الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البحث عن سياسة ثقافية عربية

البحث عن سياسة ثقافية عربية
26 أكتوبر 2007 01:50
أين نحن من صُنع سياسة ثقافية عربية؟ هذه السؤال طرحه السيد يسين في منتدى ''الاتحاد'' بورقته في الجلسة الثالثة، ولم يكتف بطرح السؤال للنقاش بل عرض كيفية رسم السياسة الثقافية بمنهج علمي واضح· وفتح هذا النقاش جرحاً غائراً آخر في الثقافة العربية ، وأثار مناقشات حادة بين الحضور الذين اتفقوا على فقدان الدول العربية وتجاهلها للسياسة الثقافية· أكد رئيس الجلسة الثالثة د· عبد الله جمعة الحاج أن الحديث عن الثقافة لابد أن يتطرق إلى المثقفين، فالمثقف العربي حاضر مغيب، فالمثقفون لهم الدور الريادي في المجتمع الغربي في اتخاذ القرارات ورسم السياسات، ولكن في العالم العربي فالمثقفون يتحدثون كثيراً دون أن يكون لهم دور، فالمثقف وفقا لجمعة الحاج يعامل على أنه مواطن من الدرجة الثانية خاصة في المجتمعات التي تدعي الطليعية والثورية ،ولفت إلى أنه ربما تواجدت بؤر في الإمارات والدول العربية الناشئة التي بدأ يأخذ فيها المثقف دوراً جزئياً، وأكد أننا نحرث في البحر عندما نتحدث عن الثقافة دون الحديث عن المثقف· مواطن من الدرجة الأولى وفي محاضرته، رد السيد يسين على عبد الله جمعة مؤكدا أنه يعتبر نفسه كمثقف عربي مواطن من الدرجة الأولى وليس الثانية حيث يمارس النقد الإجتماعي المسؤول ولا يعتبر نفسه من مثقفي السلطة ومبرري السياسات· وقبل أن يدخل إلى تفاصيل ورقته حول صنع السياسة الثقافية بعنوان ''السياسات الثقافية العربية في مواجهة ظاهرة التطرف الإيديولوجي''، تطرق السيد يسين إلى تعريف مفهوم ''العولمة''، وقال إنه يعرف العولمة بأنها عملية تاريخية، ثم تطرق السيد يسين إلى الخصوصية الثقافية، موضحاً أن هذا المفهوم غامض وليس له تعريف واضح، فبالنسبة للسيد يسين فإن الخصوصية تتغير عبر التاريخ الإنساني، وبالتالي يجب الدعوة إلى خصوصية ثقافية منفتحة وليست منغلقة، خصوصية تقبل التفاعل مع الآخر· وهنا انتقل السيد يسين إلى سؤال هام وهو ما العمل؟ وقال: النزول إلى الواقع العربي ودراسته عبر عملية مُحكمة، وأشار إلى ضرورة تقييم السياسات الثقافية ووضع خطة للإحاطة بهذه السياسات ودراسة المشاريع الثقافية المطروحة في المجتمع، وقال إن السياسات الثقافية التي تضعها الحكومات العربية لم توضع بشكل علمي وفاشلة، وبالتالي هناك ضرورة لكيفية وضع سياسة ثقافية فعالة وهو موضوع ورقته''نحو سياسة ثقافية عربية''· وأكد السيد يسين أن ما يطرحه في الورقة هو قواعد لمنهج جديدي لوضع السياسة الثقافية العربية، التي قاد فشلها المتواصل إلى استشراء التطرف الإيديولوجي، واوضح أن هناك 3 دوائر أساسية لوضع هذه السياسة هي 1) : البحوث الثقافية الأساسية ، 2) تقويم السياسات الثقافية الراهنة، 3) التخطيط الثقافي· وبالنسبة للبحوث الثقافية الأساسية، أشار إلى ضرورة دراسة خريطة التيارات الفكرية في المجتمع من أجل فهم السياسة الثقافية، كما تمارس في واقع المجتمع العربي من خلال مجمل الأنشطة الثقافية والمؤسسات والأجهزة الرسمية وغير الرسمية، وعبر دراسة ما يعرف بـ''تخصيص الوقت'' أي البحث ميدانياً للتعرف كيف يقضي الناس أوقاتهم وعمل خريطة كيف يستخدم الوقت في المجتمع؟