الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المجلس الوطني يساهم بشكل فاعل في عملية التنمية المستدامة عبر اختصاصاته التشريعية والرقابية والسياسية

المجلس الوطني يساهم بشكل فاعل في عملية التنمية المستدامة عبر اختصاصاته التشريعية والرقابية والسياسية
11 فبراير 2013 10:24
أبوظبي (الاتحاد) - يحتفل المجلس الوطني الاتحادي، يوم غد الثلاثاء بالذكرى الحادية والأربعين لتأسيسه، كإحدى السلطات الدستورية الاتحادية الخمس، وسط تطورات شهدتها مسيرة الحياة البرلمانية في الدولة، على صعيد تعزيز المشاركة السياسية في عملية صنع القرار، حيث ساهم المجلس منذ إنشائه عام 1972م بشكل فاعل في عملية التنمية المستدامة الشاملة عبر ممارسة اختصاصاته التشريعية والرقابية والسياسية، ومناقشته لقضايا المواطنين واحتياجاتهم وتعزيز الاستثمار في التنمية البشرية والبنية التحتية، وتبني القضايا الوطنية في مختلف الفعاليات البرلمانية، وطرح المبادرات الهادفة إلى دعم العمل البرلماني الخليجي والعربي والدولي. وبفضل دعم القيادة الحكيمة للمجلس وحرص المواطنين على المشاركة في مسيرة البناء والتنمية، استطاعت هذه التجربة أن تعطي نموذجاً خاصاً في الممارسة الديمقراطية، حيث تميزت مسيرة المشاركة والعمل البرلماني في الإمارات بالوعي، كونها نابعة من ظروف واحتياجات دولة الإمارات، الأمر الذي تجسد بوضوح بمدى حجم الإنجاز الذي تحقق على صعيد ممارسة المجلس لصلاحياته واختصاصاته، خاصة أن تأسيسه تزامن مع انطلاق تجربة الاتحاد على أيدي مؤسسين قدموا من وقتهم وجهدهم الكثير لإنجاح هذه التجربة، وساهموا في تأسيس علاقة متميزة بين السلطات الاتحادية والمحلية، استهدفت إطلاق طاقات الشباب وتحقيق التنمية الشاملة لجميع فئات المجتمع عبر سن تشريعات وقوانين عززت فاعلية عمل مختلف الأجهزة التنفيذية، وشجعت الاستثمار في مجالات التنمية البشرية وتطوير آليات المشاركة السياسية والعمل التطوعي والاجتماعي. وتمثل التجربة السياسية في الدولة بمضامينها وآلياتها والرؤية التي توجهها، نموذجاً في دعم القيادة ومشاركة المواطنين، منذ أن حدد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في خطاب افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول للمجلس في 12 فبراير 1972 مهام المجلس ودوره بقوله “إن جماهير الشعب في كل موقع تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة، وتتطلع إلى مجلسكم الموقر لتحقق ما تصبو إليه من مشاركتكم في بناء مستقبل باهر ومشرق وزاهر لنا وللأجيال الصاعدة من أبنائنا وأحفادنا، وإن مجلسكم الموقر قادر على أن يؤدى دوراً مهماً في تحقيق آمال الشعب الكبرى نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية”. السلطة الاتحادية الرابعة وتحقيقاً لهذا الحلم، آمن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأن بناء الدولة لا يتحقق إلا بمشاركة المواطنين في صنع القرار، فتم إعلان الدستور المؤقت للدولة الذي نص في مادته (45) على أن المجلس الوطني الاتحادي هو السلطة الاتحادية الرابعة من حيث الترتيب في سلم السلطات الاتحادية الخمس المنصوص عليها في الدستور وهي: “المجلس الأعلى للاتحاد، رئيس الاتحاد ونائبه، مجلس وزراء الاتحاد، المجلس الوطني الاتحادي، القضاء الاتحادي”. وكان للدعم غير المحدود الذي أولاه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد وإخوانه الحكام لأعمال المجلس، وحرصهم على عقد أولى جلساته بعد فترة وجيزة من إعلان قيام دولة الإمارات، الأثر الكبير في تمكين المجلس