الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زايد وراشد.. ذكريات لا تنسى

زايد وراشد.. ذكريات لا تنسى
27 فبراير 2018 22:24
يهزنا الحنين دائماً إلى العودة للبداية، حيث الذكريات التي تطير في أعماق الروح، فتترك على الشفاه ابتسامة لا تزول، فالحياة وإنْ طالت قصيرة، لكنها تترك لنا مواقف وواقعاً لا تكفيها أنهار من الأوراق والأحبار لأنها رسخت لحياة أمة، وباركت حكاية شعب في مسيرته نحو القمة، وأصل الحكاية يعود كما يرويه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى هذه الكلمات «18 فبراير.. يصادف ذكرى تاريخية لدولتنا. قبل 50 عاماً في 18 فبراير 1968 وفي خيمتين بالصحراء على مرتفع يسمى عرقوب السديرة بين دبي وأبوظبي، اجتمع الشيخ زايد، والشيخ راشد، واتفقا على إقامة دولة، ودعوا بقية الإمارات للانضمام..من هناك بدأنا، من هناك اتفقنا». إنها الحكمة الحكيمة واللقاء الذي شرف الدهر، فلم يكن شيئاً عابراً في الزمن، لكنه كان اللبنة التي أسست لدولة الاتحاد بكل قامتها وقيمتها، كان اللقاء إذن في الصحراء، وما أسعد أن يحاور حكيم حكيماً فتتجلى الفضائل كلها، وتلتحم الرؤى بذاكرة المكان التاريخية ليشهد العالم كله كيف للحلم أن يولد في الصحراء، في خيمة مباركة، فتتراءى المسيرة في الأفق لتصبح جسر العبور للمستقبل، إنها الأجنحة الخفية للميلاد الأول الذي جمع سبع إمارات في روح دولة واحدة لتتحقق السعادة شكلاً ومضموناً، لقد كان اجتماع الشيخ زايد والشيخ راشد، رحمهما الله، بشارة النور في أرض الأحلام، إذ غدت الإمارات الحلم الذي يتمناه الناس في كل مكان، كما أنها أضحت وجهة للأدب والفن والثقافة والمعرفة، وانطلقت من سيرة الرمل إلى الفضاء، وقد عاش تفاصيل هذه الرحلة التي أسست للحاضر جيلاً ملهماً عبقرياً لا يزال يحتفظ بالذكرى الأولى، ويتحرى هلالها حتى تشرق النفوس وتغوص في تفاصيل يحبها الكبار الذين يرونها للصغار في شغف وحب، ولا يزال عطر هذا اللقاء يطيب الأرض والأرواح، ويطيب الوجود كله، فالخريطة تغيرت في غضون خمسين عاماً، والحقيقة أنه بالجهد والعمل والعلم والإصرار والأخلاق والقيم تبنى الدول، فالزمن هنا لا يصدق لكونه قليلاً في عمر الزمن، لكنه كبير في حجم الإنجازات التي تحققت، وإذا كان الشيخ زايد والشيخ راشد، رحمهما الله، نثرا الحكمة في يوم مشهود، واتفقا على ما هو خير للبلاد والعباد، فإنه كان ذلك بتوفيق الله الذي مكن لهذا الوطن أن يصعد لأن تربته دافئة بالتقاليد العريقة، والأخلاق الكريمة، وأهله أهل عطاء وإنسانية، وهذه هي الحقيقة التي لا مراء فيها، والتي يفخر به كل جيل، فالمعركة الحقيقية التي خاضتها الدولة بعد هذا الاتفاق الذي دعا الإمارات الأخرى للانضمام إلى الاتحاد، كانت تتمثل في التنمية والبناء والرسوخ على القيم والأصالة، والبحث عن مستقبل تشرق فيه الكوادر البشرية وتتقدم الدولة، وقد تحقق ذلك كله بفضل الإيمان الذي حول الصحراء إلى جنة خضراء وارفة الظلال، فالإنسان يجب أن يتفوق على نفسه في هذا الفضاء الفسيح، وقد تفوق العنصر الإماراتي متسلحاً برؤى قادته الأوائل الذين أكملوا المسيرة بالعمل المستقل والارتكاز على طموحات مشوقة، والتاريخ سيظل يذكر هذا اللقاء الذي جرى في خيمة في صحراء الإمارات، ثم استقامت دولة الاتحاد بمراحلها التاريخية إلى أن وصلت إلى العلياء كوطن كبير دائماً يتشوق إلى العلا في مسيرة الحياة. محمد عمر الهاشمي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©