أولمرت: مؤتمر الخريف ليس لبحث الوضع النهائي

أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ان الهدف من اجتماع أنابوليس الذي دعت اليه الولايات المتحدة لبحث قضية السلام في الشرق الاوسط، ليس التوصل لإعلان مشترك مع الفلسطينيين يطرح حلولا لقضايا الوضع النهائي· واكد أن ائتلافه الحكومي ليس عرضة لخطر التفكك نتيجة مؤتمر السلام في الشرق الاوسط، بعد تهديد وزيرين يمينيين في الائتلاف، بالانسحاب من الحكومة، وانها ستنهار، إذا ناقش المؤتمر أكثر القضايا حساسية بما في ذلك مصير القدس والأماكن المقدسة فيها· وفي الوقت نفسه،ابدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس تفاؤلا بشأن نتيجة المؤتمر الدولي، وقال عباس امام دبلوماسيين اجانب في اندونيسيا:''سنذهب الى هذا المؤتمر مع ضمان بان نصل الى نتيجة ملموسة وايجابية''· وقال أولمرت للصحفيين بعد الاجتماع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس ''لا أرى أي صعوبة سياسية في ذلك· أرى من خلال اجتماعاتي مع الشركاء في الائتلاف أن الائتلاف متماسك ومستقر''· وقال افيجدور ليبرمان وزير الشؤون الاستراتيجية وأبرز عضو يميني في حكومة أولمرت، إنه حذر واشنطن من أن الحكومة قد تنهار إذا مضت المحادثات أكثر من اللازم· وقال إيلي يشاي الوزير بالحكومة الإسرائيلية وزعيم حزب ''شاس'' المتشدد ،أنه حذر أيضا وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال زيارتها الاسبوع الماضي، من أن المؤتمر ''قد يهز أركان الحكومة''· وقال ياكوف مارجي وهو قيادي في حزب ''شاس'' ومن أعضاء البرلمان إن الحزب ''نفد صبره'' بشأن تحركات أولمرت الدبلوماسية· وقد يؤدي انهيار الائتلاف الذي يتزعمه اولمرت لإجراء انتخابات جديدة، ويحتمل أن يؤدي ذلك لتوقف تحركات السلام في الفترة المتبقية من رئاسة الرئيس الاميركي جورج بوش· وأبلغ أولمرت المدعي العام الإسرائيلي، إنه سيسير على النهج السابق من خلال عرض أي وثيقة مشتركة أو اتفاق ملزم قانونا مع الفلسطينيين، الى لبرلمان للموافقة عليه· وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الغموض الذي يحيط بالفعل بعملية المفاوضات، لكن لم يتضح إن كان أولمرت قد التزم بعرض الوثيقة التي يعكف فريقا التفاوض الفلسطيني والاسرائيلي على صياغتها من أجل مؤتمر، السلام على الكنيست ،حيث إن اولمرت قال من قبل، إن هذه الوثيقة لن تكون ملزمة قانونا· وقال أولمرت امس في باريس الهدف من اجتماع أنابوليس ليس التوصل لإعلان مشترك مع الفلسطينيين يطرح حلولا لقضايا الوضع النهائي· واجرى اولمرت امس في لندن، محادثات مع نظيره البريطاني جوردون براون بعدما نال دعما قويا في باريس لجهوده الهادفة الى وقف انشطة ايران النووية· ولقاء اولمرت مع براون هو الاول منذ تولي الاخير رئاسة الحكومة البريطانية من توني بلير في يونيو· كما يلتقي اولمرت رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يزور لندن ايضا لاجراء محادثات مع براون· وسيحاول اولمرت الحصول على دعم لندن لفرض عقوبات جديدة على طهران، بعدما اعلن انه لدى اسرائيل وفرنسا وجهات نظر ''متطابقة'' حول البرنامج النووي الايراني· وقد اجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاسبوع الماضي في موسكو حول احتمال فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الاسلامية· ومن جهة اخرى، ابدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جاكرتا تفاؤلا بشأن نتيجة المؤتمر الدولي حول الشرق الاوسط · وقال عباس امام دبلوماسيين اجانب ''سنذهب الى هذا المؤتمر مع ضمان بان نصل الى نتيجة ملموسة وايجابية لشعبنا'' · واضاف:''نحن عازمون على بذل كل ما بوسعنا للتوصل الى اتفاق''· ويقوم عباس بجولة آسيوية للحصول على دعم الدول الاسلامية في هذه المنطقة (ماليزيا واندونيسيا وسلطنة بروناي) للمؤتمر الدولي· وفي رام الله قال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية امس، إن إسرائيل أمام خيارين :''إما الاستيطان وإما السلام فلا يمكن لها أن تجمع بين الأمرين''· وقال عريقات في تصريح الى اذاعة ''صوت فلسطين'' أنه يعتقد بأن أي محاولات ''لإعادة إحياء عملية السلام ستصطدم بصخرة الممارسات الإسرائيلية ،خاصة فيما يتعلق بالاعتداءات على أسرى الحرب في السجون، وتقسيم القدس والحديث عن إسقاط ملف اللاجئين''· وأضاف يقول: '' فيما يخص ملف الأسرى ، نحن أجرينا أكثر من اتصال مع الجانب الإسرائيلي وأكثر من جهة دولية، وطالبنا بأن يرفع المجتمع الدولي من مستوى تدخله للإفراج عن المعتقلين''·