الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الهاشمي لـ «الاتحاد»: الإمارات دولة رائدة في مجال مكافحة الإرهاب

الهاشمي لـ «الاتحاد»: الإمارات دولة رائدة في مجال مكافحة الإرهاب
28 فبراير 2018 12:41
أحمد شعبان (القاهرة) أكد علي الهاشمي مستشار الشؤون الدينية والقضائية بوزارة شؤون الرئاسة، في تصريح خاص لـ«الاتحاد» على هامش مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي عقد بالقاهرة أمس الاثنين بعنوان: «صناعة الإرهاب ومخاطره وحتمية المواجهة وآلياتها»، أن الإمارات دولة رائدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وتسعى دائماً لنشر روح التسامح والسلام العالمي، وتتعاون مع الدول العربية في مواجهة الإرهاب. وأشار إلى أن هذا المؤتمر يعد تواصلًا مع المؤتمرات السابقة، ويسير في الهدف الذي نريد أن نحققه وهو نشر الوعي الإسلامي، والتعاون بين علماء الإسلام، لتحقيق الفكر السليم والوعي الراشد، مشيراً إلى أن العلماء الأجلاء الذين يحضرون هذا المؤتمر نتوقع منهم أن يقدموا كل الخير بفكرهم الصائب الذي يحول دون الأفكار الخاطئة والأفكار المضللة والتي لا تمت للإسلام بصلة، والخرافات التي نراها في بعض البلاد الإسلامية وغير الإسلامية وما تسببه من تدمير للفكر والمنشآت والممتلكات، مشيراً إلى أن الإرهاب والغلو والتطرف أمر يخالف نصوص الأديان كلها، والأعراف السليمة لكل البشرية. وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تشارك دائماً في مثل هذه المؤتمرات التي تهدف إلى التوعية ونشر التعارف والتسامح بين الناس، وهذا منهج متعارف عليه منذ قيام دولة الإمارات على يد الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآن قيادة الإمارات تسير على هذا النهج الحكيم، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حتى أصبحت الإمارات رائدة في مجال مواجهة الإرهاب، ونشر روح السلام والتسامح والعيش المشترك. وثمن الهاشمي دور دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف والمتشدد، مشيراً إلى أن الإمارات تتعاون مع الدول العربية في مواجهة الإرهاب، وتهتم الدولة بالتعليم والتنمية بما يحول دون انتشار هذه الأفكار الهدامة، مؤكداً أن هذا المؤتمر يعقد في وقت أحوج ما تكون الأمة الإسلامية والعربية بل والعالم أجمع إلى محاربة الإرهاب، ونشر روح التسامح والمحبة والتعايش بين الناس جميعاً، لافتاً إلى أن هذا ما دعت إليه الأديان من قبل، ثم توجت هذه الدعوة برسالة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، ومن ثم فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل هذه القيم التي جاء بها الإسلام. وكان الهاشمي أكد في وقت سابق أن العالم يواجه اليوم مخاطر التطرف والغلو مما يوجب على جماهير الأمة عامة، وعلمائها ومفكريها خاصة، مواجهة هذه المخاطر بما يناسبها من الفكر والوعي، مشيراً إلى أن تلك المواجهة الجادة تبدأ بالاهتمام بالنشء، تربية وتعليماً، مؤكداً أنه لا يشك منصف في أن التعليم الجاد والتربية القائمة على القيم والأعراف السليمة هي الواقي من التردي في مزالق العنف والتطرف والغلو المفضي إلى ارتكاب أعمال إجرامية غير محسوبة. وأشار في ورقة بحثية بعنوان: «كيف نواجه التطرف والغلو؟»، قدمها خلال مشاركته في المؤتمر، إلى أن المجتمعات في عصرنا الحاضر تتعرض لموجات من الأفكار الرافضة لتعاليم الدين والقيم التي جاء بها أنبياء الله ورسله، وسار على هديها العلماء المصلحون، وأصحاب النظر السليم. لافتاً إلى أن مجابهة التطرف والغلو منوطة بمعالجة الوضع التربوي، مضيفاً: «ما دام الطلاب في مختلف مراحل التعليم لا يزودون بقسط مناسب من علوم ومعارف وواجبات ديننا الإسلامي الحنيف وما نهى عنه، فإن اجتياح ساحتهم بالأفكار والأيديولوجيات المارقة أمر متوقع، بل هو حاصل ومشاهد فيما نراه من التصرفات والسلوك المشين». وشدد على أنه لكي نواجه مخاطر الإرهاب والتطرف والغلو لا بد أن نسير في خطين متوازيين هما، أولاً: تزويد الناشئة بالفكر الديني الصحيح في أقسام ومناحي العلوم، كالاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا والأحياء والفيزياء والتكافل الاجتماعي، باعتبار أن هذه هي الأمور التي ترتكز عليها أيديولوجيات العصر الحاضر، مع الإشارة إلى أن الإسلام قد سبق إلى كل هذه المعارف، وشهد بذلك المنصفون من علماء الغرب والشرق المشهود لهم بالتفوق العلمي والأدبي. كما قال تعالى: «وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به، لن تضلوا أبداً، كتاب الله وسنتي». وثانياً: تمكين العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الطلاب، وجعلها ضابطة لسلوكهم وتصرفاتهم، والتأكيد على وجوب الطاعة لله ورسوله، ثم ولاة الأمور وفق الضوابط الشرعية، وتعزيز الانتماء للوطن والحرص على أمنه واستقراره والدفاع عنه، وتعريف الطلاب والناشئة بما لهم وبما عليهم من الحقوق والواجبات، وتأكيد الوعي الأسري لديهم لبناء أسرة آمنة وسليمة. وتدريب الطلاب على مهارات الحوار وإبداء الرأي والمشاركة في النقاش الجاد، وتعزيز القيم والعادات الاجتماعية في كل مجتمع وبحسب أعرافه السليمة، وتنمية الاعتزاز بالدين الإسلامي واللغة العربية، وتعويدهم على الالتزام بقواعد الأمن والسلامة العامة، والمحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة، وتنمية عادات الاستهلاك الرشيد في كافة المجالات، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو الإنتاج الوطني، وغرس روح المبادرة للأعمال التطوعية والخيرية، وإكساب الطلاب والناشئة مهارات التعامل الواعي مع البيئة، والاستخدام المقنن الرشيد للمصادر استناداً للقاعدة الذهبية: «لا تسرف ولو كنت من البحر تغرف». وطالب باستلهام القيم الإيجابية والعادات الحسنة التي يجب أن يتمثلها كل مواطن في وطنه، بالتكافل والترابط الاجتماعي، بما يرسخ في الأذهان الحقوق والواجبات المتبادلة بين الآباء والأبناء، وصلة الأرحام، إذ لا يتوفر الخلق النبيل إلا بتزكية النفوس، فعن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه ذكر فتنا تكون في آخر الزمان، فقال له سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه متى ذلك يا أبا الحسن؟ فقال: «إذا تفقه لغير الدين، وتعلم العلم لغير العمل، والتمست الدنيا بعمل الآخرة». وأكد أن مجابهة التطرف والغلو وما يتبعهما وينشأ عنهما من إرهاب الآمنين لا تكون فاعلة إلا بالعلم النافع، والخلق الرفيع، والقيم العالية، مع إرساء قواعد الحوار والتسامح والتعاون على البر والتقوى.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©