، وبالتالي تحديد المستهدف من السياسات الثقافية، وتحديد روية العالم، بمعنى نظرة المجتمع للكون والعالم والإنسان· وأوضح أنه في هذا السياق يصبح من الضروري معرفة المؤشرات الثقافية لنوعية الحياة، فهناك أهمية وفقا للسيد يسين لمعرفة كيف يعيش الناس ونوعية حياتهم، وفهم ما هو معنى الحياة بالنسبة لهم، وقال إن معرفة معنى الحياة بالنسبة للإنسان يفسر عدم اقتناع جماعات بالحياة الحديثة وهو السؤال الذي يمثل مصدر الحركات الإسلامية الاحيائية في اللحظة الراهنة، وأخيراً دراسة الاحتياجات والمطالب الثقافية للمجتمع· وقال السيد يسين إن أزمة رؤى العالم تقود إلى ظاهرة التطرف الإيديولوجي، وهي البنية الأساسية التي قادت إلى الإرهاب، مشيراً إلى أننا ما بين أصولية بن لادن وأصولية جورج بوش، وأوضح أنه من أجل مواجهة التطرف الإيديولوجي وبناء الثقافة العربية، فإن العالم العربي في حاجة إلى قواعد لمنهج جديد لوضع السياسة الثقافية عبر دراسة الواقع دراسة علمية وفقا لقواعد علم الاجتماع، وبعد ذلك بحث الاحتياجات والمطالب الثقافية كما تعبر عنها الفئات الاجتماعية المختلفة في المجتمع العربي· وانتهى إلى القول إن الدائرة الأولى ستعطينا إمكانية تحديد أبعاد ومعالم الواقع الاجتماعي، أو مكونات البنية الأساسية للثقافة بمعناها الشامل الموسع الذي يعكس كل ما يتعلق بالإنسان العربي من حيث نوعية الحياة، والمجالات المختلفة للأنشطة والمواقف والاتجاهات وأنساق القيم ورؤى الحياة المختلفة للعالم المحيط به، والاحتياجات والمطالب الثقافية للفئات المختلفة· أما الدائرة الثانية، التي وضعها السيد يسين لرسم السياسات الثقافية فهي تقويم السياسات الثقافية الراهنة، وهي السياسة التي تقوم بوضعها وتنفيذها الدولة ، أما الدائرة الثالثة، فهي التخطيط الثقافي، وفي هذه الدائرة تتجمع الخيوط لتوجه نحو تحقيق الهدف الأسمى من دراسة السياسة الثقافية، ألا وهو وضع معالم لسياسة ثقافية مستقبلية تجمع بين الواقع وتعبر عن الاحتياجات، وتسترشد بالمتغيرات العالمية، دون أن تفقد الهوية الثقافية المعبرة عن خصوصية المجتمع العربي والإنسان العربي· وانتقل السيد يسين بعد ذلك إلى تناول ظاهرة التطرف الإيديولوجي، وقال إن الغالبية العظمى من السياسات الثقافية العربية لم يتم وضعها على أساس نظري ومنهجي سليم، ولذلك ظهرت هذه السياسات في الممارسة عاجزة عن مواجهة سياسات الثقافة في المجتمع، التي تتسم بشيوع ظاهرة التطرف الإيديولوجي والذي أدى من بعد إلى الإرهاب، وأشار إلى أن هذه السياسات عجزت عن مواجهة ظاهرة الصراع الثقافي المحتدم في العقود الأخيرة في المجتمع العربي بين رؤيتين للعالم: الأولى رؤية منفتحة تتسم بكونها ليبرالية، وتسعى إلى ترسيخ الديمقراطية، ورؤية أخرى للعالم متشددة، وتقوم على أساس نظرة دينية منغلقة تكفر المجتمع وترفض الآخر· وأكد السيد يسين أن السؤال الرئيسي الذي ينبغي إثارته الآن هو كيف نواجه التطرف؟