السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جماعة «الإخوان» ضلت.. ورمتنا بدائها وانسلت!

27 فبراير 2018 22:31
عندما أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قرار نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس، انهالت أبواق ما يسمى المعارضة العربية على الحُكام العرب تجريحاً وسباً وقذفاً، ولم يوجه أي اتهام أو حتى كلمة سب إلى من أصدر القرار. وعندما قرر ترامب تدشين مبنى السفارة الأميركية بالقدس المحتلة في الرابع عشر من مايو المقبل، وهو ما سماه تاريخ أو «ذكرى استقلال إسرائيل»، لم تتغير لهجة ما تسمى المعارضة العربية ضد الحُكام العرب واتهامهم بالعجز والتخاذل، بل والتآمر أيضاً، بل إن بعض الكوادر الفلسطينية نفسها لم تتأخر عن السير خلف القطيع الرافض الذي يهاجم الحُكام العرب. وصارت النغمة المملة السائدة الآن، هي مهاجمة الحُكام العرب وتحميلهم مسؤولية كل أزمة وكل تراجع وتردٍّ على المستوى العربي العام. وهذا هو دأب أبواق ما تسمى المعارضة العربية، التي يقودها ويوجهها بخبث تيار «الإخوان» وجماعات الإرهاب، فالمفردات «المُسِفّة» هي هي لا تتغير في كل أزمة.. التخاذل.. الغياب.. العجز.. التآمر.. الصمت.. وكل هذا ينسب للحُكام العرب ولا أحد يتطرق إلى الأسباب الحقيقية لما حدث ويحدث.. ولا أحد يتحدث عمن وراء تجريف الساحة العربية وتمهيد أرضها وشعوبها لتصبح قابلة للتشكيل وفق أجندات قوى دولية وإقليمية.. ولا أحد يتحدث أبداً عن كون الصراع الفلسطيني- الفلسطيني هو المسؤول الأول عن ضياع قضية العرب الأولى.. حتى صار الصراع الفلسطيني- الفلسطيني عصياً على الحل أضعاف الصراع العربي الإسرائيلي.. ولا أحد يتحدث عن أن «الإخوان»، الذين تمثلهم حركة «حماس» هم المسؤولون عن الإجهاز على قضية فلسطين لمصلحة الأطماع «الإخوانية»، وأجندات التنظيم الدولي. لا أحد يتحدث عن أن «الإخوان» كانوا وما زالوا وسيظلون معول الهدم الذي استخدمته القوى الإقليمية والدولية لهدم الأمة العربية وتسميم تربتها وإفراغها تماماً من مضمونها وضرب قيمها وثوابتها. ولا أحد يتحدث أبداً عن كون فرعي «الإخوان» الشيعي في إيران والسُّني في تركيا بينهما وبين إسرائيل زواج كاثوليكي وتحالف استراتيجي، وأن «الإخوان» بكل انتماءاتهم الشيعية والسُّنية وحتى العلمانية والليبرالية، هم وجوه متعددة لعملة رديئة واحدة.. وأن تعدد ألوانهم وأساليبهم وسبلهم لا ينفي الغاية الشريرة الواحدة، وهي القضاء على هذه الأمة لمصلحة إسرائيل والقوى الدولية والإقليمية. «الإخوان» بكل توجهاتهم وأطيافهم وأسمائهم المتعددة التي تبدو في الظاهر متناقضة هم الذين فجروا الدول العربية في خريف الشر، وأسقطوا كل الجمهوريات العربية، ودمروا بالتحديد دول المواجهة العربية مع إسرائيل.. وشقوا الصف الفلسطيني الذي لن يعود صفاً واحداً أبداً مهما قيل عن المصالحة وحكومة الوحدة الوطنية.. «الإخوان» هم الذين تحالفوا مع كل الشياطين لتدمير هذه الأمة.. وهم الذين خطفوا الشعوب وغيبوها باسم الدين والإسلام. وهم الذين أجهزوا على دول عربية مفصلية مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا، وكادوا يجهزون على مصر لولا أن تداركتها وتداركت أمتها رحمة الله. وما زال مشروعهم للإجهاز على مصر قائماً ولن يتخلوا عنه.. «الإخوان» هم الذين فجروا الأرض العربية أنهار دم ودمار، وهم الذين كما يقول المصريون في أمثالهم «يقتلون القتيل ويمشون في جنازته ويبكونه»! «الإخوان» هم الذين وافقوا على التضحية بسيناء المصرية لتكون وطناً للفلسطينيين، وكانت حركة «حماس» و«إخوان» مصر عراب هذه المؤامرة.. وما زال المشروع قائماً حتى الآن.. «الإخوان» هم الذين خدعوا الشعوب باسم الإسلام.. وهم الذين أخرجوا جماعات الإرهاب من مخابئها لتعيث فساداً في الأرض العربية، وهم الذين رفعوا راية «الإسلام هو الحل»، وهو كلام حق يُراد به باطل. المسألة فيما يجري ليست تخاذل حكام أو تآمرهم أو عجزهم، ولكنها غيبوبة شعوب تحولت إلى قطيع ساقه «الإخوان» إلى حتفه، ولا أحد يريد أن يفيق أو يتعظ، وما زالت النغمة السائدة، والأغنية الفلكلورية «الإخوانية» المملة هي التي تتردد. تخاذل الحكام، تآمر الحكام، عجز الحكام، والشعوب «كورس» يردد خلف «الإخوان» بلا وعي ولا إفاقة.. ولا أحد يريد أن يقول إن من مهد الأرض العربية لقبول كل قرارات الخزي والعار هم «الإخوان» ومن والاهم من الجماعات الإرهابية.. لا أحد يريد أن يعترف بأن «الإخوان» و«داعش» و«القاعدة» و«النصرة» وحزب نصر الله و«الحوثي» هم الذين أتاحوا لترامب أن ينقل سفارة بلاده إلى القدس.. وهم الذين أتاحوا لإيران وتركيا العبث في الأرض العربية، هم الذين ارتضوا أن يكونوا أرجل الأخطبوط الإيراني والتركي والأميركي والروسي في المنطقة، وهم الذين جعلوا إسرائيل تنتصر بلا حرب ودون أن تطلق رصاصة واحدة، وهم الذين حاربوا أمتهم بالوكالة عن إيران وتركيا وغيرهما. «الإخوان» ذبحوا العروبة لمصلحة القوى الإقليمية والدولية، «الإخوان» لم ينطقوا ببنت شفة ضد التحالف التركي- الإيراني مع إسرائيل، لكنهم رددوا أغنية سخيفة ومملة خدعوا بها الشعوب المغيبة حول خيانة وتخاذل وتآمر الحكام العرب. «الإخوان» يقودون قطيع الشعوب العربية إلى الهاوية التي بلغها بالفعل.. «الإخوان» ومن خرج من رحمهم الشيطاني هم الذين نقلوا السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.. هم الذين هزموا المشروع العربي تماماً لمصلحة الإمبراطوريتين العثمانية والفارسية. الحكام العرب أبرياء وليسوا متخاذلين ولا متآمرين، ولكن الشعوب العربية هي المخطوفة والمسروقة، وهي التي أعطت عقولها رهائن عند «الإخوان».. هل منع الحكام العرب الشعوب التي يقودها «الإخوان» من التحرك ضد القرار الأميركي؟ هل نظم «الإخوان» حملات شعبية لمقاطعة البضائع الأميركية وتدخل الحكام لمنع تلك الحملات؟ في الماضي قبل أن يتغول «الإخوان» ويسيطروا على بعض العقل الجمعي العربي، كانت الشعوب تتحرك ضد أي قرار أميركي أو غير أميركي يمنع تفريغ السفن في الموانئ العربية أو مقاطعة البضائع الغربية أو الشرقية.. أما الآن، فإن بعض الشعوب رهينة عند «الإخوان» ولا تكف عن الأغنية الببغائية «تخاذل الحكام.. عجز الحكام.. تآمر الحكام».. ولا أحد يجرؤ على التحدث عن تآمر «الإخوان» وما فعلوه من أجل الإجهاز على الأمة العربية وتدمير قضية فلسطين.. ودائماً نقول أيها الخجل.. أين حمرتك؟ ولست أدري كيف بلغت بعض الشعوب هذا الدرك الأسفل من الغيبوبة، وهي تسمع أبواق «الإخوان» المتآمرين تتهم الحكام بالتخاذل والتآمر والعجز؟ كيف تلدغ الشعوب العربية من جحر «الإخوان» ألف مرة في اليوم الواحد ولا تفيق ولا تكتشف المؤامرة؟.. كيف لم تكتشف الشعوب أن جماعة «الإخوان» التي ضلت.. رمتنا بدائها وانسلت؟! *كاتب صحفي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©