الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تساؤلات حول صلاة الخوف وأكل دجاجات أم خالد!

تساؤلات حول صلاة الخوف وأكل دجاجات أم خالد!
12 يناير 2009 00:52
أشياء كثيرة تغيرت في حياة هؤلاء البسطاء الذين يزيد عددهم قليلا عن المليون ونصف المليون نسمة في أصغر بقعة جغرافية يمكنها أن تستوعب هذا العدد الكبير في العالم، وكان هؤلاء ممن يعتقدون أن لديهم بعض مستلزمات الحياة الأساسية ولكنهم كانوا في وهم كبير فقد فرضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي حصارا جائرا عليهم لتحول حياتهم إلى مأساة حقيقية، وجعل هذا الحصار الذي تلته الحرب الغاشمة توفر سبل العيش هي نوع من المستحيل· الكهرباء والغاز وأخيرا الماء، هذه الأساسيات الثلاث التي أصبحت نادرة الوجود في غزة بأمر من الاحتلال فكيف يواجه المواطن الغزي شح تلك الأساسيات ··؟ حقاً لقد وجدت بدائل كثيرة تحت مسمى الحاجة أم الاختراع، ولكن الأهم من تلك البدائل التي تتمثل في الشموع ومواقد الكيروسين وتعبئة الماء في الأوعية البلاستيكية والمعدنية لاستخدامها بدلا من الحصول على الماء من الصنابير، الأهم من ذلك أن الناس في غزة وخاصة النساء بدأوا يتجهون للاتصال برجال الدين والبحث والقراءة في الكتب الدينية الخاصة بالفتاوي لتيسير حياتهم الصعبة·· عن هذه الاتصالات والبحوث كانت هذه اللقاءات سماح امرأة في الأربعين من عمرها تقول: الماء في منطقة سكني غير متوفر اطلاقا إلا للشرب مما جعل عملية الاغتسال والتنظيف وغسل الملابس مهمات صعبة وقليلا ما نقوم بها، وقد مرت علينا أيام لم يكن لدينا في البيت سوى بضع لترات من الماء لا تكفي سوى للشرب وإعداد الطعام وكنت في ذلك الوقت أريد الاغتسال بعد انتهاء فترة حيضي فما كان مني سوى الاتصال على مفتي المحافظة الذي أفتى بجواز عدم الاغتسال والاكتفاء بغسل الأعضاء والتيمم وذلك من باب أن الدين الإسلامي ييسر ولا يعسر· شعر طويل وضفيرة ريهام تقول: شعري طويل جدا يصل إلى منطقة نهاية ظهري ولكي أغتسل فأنا أحتاج في الظروف العادية لاستهلاك كميات كبيرة من الماء، وحين قررت أن أغتسل من الحيض ولم يكن الماء متوفراً لدي في بيتي بحثت في أحد الكتب الفقهية التي يحتفظ بها زوجي وقرأت في أحدها جواز عدم فض الضفيرة وتمرير الماء بين الشعر فقط، وهكذا فعلت لكي أوفر كمية من الماء نحن بأشد الحاجة لها· المسح على الخف أحمد وحسين وعدنان مجموعة من الفتيان المراهقين الذين لم يتفقهوا كثيراً في الدين خاصة أن المناهج الدراسية قاصرة في مجالات الفقه لأن الاحتلال كان يشرف على المناهج التعليمية حتى وقت قريب، لذا فقد اتصل هؤلاء الفتية بالمفتي يسألونه عن جواز المسح على الخف والجورب وعن جواز الصلاة بالحذاء وذلك لأن الأوضاع السائدة في غزة تستوجب في كثير من الأحيان الهروب السريع من الأماكن التي تتعرض لإطلاق النار والقصف· صلاة الخوف على الجانب الآخر فقد تعلم خليل ومحمد كيفية أداء صلاة الخوف، واطلعا على حكمها وكيفيتها في أحد الكتب الفقهية، وقال خليل بلهجة ايمانية صادقة: هذا هو حالنا في غزة ويجب أن نتخذ من رسولنا الكريم وصحابته الأوائل قدوة لنا في كل شيء عسى الله يكتب لنا النصر مثلما نصرهم على القوم الكافرين· 0أم خالد تقول: لا يوجد عندي ماء للوضوء لذا فقد سألت إمام المسجد في الحي الذي أعيش فيه شمال غزة عن جواز الوضوء بماء قد سبق استخدامه فأجاز لي لأن الماء الذي سبق استخدامه في حال توفر الماء لا يجوز الوضوء منه، أما موضوع دجاجاتها الأربع فهذه حكاية أخرى فتقول: مضت عدة أيام لم أقدم لدجاجاتي أي طعام وفي أحد الأيام استيقظت لأجدها قد ماتت جميعاً ولم يكن لدي في بيتي أي طعام أقدمه لصغاري فما كان مني إلا أن ذبحت الدجاجات وطهوتها للصغار وتناولناها جميعاً وسألت الامام نفسه عن جواز عملي فقال: الضرورات تبيح المحظورات· الصلاة راقدة غادة تضحك حتى يطفر الدمع من عينيها البريئتين وتقول: أشعر بالخوف الشديد في الليل بسبب الظلام حيث لا توجد لدينا كهرباء منذ فترات طويلة وأخاف النهوض للوضوء وخاصة أن القصف كان في محيط بيتنا وأخشى لو تركت الغرفة التي ينام فيها صغاري أن تقصف الغرفة فيموت صغاري أو يتعرض الحمام للقصف فأموت وأترك الصغار فلم أجد امامي أي حل سوى سؤال أحد رجال الدين عن شرعية صلاتي في الغرفة بدون وضوء وأحياناً أصلي وأنا نائمة على ظهري من شدة الخوف، وفي النهاية وضعت بعض التراب في وعاء وبدأت أتيمم في غرفة النوم وأؤدي الصلاة وذلك في حال أن تتملكني بعض الشجاعة ويتركني صغاري المتشبثون بي ليل نهار· رأي الشرع يقول فضيلة الشيخ مفتي محافظة جنوب غزة إن الإسلام دين يسر لا عسر وأن الضرورات تبيح المحظورات وإنما الأعمال بالنيات ولكل امريء ما نوى، هذه هي اهم المبادئ التي قام عليها الاسلام السمح ولذا فقد سهل ويسر القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأمور للمسلمين وللمرأة خاصة، خاصة في ظل هذا الحصار والحرب·
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©