·وأشار إلى أن هناك إجابة تقليدية تتمثل في استخدام الوسائل الأمنية والأدوات السياسية، وهو منهج وصفه بالعقيم، لأنه ليس بالأمن وحده يجابه الإرهاب، وهناك إجابة أخرى نتبناها وتتمثل في منهج السياسة الثقافية الذي تقوم على أساس تحليل ثقافي عميق لظواهر التطرف والإرهاب· وشدد على أنه لو أجرينا التحليل الثقافي لاكتشفنا أن في مقدمة الأسباب اختراق الجماعات المتطرفة لنظام التعليم بكل مؤسساته، وقياداتها على وعى دقيق بأن التنشئة المبكرة على التطرف الإيديولوجي يجعل من التلاميذ والطلبة حين يشبون عن الطوق، أدوات طيعة يمكن تجنيدها في شبكات الإرهاب المحلية والقومية والعالمية، ويساعد على هذا الاختراق أن التعليم في البلاد العربية والإسلامية يقوم على التلقين وتقوية الذاكرة، ولا يقوم على الفهم ولا على النقد ولا على الحوار بين الأفكار، بعبارة موجزة النظام التعليمي يبذل كل جهده لصياغة العقل الاتباعي ويتجنب صياغة ''العقل النقدي''· وأوضح أن هذا الاتجاه السلبي العقيم تشجعه بصورة مباشرة وغير مباشرة النظم السياسية العربية والإسلامية المستبدة، لأن العقل ''الاتباعي'' تسهل السيطرة عليه، في حين أن العقل النقدي متمرد بطبيعته، ومع ذلك فإن المفارقة التاريخية تؤكد أنه حتى في البلاد التي ساعدت السلطة فيها على تخليق العقل ''الاتباعي''، نشطت فيها الجماعات الإرهابية التي استهدفت السلطة نفسها باعتبارها طاغية وكافرة!· واستهل د·سعد بن طفلة العجمي مداخلته على الورقة بالإشارة إلى تركيزها على التشخيص اكثر من العلاج، واكد أن الخطاب الرسمي العربي مساهم رئيسي في خلق واستمرار ظاهرة التطرف، لأن الدول العربية وفقا للعجمي لا تواجه التطرف بالبديل بل بالمزايدة على المتطرفين· وأوضح إن ازدواجية وضبابية الخطاب الرسمي العربي عامل مهم في خلق الشباب المضطرب· مشدداً على أن الشباب العربي ينشأ وقد تمت تعبئته بصورة وهمية حول الدولة الدينية وما يتم تصويره عن سيادة العدل في هذه الدولة· وشدد على انفصام شخصية الدولة العربية فهي لا دولة مدنية ولا ''دينية'' · وقال إن ازدواجية وضبابية الخطاب الرسمي العربي، عامل أكيد في خلق شخصية الشباب المضطربة التي تشكلت عبر سنين من التعليم المتخلف، ومن العيش في الماضي المزور، والتطلع إلى الخلف والحنين إلى ''العودة'' لما كنا عليه· فالنشء يعبأ بصورة وهمية حول الدولة الدينية التي ساد فيها أجداده العالم من الصين شرقا، وحتى بلاد الفرنجة غربا، وهي الدولة التي سادها ''العدل والإحسان والمساواة والعزة والازدهار'' كما يصورها الخطاب الأيديولوجي الخادع· ويدفع الخطاب اختزال كل هموم الحياة وتعقيداتها بالعمل على إعادة ذلك الماضي الجميل من خلال طريقين للجهاد السرمدي لا ثالث لهما: ''النصر، أو الشهادة''· وأشار إلى أن التخلف والفساد المستشري وفقدان الدولة العربية للشرعية الشعبية، هي التي منعتها من أن تعلن مدنيتها، وهي التي أبقتها تراوح بين الخطاب المدني أحيانا، والديني أحيانا أكثر، فلا هي مدنية ولا هي ''دينية''، فهي تلجأ للخطاب الديني المزايد على التطرف حين تتعرض للهجوم الديني المتطرف، وهي تتلون ''مدنيا'' لتبرهن على شرعيتها أمام متطلبات المجتمع الدولي والعالم الحديث· وهي حالة انفصام في الشخصية شكلت معينا لا ينضب من الاضطراب والازدواجية في الهوية لما يمكن أن نطلق عليه ''سكيتسوفرينيا الدولة''، وهو المعين الذي يغذي حالة التطرف النهم، ويعمق حالة الاغتراب عن الواقع لدى كثير من الشباب الذي أصبح عرضة للتطرف