السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كوكة: الدورة الثامنة عشرة شهدت تراجعاً في النصوص المسرحية

كوكة: الدورة الثامنة عشرة شهدت تراجعاً في النصوص المسرحية
31 مارس 2008 02:55
قال المخرج المسرحي التونسي محمد كوكة -الذي حلّ ضيفاً على أيام الشارقة المسرحية في دورتها الثامنة عشرة، والتي أُقيمت خلال الفترة من السابع عشر وحتى السادس والعشرين من الشهر الجاري، وكذلك على الدورة التي سبقتها-: إن مستوى العروض في هذه الدورة مقارنة بالدورة الماضية تقلّص شيئاً ما، وبدا أنّ هناك تراجعاً وغياباً في الحبكة والحرفية والنصوص التي لم تكن في المستوى المعهود، حيث طغى الكلام على الصورة، وكثرت الثرثرة التي لا طائل من ورائها· وقال عن تقييمه لأداء الممثلين على الخشبة: إذا استثنينا البعض، نستطيع القول إنه كانت هناك رتابة في الأداء، حيث لم نجد الشيء المميز الذي يميز شخصية عن الأخرى، مؤكداً أن تمييز الذات شيء أساسي؛ لأنه إذا كانت كل الذوات واحدة، فإنها تذوب في شكل واحد مما يخلق السأم لدى المتفرج· أمّا عن الندوات التطبيقية التي كانت تعقب العروض، فقال إنها علامة على حداثة أيام الشارقة المسرحية، وتجذرها في محيطها، والعناية الفائقة التي يوليها المسؤولون والمثقفون والمتابعون للعمل المسرحي الذي هو في الأساس عمل جماعي استثنائي، وفرصة لتتلاقى الجماعة وتتحاور وتتناقش، وذكر أنّ هذه النقاشات وإن أخذت نوعاً من الحدة أحياناً لكنها تتخذ صبغة ديمقراطية إيجابية، وهي من أقوى مظاهر الأيام لدسامتها وذكاء المتحدثين فيها ومعرفتهم وصدق قولهم· وأشار إلى أن النقد المسرحي صعب وبحاجة إلى ممارسة معرفية قوية، وأنه ينبغي على النقاد أن يدرسوا الجماليات ويعرفوا الفرق بين المسرح الطبيعي والواقعي والسريالي والشعري؛ لأن المسرح من الناحية العلمية هو خطاب مركز، وإلا كان انطباعياً لا يتجاوز الملاحظات العامة في عمل جيد ورديء· من جانب آخر، قال كوكة: إن أيام الشارقة المسرحية موعد يخص المسرح في الإمارات، ويلتف حوله كل العرب، مشيراً إلى أن هذا المهرجان الكبير فرصة يتقابل فيها المسرحيون ويتحاورون من أجل المزيد من التطور والإبداع· وأضاف أن هذا المعمل المسرحي في الشارقة يتطلب المثابرة باعتبار أن كل فعل إبداعي يستوجب الجدّ والاجتهاد والعناء للبحث والتركيب والاقتراح من أجل الإبهار وجذب الجمهور، وأشار إلى أن المسرح أساساً لغة جمالية وذوقية وحسية معاً، وإذا غاب التمكّن من استعمال كل الأدوات الكفيلة بذلك، فسوف تتعطل الفرجة· ودعا كوكة المسرح الإماراتي إلى التعامل مع القضايا الإنسانية الكبرى التي تشكّل مثالاً حياً في الكتابة والإبداع الأدبي والمسرحي، مؤكداً أن الرجوع إلى الكتاب الكبار، مع تشجيع الكتابة الجديدة يخلقان الحداثة، وأوضح أن الحداثة لا تأتي من لا شيء، ولكنها تقاليد أدبية عريقة ونصوص قيمة، ونتيجة للإبداع الحقيقي· وذكر أن المسرح في الإمارات يخطو خطوات جيدة مقارنة مع التجارب العالمية بالرغم من أن المسرح ليس في تقاليدنا وثقافتنا كفن، وأضاف: حين تقدم القاعات عروضاً مسرحية راقية من ناحية الموضوع والعمل الدرامي القوي والإخراج البليغ يكون الجمهور حاضراً وموجوداً بالرغم من وجود التلفزيون ووسائل الإعلام الحديثة·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©