الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الخبراء .. وآه من الخبراء!

الخبراء .. وآه من الخبراء!
14 ابريل 2016 16:16
من أكثر الكلمات و(الشخصيات) تداولاً في الإعلام العربي الآن (بجانب الناشطين ومشاهير تويتر وأحلام) .. الخبراء!. إذ لا تخلو صحيفة مطبوعة أو إلكترونية من عناوين على طريقة (خبراء يقولون: ......) أو (الخبراء يؤكدون: .....) ، ولا يغيب عن البرامج الفضائية ضيف تقدمه المذيعة الفاتنة باعتباره «الخبير» فلان الفلاني في هذا القطاع أو ذاك. وهم يتحدثون في كل شيء من الموضة حتى علوم الفضاء. ولو جمعنا «الخبراء» الذين يطلون علينا عبر شاشات الفضائيات أو صفحات الجرائد أو من خلال موجات الأثير، لربما احتجنا إلى قاعات بحجم ملاعب كرة. طبعاً المشكلة ليست هنا، على الأقل حتى الآن. لكن المشكلة الحقيقية فيما يقدمه للناس قطاع لا يستهان به من هؤلاء الخبراء، الذين يفترض أن يكونوا مصادر موثوقة يمكن الاعتماد على تحليلاتها وتوقعاتها وبياناتها في بناء المواقف واتخاذ القرارات، حسبما كانت تأمل وسائل الإعلام. وفي الواقع ، لجأ القائمون على الإعلام العربي، إلى هذا النوع من المصادر ، وهم على قناعة تامة بأنهم يقومون بدورهم، لسد نقص وفراغ كبيرين في المعلومات يعاني منه الفضاء العربي العام، بسبب صعوبة الحصول على بيانات ضرورية من المصادر المعنية، رسمية أو غير رسمية. لكن البعض يرى الأمر من زاوية أخرى.. هؤلاء يقولون بصراحة إن وسائل الإعلام العربية ، تفرط أو لا تدقق كثيرا في الاستعانة بالخبراء ، بسبب عجزها عن القيام بجهد حقيقي من أجل أداء مهمتها الرئيسة لسد حاجة القراء والجمهور إلى معرفة ما يدور حولهم بتفاصيل دقيقة، خاصة في ظل تعقد الحياة وزيادة مستوى التطلعات. وأيا كان السبب، أظهرت التجربة في جزء كبير منها، أن الخبراء ربما لا يفعلون شيئا سوى أنهم يزيدون الناس تشوشاً واضطراباً في أحايين كثيرة، من كثرة تناقض ما يقولونه في الشأن الواحد والقضية نفسها.. يصح ذلك في الاقتصاد كما في السياسة أوالثقافة.. بل حتى في الطقس والمناخ والقضايا العلمية. ويمكن للقارئ أن يختار أي قضية شاء، ثم ليبحث عن آراء الخبراء فيها، وسيجد أن الاختلافات بينهم تتجاوز الهامش المقبول لتعدد الآراء ، أو أنها أخطر من أن تقبل باعتبار «اختلافهم رحمة». ويحتار المرء، هل السبب في ذلك هو تعدد المصالح التي تختفي وراء الآراء أم المواقف والخلفيات السياسية، أم أن الأمر في حقيقته يتعلق أساساً بمخرجات أنظمة التعليم في المجتمعات العربية والثقافات السائدة ، ومدى الالتزام بمعايير الموضوعية والدقة والأمانة العلمية.. أم أن الأمر تتحمل مسؤوليته بالأساس وسائل الإعلام ، التي يتعين أن تبذل جهداً أكبر من أجل أن تكون مصدراً موثوقاً للمعلومات والتحليلات.. أياً كان مصدرها؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©