الأيديولوجي· وركز د· رياض نعسان آغا في مداخلته على تغيب كلمة إسرائيل عن ورقة السيد يسين· وأعرب عن تعجبه لخلو الدراسة من أية إشارة إلى الدور التاريخي والراهن للصهيونية وللأصولية اليهودية في رسم سياسات التطرف، وزعم آغا أن حركات التطرف التي يتهم بها الإسلام إنما هي ردة فعل على الإرهاب الصهيوني، أو رافد من روافده يرتدي زي العروبة والإسلام· وتعجب آغا من إقرار السيد يسين أن العقل النقدي غائب عن الثقافة العربية، وأنه هو الأساس في تقدم الثقافات الغربية، وقال: إنه لا يشاركه الرأي في غياب العقل النقدي عن الثقافة العربية، كما رفض الإقرار بتقدم الغربي الثقافي والفكري، بل اعتبر أن الثقافات الأوربية تطغى عليها العنصرية، وهي التي أنجبت نظريات التفوق العرقي التي لا تعرفها ثقافتنا العربية· ورد السيد يسين على التعقيبات بالتأكيد على أن الدولة العربية بالفعل فشلت في إنشاء دولة حديثة سياسية بها انتخابات وتداول سلطة وحرية رأي وحرية تنظيم، وساعدت بالتالي في المزاد العلني على نشر الأفكار الدينية، وفي المقابل رفض إطلاقية نعسان بالقول إن العربي ليس متقدما ومتطرفا مؤكدا وجود تيارات تقدمية في الغرب، وأوضح السيد يسين انه ليس صحيحا على الإطلاق أن التطرف الإسلامي هو رد فعل على التطرف الصهيوني،مشيراً إلى وجود خلل في البنية للمجتمع وقمع وفساد السلطة مما يدفع الشباب إلى التطرف· وقال السيد يسين إن العرب فشلوا في اجتياز اختبار ''الحداثة''، ومن هنا لجأت الدول العربية منذ الخمسينيات إلى تبنى شعار ''التحديث'' أي محاولة الانتقال من المجتمع التقليدي إلى المجتمع العصري من خلال توسيع إطار التعليم الأساسي والجامعي، وإدخال التصنيع بدرجات متفاوتة، والدخول في مضمار التنمية بأبعادها المختلفة، وأضاف أن ''التحديث'' الذي أرادت منه الدولة العربية المعاصرة أن يكون بديلاً ''للحداثة'' ثبت أنه كان من الضآلة بحيث لم يغير بنية المجتمع العربي تغييراً جوهرياً، مما أدى إلى شيوع الفقر والبطالة في سياق من الحرمان النسبي للجماهير العريضة· وذكر أن هذه الأسباب بالإضافة إلى فشل الأنظمة السياسية العربية العلمانية في إشباع الحاجات الروحية للجماهير، أدى إلى شيوع موجات من التدين الشعبي أصبح أشبه بالبنية التحتية لظهور فكر إسلامي متطرف ومتشدد وصل إلى حد تكفير الدولة والمجتمع، وأدى إلى ظهور الجماعات الإسلامية الإرهابية التي مارست الإرهاب الصريح داخل المجتمعات العربية ذاتها· وتميزت المداخلات في الجلسة الثالثة بطرح رؤى لرسم السياسة الثقافية العربية والدعوة إلى تثقيف الاسرة، ودعم المواقف الحكومية خاصة في بلدان الخليج الداعمة لقوى المدنية· وحذر عبدالله أحمد حسن من تكرار القول بفقدان العقل النقدي العربي وتحول المثقفين إلى متفرغين لتبرير السلطة معتبرا أنه قد يعتبر قبولاً بأن الأمة قد انهزمت ونقل هذا الإحساس إلى الأجيال الجديدة· وقال إن العديد من المثقفين يناضل من أجل تثبيت المبادئ والمفاهيم الحقيقية ويسعى إلى تكريس المشروعين النقدي والحداثي· ودعا أحمد حسن إلى البدء بمراجعة مناهج التعليم وتنقيتها من أجل تربية النشء· ولفت خليل علي حيدر إلى ضرورة مناقشة الرصيد الضخم من النصوص ذات الصبغة الدينية من فتاوى وقصص حيث تغيرت الظروف