من أن يكون إحدى الدعائم الأساسية للتجربة الاتحادية الإماراتية في المشاركة والتنمية، فضلاً عن حرصهم على حضور افتتاح الفصول التشريعية المتعاقبة منذ أول جلسة للمجلس في 12 فبراير 1972م، لدعم أركان الاتحاد وتقويته وتحقيق المكاسب الفريدة للشعب، ورفع اسم دولة الإمارات شامخاً عالياً عربياً ودولياً. يوم مشهود من تاريخ الإمارات وشكل خطاب المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لافتتاح أول فصل تشريعي يوماً مشهوداً في تاريخ الإمارات، ومحطة بارزة في مسيرة عمل المجلس، وفي طبيعة الدور والمهام والنشاط الذي سيقوم به لتحقيق المشاركة الأساسية في عملية البناء، وفي بناء مستقبل مشرق وزاهر من خلال تحقيق آمال شعب الإمارات نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية، حيث خاطب المغفور له بإذن الله تعالى أعضاء المجلس بقوله “إخواني الأعضاء المحترمين، في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي يجتمع فيها مجلسكم الموقر، فإن جماهير الشعب على هذه الأرض الطيبة المؤمنة بربها وبوطنها وبتراثها تتطلع إليكم، واثقة من أنكم بعون الله ستشاركون في تحقيق آمالها في العزة والمنعة والتقدم والرفاهية”. وكان الشيخ زايد، رحمه الله، يوجه أعضاء المجلس بالتفاني في خدمة الدولة، والتعاون مع جميع مؤسسات الدولة ومع الوزراء، لتعزيز دور وسيادة دولة الاتحاد، وتحقيق نهضتها وتقدمها وأمنها وأمانها، وخدمة مواطنيها، والوصول إلى أفضل درجات العيش الكريم لكل مواطن، ولكل مقيم على أرضها الحرة الخيرة المعطاءة بلا حدود. كما أن لاهتمام المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بحضور جلسات المجلس والمشاركة فيها، أثـراً عميقاً في نفوس الأعضاء. وقال المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في خطاب افتتاحه لدور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي العاشر بتاريخ 1995/12/24 “لقد توخينا منذ السنوات الأولى لقيام الاتحاد أن نتيح الفرصة للجميع للمشاركة في إدارة شؤون البلاد، واضعين نصب أعيننا مساهمة المواطنين في تحمل مسؤولية دعم أركان الاتحاد والسهر على مصلحة أبنائه”. رؤية خليفة وجسدت توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، فلسفة مؤسس الدولة وباني نهضتها الحديثة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد رحمه الله، التي تقوم على التريث وعدم فرض صيغ قد لا تتوافر أمامها معطيات كافية للنجاح، حيث تقوم رؤية صاحب السمو رئيس الدولة على أن التحول عندما يكون جوهرياً وهيكلياً ومرتبطاً بمصير أمة ومستقبل دولة، فهو لا يحتمل التسرع أو حرق المراحل، ولا بد أن يجري ـ مثلما هي سمة الحياة ـ مدروساً ومتدرجاً ومنسجماً مع طبيعة المجتمع وخصوصيته واتجاهاته وطموحاته للمستقبل وواقع تركيبته السكانية. ويؤكد حرص القيادة على أهمية تعميق المشاركة الشعبية، إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، عام 2005 بانتقال الإمارات من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين التي تتمحور حول تعزيز مشاركة المواطنين في العمل الوطني، وبتوجيه ودعم ورعاية سموه يمضي برنامج التمكين في مساره بخطوات ثابتة ضمن مراحل متدرجة في إطار الهدف الأعلى لقيادتنا الرشيدة، وهو تعزيز مشاركة المواطنين في الشأن العام وتعميقها ضمن رؤية واضحة تصب في مصلحة استقرار الوطن وتنميته وتقدمه ورفعته وازدهاره. تجربة مهمة للمشاركة الشعبية وجسدت انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التي أجريت في شهر ديسمبر