الكاميرات الرقمية تعلن الطلاق مع الكمبيوتر الشخصي

توشك علاقة التزاوج القائمة بين الكاميرات الرقمية والكمبيوتر الشخصي على الانهيار بعد ابتكار نماذج أكثر تطوراً منها يمكنها الاتصال بشكل مباشر بالإنترنت وإرسال واستقبال البريد الإلكتروني· وذكر تقرير للمحلل كريستوفر لوتون نشر في صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) أن الشركات الرائدة في صناعة الكاميرات الرقمية وعلى رأسها نيكون وإيستمان كوداك وسوني، ابتكرت كاميرات رقمية جديدة مجهزة بأحدث التكنولوجيات اللاسلكية المتكاملة للاتصال بالإنترنت مثل (واي-فاي) و(بلوتوث)· وكانت بعض الكاميرات الرقمية تسمح لمستخدميها بتحويل الصور الملتقطة بطريقة لاسلكية إلى الكمبيوترات القريبة منها من دون الحاجة لاستخدام شبكات الكابلات المعقدة· إلا أن الجيل الجديد منها أضاف بعداً جديداً للاتصال اللاسلكي بالإنترنت وأصبحت الكاميرات الجديدة قادرة على إرسال الصور الملتقطة بشكل فوري إلى أي كمبيوتر شخصي في العالم مهما كان بعيداً وبات في وسعها إرسال الصور إلى الموبايل أيضاً مباشرة من دون الاستعانة بكمبيوتر شخصي· ويتم نقل الصور في هذه الحالة عبر مواقع تبادل الصور التي أصبحت شائعة بكثرة عبر الشبكات الاجتماعية· وخلال شهر مارس الماضي، قدمت شركة سوني اليابانية كاميرتها الرقمية الأولى التي يمكنها إرسال واستقبال الصور إلى أو من كاميرات سوني الشبيهة بها بطريقة لاسلكية، كما يمكنها تحميل الصور لاسلكياً على ذاكرات الكمبيوترات الشخصية· وأطلقت شركة نيكون في شهر فبراير الماضي كاميرة جديدة يمكنها إرسال الصور ذاتياً عبر البريد الإلكتروني إلى موقع Flicker الذي تشغله شركة ياهو على الإنترنت أو إلى أي عنوان على البريد الإلكتروني مباشرة· ويمكنها أيضاً تحميل الصور على ذاكرات كاميرات (نيكون) للصور بالإضافة لمواقع الإنترنت المتخصصة بتحميلها· وبالرغم من أن السعي لإضافة التكنولوجيا اللاسلكية إلى الكاميرات الرقمية بدأ قبل سنتين، إلا أن الفكرة لم تحقق نجاحاً يذكر إلا مؤخراً· ويأتي هذا النجاح الجديد كنتيجة لجهود مكثفة بذلها الخبراء لتحويل الكاميرات الرقمية إلى أجهزة مستقة لا تحتاج إلى أجهزة وسيطة لأداء مختلف وظائفها· ومن المعلوم أن الكاميرات الرقمية التقليدية تحتاج إلى جهاز كمبيوتر شخصي أو لاب توب لتحميل الصور حتى يتمكن مستخدمها من استظهارها أو إرسالها عبر البريد الإلكتروني إلى كمبيوتر آخر· وكثيراً ما كان هذا القصور يسبب المشاكل المعقدة للصحفيين أو السياح المسافرين إلى أماكن بعيدة إلا أن الكاميرات الجديدة ذات القدرة الخاصة على إرسال الصور عبر البريد الإلكتروني وضعت حداً نهائياً لهذا القصور· ونظراً لأن الشركات المنتجة للكاميرات الرقمية لا يمكنها أن تفكر إلا بعقل اقتصادي يتطلع إلى الربح السريع من خلال غزو الأسواق بمنتج جديد يؤدي خدمات جديدة، فإن سعيها لابتداع الكاميرات اللاسلكية يأتي من أجل تنشيط مبيعاتها بعدما أشارت توقعات خبراء أسواق الإلكترونيات أن هذه المبيعات ستتراجع بمعدل 2,6 بالمئة بحلول عام ·2010 ولا يمكن تفسير هذا التراجع المتوقع بتراجع ميل المستهلكين لاستخدام التصوير الرقمي، بل يعزى إلى التطور السريع الذي تشهده الكاميرات الرقمية لأجهزة الهاتف الخليوي (الموبايل) والتي تتمتع سلفاً بالقدرة على إرسال الصور على خط تشغيل الجهاز وبنفس طريقة تناقل الرسائل الصوتية أو النصّية (إس إم إس)· ومن أشهر الكاميرات اللاسلكية الجديدة تلك التي أطلقتها شركة سوني تحت اسم Cyber-shot , وكاميرا Coolpix التي أطلقتها نيكون، وكاميرا Easy share-one من شركة كوداك·