الراهنة عن وضعية مجتمع المدينة المنورة أو مجتمع مكة· وقال حيدر إن لدينا مشكلة في ثقافتنا العربية هي عدم مناقشة النصوص من حيث زمانها· فنحن في العالم العربي وفقا لحيدر تفرض علينا قوانين الشريعة دون ان نُعطي حق النقاش أو الرفض أو التشكيك، فهي ثقافة غير قابلة للنقاش· وحول ما طرحه اغا في مداخلته بشأن إسرائيل، قال حيدر إن الحل في العالم العربي هو الدولة الديمقراطية العصرية التي تجعل إسرائيل تفقد قيمتها ومبرر وجودها· فقدرة إسرائيل على البقاء جاءت من حفاظها على ديمقراطيتها حيث إن النظام السياسي الإسرائيلي قادر على استيعاب المتشددين فيما نحن في العالم العربي لا نستطيع استيعاب الآخر· مشيراً إلى المبالغة في تقدير دور وخطورة إسرائيل· وتساءلت د·موزة غباش من جانبها عن إمكانية أن تقبل وزارات الثقافة العربية أن يضع المثقفون سياساتها وتجعلها محل تطبيق· وأشارت غباش إلى ان مصر تعد الدولة العربية الوحيدة التي لديها بحوث اجتماعية متقدمة، بينما في باقي العالم العربي فالبحوث الاجتماعية تقوم على الجهد الفردي الذي يعوقه عدم توفر التمويل، وحتى في حالة وجود تمويل فإن مجهود البحث يذهب سدى نتيجة عدم أخذ الجهات التنفيذية به· العولمة·· عملية تاريخية قال السيد يسين إنه مع ظهور مصطلح العولمة رفع شعار الفهم قبل التقييم، بمعنى انه يجب قبل رفض أو قبول ''العولمة'' علينا أن نفهمها، وأشار إلى أن الليبرالية الجديدة رأت في العولمة حلاً سحرياً لكافة المشكلات، فيما اعتبرتها المدرسة الماركسية المرحلة الأعلى للإمبريالية، ومن جانبه يعتبر السيد يسين العولمة عملية تاريخية لها جوانب إيجابية وآخرى سلبية، وأشار إلى أنه كان في البداية لا يرى أنه يمكن رد عملية العولمة، ولكنه تراجع عن موقفه مع إمكانية إجراء مراجعة لعدد من إجراءات العولمة في إطار منظمة التجارة العالمية· وبالنسبة لتعريفه الإجرائي للعولمة، فهو سرعة تدفق السلع والخدمات والأموال ورؤوس الأموال دون قيود أو حدود، في الوقت نفسه أكد أنه ضد إيديولوجية العولمة والتي تدعو إلى فرض مفاهيم بعينها، ولكنه مع إجراءات العولمة التي تدعو إلى انفتاح العالم وتكامل العملية الاقتصادية· قناة ثقافية عربية دعت موزة غباش ''وجهات نظر'' خلال المنتدى إلى التفكير في إطلاق قناة ثقافية عربية تتحدث باسم الثقافة في ظل افتقاد الفضائيات العربية قناة متخصصة للثقافة العربية· وجهت د·موزة غباش انتقاداً حاداً لورقة د·رياض نعسان اغا ووجهت انتقادات لـ''وجهات نظر''بالقول'' إننا تعبنا من المجاملات واستقبال كل من يكتب مهما كان ما يكتبه''· وأشارت الى أن نعسان لا يستطيع ان يكتب بحرية في سوريا وطالبت ''وجهات نظر'' بموقف واضح من كتابها بحيث لا تسمح للبعض أن يغتال ويوجه انتقادات لكتابات مفكرين كبار· التنوير أو التخلف طالب د· عبدالله المدني الدول العربية بعدم الوقوف عند المنتصف، وأنها أمام خيار التنوير أو التخلف، معتبراً أن بعض أنظمة الخليج العربي بادرت في الدفاع عن التنوير كما حدث في البحرين في حادثة مهرجان الربيع الماضي الذي حاول الإسلاميون إلغاءه بسبب حفل لمارسيل خليفة ودافعت الدولة عن المهرجان فسكتت الأصوات المعارضة· وأشاد عبدالله بدور مدير الثقافة في البحرين التي اعتبرها