عام 2006م، تجربة مهمة للمشاركة الشعبية، حيث بلغ عدد أعضاء الهيئات الانتخابية لإمارات الدولة كافة، 6 آلاف و595 مواطناً ومواطنة، ترشح منهم للانتخابات 456 مواطناً ومواطنة، وشهدت الانتخابات فوز إحدى المواطنات بأحد المقاعد العشرين التي جرى التنافس عليها، فيما تم تعيين ثماني مواطنات أخريات في عضوية المجلس، ليصل عدد المقاعد التي شغلتها المرأة تسعة مقاعد بنسبة بلغت 22,3 في المائة من مجموع المقاعد البالغ عددها 40 مقعداً. مرحلة التمكين الثانية دخلت دولة الإمارات بفضل دعم القيادة الرشيدة وحكمتها مع بدء أعمال الفصل التشريعي الخامس عشر مرحلة جديدة في مسيرة العمل الوطني، بتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الانتخابات التشريعية التي أجريت في الـ 24 من شهر سبتمبر 2011م، لاختيار نصف أعضاء المجلس، حيث شهدت نقلة في زيادة عدد أعضاء الهيئة الانتخابية ليصبح 300 ضعف عدد المقاعد المخصصة لكل إمارة في المجلس كحد أدنى، بعد أن كان هذا العدد 100 ضعف في أول تجربة انتخابية عام 2006م. مشروعات الرد على خطابات الافتتاح يتضمن مشروع الرد على خطاب الافتتاح وفقاً لما حدده الدستور في المادة “ 80”، ملاحظات المجلس وأمانيه، حيث يرفع الرد الذي تقوم بإعداده لجنة يشكلها المجلس من بين أعضائه بعد إقراره من المجلس إلى رئيس الاتحاد، لعرضه على المجلس الأعلى، الأمر الذي يؤكد الثقة بما تضمنه خطاب الافتتاح من توجيهات نحو الاستمرار في تطوير وتعزيز المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتعليمية والثقافية والصحية والإسكان والموارد البشرية والبنية التحتية والعمرانية، ومواجهة التحديات الأخرى بما يتناسب ومتطلبات عملية التنمية المستدامة، ومواكبة المستجدات والمتطلبات المتزايدة لاحتياجات المجتمع، تحقيقاً لأهداف الخطة الاستراتيجية للحكومة الاتحادية. خطابات افتتاح أدوار المجلس دعوة مستمرة للعمل تركز خطابات افتتاح أدوار انعقاد المجلس على مدى أربعة عقود، على الدعوة إلى العمل وفق مصلحة الوطن وصالح المواطنين والتواصل معهم، والتأكيد على مساندة القيادة ودعمها وتأييدها للمجلس الوطني الاتحادي في حمل مسؤولية الأمانة، وتعميق ثقافة المشاركة وتطوير ممارستها، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في خطاب دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الخامس عشر للمجلس الوطني الاتحادي، يوم الثلاثاء الموافق 15 نوفمبر 2011م، حيث قال سموه “في هذا اليوم الذي نفتتح فيه دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الخامس عشر للمجلس، وهو أكبر تمثيلاً، وأعظم قدرة على أداء وظائفه، نهنئكم بما نلتم من ثقة الشعب وتأييد القيادة، ونذكركم بأن عضوية المجلس الوطني ليست امتيازاً أو وجاهة اجتماعية، إنها مسؤولية، وأمانة عظيمة، وعبء ثقيل، وتكليف وطني، فمن وضعوا الثقة فيكم، وأنابوكم ترشيحاً وتعييناً ينظرون إليكم، وينتظرون منكم، فكونوا بقدر الثقة، أخلصوا وناصحوا، التزموا مصلحة الوطن وصالح المواطنين، وفي الحق سنكون معكم، ومساندين ومعاضدين، ومؤيدين”. وقال سموه “إن انعقادكم اليوم هو تتويج موفق للمرحلة الثانية في مسارنا المتدرج نحو تعميق ثقافة المشاركة وتطوير ممارستها، وهو خيار اتخذناه بكامل الإرادة الوطنية، وسنمضي به إلى منتهاه بكل العزم تلبية لطموحات أبناء شعبنا وبناته في وطن يتشاركون بنائه، ويصونون مكتسباته، ويفتخرون بالعيش فيه، والانتماء له، فالتمكين هو روح الاتحاد، ورهانه الكبير”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©