الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يدعون إلى التعامل بالحسنى مع ذوي الاحتياجات الخاصة

25 ابريل 2009 02:14
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس إلى معاملة ذوي الاحتياجات الخاصة معاملة حسنة، وتشجيعهم وتحفزيهم على تطوير قدراتهم والتميز والعطاء حسب الطاقات التي رزقهم الله تعالى إياها، خاصة وأن كثيرا منهم يمتلكون مهارات وقدرات وإبداعات في مجالات كثيرة ومتنوعة، وحققوا تميزا في مسابقات ومنافسات عديدة• وحث أئمة المساجد في الخطبة الموحدة على توفير جميع سبل التعليم والتعلم لهذه الفئة بكل الوسائل الحديثة والمتاحة ليكونوا لبنة في بناء وطنهم، مؤكدين أن هذا الأمر جرى تحقيقه في الإمارات بتوجيهات ورعاية القيادة الرشيدة حيث تم إنشاء مؤسسات اجتماعية وتعليمية وصحية تقدم لهذه الفئة كل أنواع العناية والرعاية والاهتمام، ومنوهين بالقائمين على هذه المؤسسات• وقال الخطباء إن من واجبنا كآباء وأمهات تشجيع أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة للانضمام إلى هذه المؤسسات لينالوا حظهم من التعليم والرعاية كبقية أفراد المجتمع، بعد أن أكدت الدراسات والبحوث الميدانية أن الاكتشاف المبكر لمثل هذه الحالات يساهم بشكل كبير في علاجها• وأضافوا ''علينا أن نربي أبناءنا وطلابنا على حسن معاملتهم ومصاحبتهم بالمعروف، وإتاحة المشاركة لهم في جميع جوانب الحياة المجتمعية، وعلى جميع المؤسسات المختلفة توفير فرص العمل المناسبة لهم، وتشجيعهم على العطاء، فلسان الحال والمقال منهم يقول: أعطني فرصة لأثبت كفاءتي''• وشدد الخطباء على أن الله عز وجل كتب الأجر العظيم لمن ابتلاه بشيء في جسده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ''إن الله قال ''إذا ابتليت عبدى بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة'' يريد عينيه، داعين إلى الإحسان لمن ابتلاه الله خاصة وأن الله تعالى قال ''وأحسنوا إن الله يحب المحسنين''، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ''هدايتك الطريق صدقة، وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة، وبيانك عن الأرتم صدقة''• وبيّن الخطباء أن الله تعالى خلق الخلق، وجعلهم متفاوتين ومختلفين، فمنهم القوي والضعيف، ومنهم الغني والفقير، ومنهم المريض والسليم، ومنهم المعافى والمبتلى، ليبلوهم أيهم أحسن عملا، فمن رحم الضعيف، وساعد المحتاج، ورحم صاحب البلاء، وأعان العاجز رفع الله قدره، وأكثر خيره، وأوسع له في رزقه، وغفر ذنبه، وقضى حاجته، وأحسن إليه كما أحسن إلى خلقه، وأدخله الجنة برحمته• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ''من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه''• وأشار الخطباء إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يراعي أصحاب الحاجات الخاصة في كل أحوالهم، فكان يأمر أصحابه فيقول ''من صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة''• ويقول صلى الله عليه وسلم ''لولا ضعف الضعيف وسقم السقيم لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل'' أي صلاة العشاء• ولفتوا إلى أن الصحابة الكرام كانوا يعتنون بمن حولهم، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخرج في سواد الليل فرآه طلحة، فذهب عمر فدخل بيتا، ثم دخل بيتا آخر، فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت فإذا بعجوز عمياء مقعدة فقال لها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟ قالت: إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا يأتيني بما يصلحني، ويخرج عني الأذى• أما في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- كتب إلى أمرائه أن يحصوا له ذوي الاحتياجات الخاصة، وأمر لكل أعمى بقائد يدله على الطريق• وقال الخطباء إن فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كالأعمى والأصم وقليل الإدراك وضعيف الحركة تعيش بيننا في زماننا، وهم ''قادرون بغيرهم على العطاء في حياتهم بتعاوننا جميعا معهم''، مبشرين بالأجر الكبير من وراء ذلك• قال النبي صلى الله عليه وسلم ''إن أبواب الخير لكثيرة: التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل••• وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى، وتدل المستدل على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف، فهذا كله صدقة منك على نفسك''• وختم الخطباء أنه ''بهذا الحديث وغيره من الأحاديث الكثيرة تفتح باب الخير والرحمة لكل الذين أكرمهم الله عز وجل بوجود ذوي الاحتياجات الخاصة بينهم من آباء وأمهات ومعلمين ومدربين وأطباء وممرضين، وتدفعهم إلى بذل المزيد من الرعاية والعناية بهم''، على اعتبار أن خدمتهم ورعايتهم وإدخال السرور على نفوسهم من أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ''خير الناس أنفعهم للناس''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©