الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ديون ساعة

24 أكتوبر 2007 01:52
فعلاً هناك مجانين حولنا ولا نعلم عنهم إلا في نهاية المطاف·· فقد سمعنا الكثير من الأحاديث حول الديون والمشاكل التي يتعرض لها الناس بسبب الاستدانة من البنوك·· وغالباً ما يقوم هؤلاء بالاستدانة لتحسين ظروفهم المعيشية أو بناء المنزل أو حتى لتجهيزات الزفاف وبناء بيت الأحلام· وهذا معقول نوعاً ما، ويجب أن يلتزم المدين بالدفع ما دامت ظروفه اضطرته لهذا الوضع·· لكن ما لم أصدقه أن هناك من يستدين ويحمل على كاهله هما ثقيلا لا يعرف متى ينتهي بسبب أمر تافه·· فقد قامت إحدى الأخوات - هداها الله - بالاستدانة من البنك لشراء ساعة بـ 18 ألف درهم!! صعقني هذا الخبر ولم أستوعب كيف وضعت نفسها في هذا المأزق، فمعاشها لا يكاد يكفي!·· وكل هذا لأن الساعة خلبت لبها ولم تجعلها قادرة على النوم·· ولم ترتح نفسياً إلا بعد أن وضعت الساعة الثمينة على معصمها! فهل يستحق هذا الأمر الدَين؟ وهل تستحق مثل هذه الفتاة المساعدة؟ بالطبع لا·· يجب عليها أن تتحمل ما ستؤول إليه الأمور ما دامت اختارت هذا الطريق بنفسها·· لكن تبادر إلى ذهني سؤال·· ما الذي أوصلها إلى هذا الأمر··؟ بالطبع الدعاية تلعب دوراً كبيراً في جذب الناس·· وكلما تنوعت وسائل الإعلان وتعددت نجد الناس يركضون كالفراش نحوه، كما يتجمع عند النور في الظلام·· والمسكين هو الذي يصدق ادعاءات وتصويرات المعلنين الذين يثمنون ما تراه بحيث لا تستطيع التفكير في غيره·· لهذا يحتاج مجتمعنا إلى صحوة وتوعية كاملة بخطورة الإعلانات وما تحمله من أهداف، كما يجب توعيته بالأمور المتعلقة بالاستدانة التي تقصم الظهر عند عدم السداد، حتى لا يفكر المرء في هذا الأمر إلا بعد أن تغلق بوجهه كافة الأبواب·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©