الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المستثمرون يرون فرصاً كبيرة للنمو والانتعاش في مصر

المستثمرون يرون فرصاً كبيرة للنمو والانتعاش في مصر
12 فبراير 2011 20:10
من شأن التغيرات التي شهدتها مصر بعد تخلي الرئيس حسني مبارك أمس الأول عن منصبه أن تخلق فرصاً للمستثمرين مع رسوخ قدم اقتصاد الأسواق ونمو التجارة تدريجياً في بلد يتطلع سكانه البالغ عددهم 80 مليون نسمة لأن يصبحوا جزءاً من الاقتصاد العالمي. وتنحى مبارك الجمعة وسلم السلطة للجيش بعد 18 يوماً من احتجاجات قادها شباب مغرمون بالتكنولوجيا خرجوا إلى الشوارع مطالبين بحقوقهم في العمل والحرية والشفافية. ورغم عدم التيقن السياسي في المدى القصير يرى المستثمرون أن “الثورة البيضاء”، كما يطلق عليها كثير من المصريين، فرصة للاستحواذ على حصة سوقية في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان. وقال لاري سيروما من نايل كابيتال مانجمنت “ستكون هناك ديمقراطية وشفافية وسيؤدي ذلك إلى مزيد من النمو الاقتصادي، إنها فرصة كبيرة للاستثمار في مصر”. وقبل اندلاع الثورة كان مستوى تعرض “نايل كابيتال” لمصر يتراوح بين خمسة وعشرة بالمئة من محفظتها البالغة قيمتها 4,79 مليون دولار. وعلى مدى 30 عاماً تحت قيادة مبارك، أصبحت مصر حليفاً مهماً للولايات المتحدة ومحور الاستقرار الرئيسي في الشرق الأوسط. ومن غير المؤكد ما الذي ستسفر عنه التطورات. إلا أن المسؤولين الحكوميين والمستثمرين عموماً الى جانب أغلبية المصريين يساورهم أمل كبير في حكومة وسوق أكثر انفتاحاً. وقال بريانت ايفانز مستشار الاستثمار لدى كوزاد اسيت مانجمنت في ولاية ايلينوي “أعتقد أن الاستثمارات في مصر قد ترتفع ربما في غضون عام من الأن مع تشكل حكومة جديدة. اذا ما سلكت تلك الحكومة نهجا ديمقراطيا فمن المؤكد أننا سنشهد بعض التحسن”. حتى أكثر رجال الأعمال قوة وثراء في مصر ظلوا يقرعون طبول الديمقراطية وتحرر الأسواق كأفضل ضمان لاستثماراتهم. وقال كريم بغدادي العضو المنتدب في فرع بنك الاستثمار المصري بلتون فايننشال في نيويورك “عندما يكون لديك ولنقل عشرة بالمئة من السكان لديهم حسابات جارية تصبح هناك فرصة للنمو”. وأضاف “عندما يكون لديك اقتصاد غير رسمي كبير يقارب حجم الناتج المحلي الاجمالي الرسمي وإذا تمكنت من تحويل الاقتصاد الى نظام قائم على المؤسسات سيبدأ الناس في توريق ديونهم وسيتمكنون من الاقتراض بدرجة أكبر وشراء المزيد ولذا سيكون هناك تأثير كبير”. وتسجل الأصول المصرية نسبة صغيرة لدى صناديق الأسواق الناشئة في العالم ويسهم اقتصاد البلد بنحو 0,3% من مؤشر “إم.إس.سي.أي” للأسواق الناشئة. وبوجه عام تعرضت أسهم الأسواق الناشئة لضغوط بيع ليس فقط بسبب التوترات السياسية في مصر لكن أيضا جراء عمليات جني أرباح للاستفادة من ارتفاع المؤشرات الرئيسية لأعلى مستوياتها في عامين ونصف. وسحب المستثمرون مبلغاً صافياً قدره 6,27 مليار دولار من الأسواق الناشئة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وذلك وفقاً لبيانات “ليبر”، احدى خدمات “طومسون رويترز”. إلا أنه عندما يجري حساب تأثير حركة الأسعار بالسوق على الأسهم نجد أن الأصول التي تحت ادارة صناديق تتخذ من الولايات المتحدة مقراً قد تراجعت بواقع 10,92 مليار دولار أي بنسبة 5,6% منذ الأسبوع المنتهي في 26 يناير، إلا أنه ينظر الى ذلك على أنه فرصة من قبل بعض المستثمرين. وقال جابرييل ستيرن كبير الاقتصاديين لدى اكزوتكس في لندن “ظللت متمسكاً باستثماراتي/في مصر ولم أبعها خلال الأزمة. ما حدث اليوم لم يغير رؤيتي للعوامل الأساسية وستكون النتائج جيدة”. وفيما يتعلق بسوق السندات، قال أحد مديري الصناديق إن السندات السيادية المصرية المقومة بالدولار قد استعادت جزءاً جيداً من خسائرها، لكنه مازال غير مقتنع بأن إصدارات السندات رخيصة. وقال جيف جريلز من صندوق التحوط “جريماسي” في جرينتش بولاية كونيتيكت “أعتقد أن الناس يدركون أنه كانت هناك حالة من الذعر تتعلق بالسندات وأنه كان ينبغي تغطية المراكز المدينة”. وسجل الجنيه المصري تراجعاً مطرداً منذ تفجر التوترات السياسية في 25 يناير وجرى تداوله يوم الخميس عند مستوى 5,887 جنيه للدولار بانخفاض طفيف عن اغلاق الأربعاء المسجل عند 5,8775 جنيه لكنه ارتفع عن أدنى مستوياته في ستة أعوام الذي سجله عند 5,960 قبل تدخل البنك المركزي لدعمه يوم الثلاثاء. وأغلقت البورصة المصرية أبوابها بعدما تسببت المظاهرات التي عمت أنحاء البلاد في هبوط المؤشر الرئيسي 16% في يومين وحذر محللون من تجدد موجة البيع عند استئناف التداول يوم الأربعاء المقبل. وقالت مؤسسة ماركت المعنية برصد البيانات ان تكلفة التأمين على الديون السيادية المصرية من مخاطر التعثر أو اعادة الهيكلة لمدة خمس سنوات تراجعت 25 نقطة أساس الى 315 نقطة أساس بعد إعلان تنحي مبارك عن الحكم يوم الجمعة مقارنة مع 380 نقطة أساس في وقت سابق خلال اليوم و340 نقطة اساس في اغلاق الخميس. وبلغت تلك التكلفة 240 نقطة أساس قبل بداية 2011. وقال ديفيد جريسون العضو المنتدب لإدارة الاسواق الناشئة لدى أورباخ جريسون في نيويورك “الحكومة الجديدة أيا كان شكلها ستعمل على توفير فرص العمل لنسبة أكبر من السكان لرفعهم فوق خط الفقر، من المؤكد أن الاقتصاد سينمو”.
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©