تقوم بعمل لا يقوم احد بمثله في العالم العربي عبر تفعيل النشاط الثقافي من خلال المهرجانات والمراكز الثقافية· مغازلة المتطرفين اتهم سعد بن طفلة العجمي الخطاب الرسمي العربي بأنه مساهم رئيسي في خلق واستمرار ظاهرة التطرف الأيديولوجي· فهو يمتلك أوراقا أكثر من غيره في اللعبة السياسية، ولا نبالغ إن قلنا إن المؤسسة السياسية الرسمية العربية تمتلك أدوات المال والقوة والمخابرات والإعلام وبالتالي فإنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تفاقم الظاهرة وتعاظمها، والسبب -كما ذكر الكاتب- أنها تغازل- بل وتزايد في أكثر الأوقات- على خطاب التطرف استجداء لشرعية البقاء في السلطة، وتبريرا لسياساتها التي خلقت بيئة للتطرف تتمثل في الظلم والبطالة والقمع والتخلف· وأوضح أن التطرف يسرح في خطابه ويمرح دون حسيب أو رقيب في المناهج والمنابر والمدارس والفضائيات والندوات والحلقات، وهي عوامل تثقيف أيديولوجي تدفع الشباب نحو مزيد من الاغتراب والعيش خارج الواقع، والتطلع نحو إحدى ''الحسنيين''، هربا من حياة فانية لا خير فيها، واستباقا للجنان الخضر المليئة برغد العيش وبالحور العين· وهكذا وفقا لطفلة فإنه تتم ''أدلجة'' النشء في هذه الأجواء، والدولة فاقدة للوضوح في كينونتها، وماهيتها السياسية: هل هي دولة دينية أم دولة مدنية؟· برنامج عمل اعتبر د· أحمد عبدالملك أن ورقة السيد يسين تحتوي على برنامج عمل هام، ولكنه في الوقت نفسه أبدى تخوفه من أن الدول العربية لا تهتم بالدراسات العلمية بل وتقوم باستخدامها في حال اهتمامها ''نادراً'' لصالح سياساتها· وأشار إلى أن دراسة السيد يسين تقوم على البحث الميداني لمعرفة توجهات المجتمع· وتساءل كيف يمكن القيام بهذا النوع من البحث في مجتمع يخشى الحوار ويخشى التعبير عن رأيه· ؟ الحركات الاحتجاجية تساءل د·خالد حروب عن الحركات الاحتجاجية الجماهيرية غير المتطرفة التي يمكن أن تنشأ في العالم العربي على غرار ما حدث في بورما· وقال إن احد الأسئلة التي تلح في ظل ضغوطات السلطة هو ضرورة وجود حالات احتجاجية· ومن هنا وهناك توقعات بنهوض تيارات احتجاجية في العالم العربي، ولكن يظل السؤال كيف يمكن خلق حركات احتجاجية دون عنف ولا تطرف· أي كيف يمكن أن ''نرفض الاستبداد دون إطلاق الرصاص'' معتبراً أن هذا هو التحدي للحركات الاحتجاجية العربية· تثقيف الأسرة دعت د· زينب حفني إلى التركيز على تثقيف الأسرة لمواجهة غلو المتطرفين، وأشارت حنفي إلى قصة ''الدنيا احلى من الجنة·· سيرة أصولي مصري'' التي كتبها خالد البري وهو إسلامي مصري سابق كان عضوا في ''الجماعة الإسلامية'' قبل أن يتركها بلا رجعة· وفي هذه القصة أشار الكاتب إلى أنه عندما أطلق لحيته وارتدى الزي ''الإسلامي'' للجماعة أصبح محط احترام وتبجيل أسرته وأصدقائه وأبناء الحي الذي كان يسكنه في صعيد مصر· وأوضح الكاتب في القصة أن والده ووالدته أصبحا يأخذان رأيه في كل كبيرة وصغيرة بسبب إطلاقه اللحية· وأوضحت زينب حنفي أن هذه القصة تدلل على أهمية الدور الذي تلعبه الأسرة في تأصيل ودعم الاتجاهات المتطرفة· وبالتالي فهناك دور هام لتثقيف الأسرة العربية لتجفيف منابع التطرف الإيديولوجي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©