة باسم ادارة السجون الاسرائيلية يارونا زامير ان المواجهات اندلعت في السجن عندما كان الحراس يستعدون لتفتيش جناح يضم نحو ألف معتقل· وقالت زامير لوكالة ''فرانس برس'': ''السجناء ألقوا أدوات مختلفة على الحراس واضرموا النار في خيم''· واضافت ان ''الحراس استخدموا وسائل مكافحة الشغب''· واشارت الى وقوع 15 جريحا فلسطينيا اصابة احدهم خطرة وعددا مماثلا من الجرحى الاسرائيليين· واوضحت ان اربعة من المعتقلين الجرحى وأحد الحراس نقلوا الى المستشفى· واستنكرت جمعية ''نفحة'' للدفاع عن حقوق الاسرى والانسان، ما أقدمت عليه إدارة سجن النقب الصحراوي من اقتحام لأقسام السجن ورش الاسرى بالغاز وضربهم واطلاق العيارات المطاطية باتجاههم، متجاهلة كافة الاعراف والمواثيق الدولية· واتهمت جمعية نفحة في بيان أصدرته إدارة السجون ''بالعنصرية والنازية، حيث تستخدم الأسرى كحقل تجارب لأسلحتها بين الحين والآخر، عبر القمع المتواصل والعقوبات عدا عن الحرمان من زيارة الاهل''· ودعت الجمعية القيادة الفلسطينية الى ''وضع قضية الاسرى على رأس السلم في المؤتمر القادم وفي أي مفاوضات ستجري لاحقا على اعتبار انها قضية حساسة وهي على المحك يوميا عبر الاجراءات التي يتخذها الاحتلال بحقهم''· وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة خلال مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة في رام الله ''ان الاعتداء الاسرائيلي على الاسرى الفلسطينيين في سجن النقب والذي أدى إلى إصابة أكثر من مئتي اسير عمل مدان تماما ونطالب الحكومة الاسرائيلية بالتوقف عن هذا العدوان''· واضاف ''ونطالب الادارة الاميركية بالتدخل لوقف التجاوزات الاسرائيلية التي نعتبرها جزءا من السياسة الاسرائيلية التي تريد ان تعيق عملية السلام''· وقال ابو ردينة ''بدون إغلاق ملف الاسرى الذي يجب ان يغلق في اسرع وقت، لا يمكن استمرار عملية السلام''· وقال ''إن هذا أولوية بالنسبة لنا، والرئيس (محمود) عباس يشدد دائما أنه لن يحصل سلام شامل وكامل بدون إغلاق ملف الأسرى''·