الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سحابة صيف» دراما سورية تخترق الممنوعات وتكشف عورة الذل !

«سحابة صيف» دراما سورية تخترق الممنوعات وتكشف عورة الذل !
26 ابريل 2009 00:47
الفنان بسام كوسا والمخرج مروان بركات يركبان زورق المغامرة في مسلسل سوري ساخن جديد يخترق الممنوعات! ويدخل في صميم حياة اللاجئين العراقيين والعرب في مدينة دمشق، ليطرح أسئلة جوهرية عن حياة المهجرين العرب ومصير الأوطان والمستقبل، وعن الحياة التي استنزفتها الهزائم السياسية والاجتماعية، فصار ما حول الفقراء مجرد خراب. المسلسل يتألف من ثلاثين حلقة وتدور أحداثه في الأحياء الفقيرة حول دمشق، حيث يعيش خليط من المواطنين الفقراء واللاجئين الذين فروا من ويلات الحرب والقتل، ليتحدث عن واقع هؤلاء ويروي حكاياتهم ضمن المسار العام للمنطقة والمآسي التي شهدتها. يطرح المسلسل سؤالاً مهماً حول حال المواطن العربي الذي عاش ويعيش مشاهد القتل اليومي هنا وهناك. فهل يشعر هذا المواطن بهول المآسي والمجازر وجرائم الإبادة التي تدور حوله، أم أنه يواصل حياته الطبيعية وكأن شيئاً ما لم يحدث أو كأن الذي حدث مجرد «سحابة صيف» عابرة؟! تعرضت مدينة دمشق بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 لهزة اجتماعية بعد لجوء ملايين العراقيين إليها، فأصبح سكانها خليطاً من المواطنين واللاجئين الذين حملوا معهم همومهم، وأوضاعهم الصعبة. هذا الواقع جعل الكاتبة إيمان السعيد ترصد هذه المعاناة في مسلسل «سحابة صيف»، لترصد الواقع الاجتماعي، وتتعرف عليه من خلال حارات الفقر وأماكن السكن العشوائي، حيث تسلط الضوء على نماذج بشرية حية تلعب دور الضحية والجلاد في آن، وتتناقض في قناعاتها وسلوكها، وهي تسير في الطريق المجهول. لكن إيمان السعيد لا تتوقف عند الظواهر العامة المعروفة والمعيشة، بل هي تخترق الممنوعات والمحرمات لتسلط الضوء عليها، وتشكل سابقة في الدراما السورية. تقول إيمان: في ظل الفوضى اللامنطقية وهشاشة القيم والقناعات التي تسيطر على حياتنا الراهنة تصبح كل القصص ممكنة الحدوث، من خيانة الزوجة إلى الرغبة في قتل الأب لإطعام الولد، إلى سفاح القربى، إلى خيانة الوطن، إلى الإدمان على الحبوب،. يقول المخرج مروان بركات: إن العمل يتميز بجرأة كبيرة، لكن طرح الموضوع بهذه الجرأة ليس غاية بحد ذاته، وإنما الهدف أن نتحدث عن عشرات الآلاف من الناس، وأن نرى كيف يعيشون في بيئة السكن العشوائي. ويستدرك مروان قائلاً: أنا فنان ولست مخرجاً في وزارة السياحة!. ومهمتي أن أنقل صورة الواقع بكل مضامينه وإشاراته وتحذيراته؟! ويسأل بركات: هل الأحداث والوقائع التي يتناولها العمل موجودة على أرض الواقع أم لا؟. ليضيف: نحن نتعامل مع واقع شديد المرارة، ونبرز سلبياته، وهذا الواقع غير متخيل، بل حقيقي مئة بالمئة. وعلى الدراما أن تركز على الجانب الأسود، وعلى التجاوزات والفساد والخلل. يقوم ببطولة العمل نخبة من نجوم الدراما السورية، في مقدمتهم: سلوم حداد الذي يلعب دور عماد الناجي الذي دفعته الهزيمة بعد الأمل بالنصر إلى الاتجاه المغاير لشخصيته، حيث راح يعمل في تبييض الأموال ليتقن فنون التلاعب والتحايل. أما بسام كوسا فيجسد شخصية ديب الهادي الفلسطيني رب الأسرة، المنحدر من أصول أرستقراطية، وهو لايزال يعيش في وهم هذه الأرستقراطية، رغم أنه من أفقر الفقراء حالياً، وزوجته الفنانة سمر سامي تتسلم الإعاشة من «الأونروا» من وراء ظهره، كي يتمكنا من مواصلة الحياة. وتقوم ديمة قندلفت بدور شهد التي تعرضت لتحرش جنسي في سن المراهقة، مما جعلها كئيبة، وخلق لديها دوافع انتحارية. ويلعب الفنان الشاب قيس الشيخ نجيب شخصية أسامة الهادي، وهو شاب جامعي خجول، يعيش مع شهد قصة عاطفية، ويتزوجها، ثم يضطر للسفر إلى كندا لتحسين وضعه المعيشي. ويلعب الفنان العراقي الشاب خليل فاضل شخصية بشير، وهو من عائلة عراقية نزحت إلى سوريا بسبب أعمال العنف والقتل الطائفي التي لحقت بالعراق بعد احتلاله. ويواجه بشير صعوبات مادية ويتعرض لأزمات نفسية عديدة مع عائلته في دمشق، فرغم أنه يحمل شهادة في الهندسة إلا أنه يحاول العمل بمهن عدة للحصول على لقمة العيش، وينتهي به المطاف إلى أن يعمل بائعاً للمياه المعدنية
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©