السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فكّرْ بادرْ تطوعْ» مبادرة شبابية لنشر مفهوم العمل التطوعي

«فكّرْ بادرْ تطوعْ» مبادرة شبابية لنشر مفهوم العمل التطوعي
13 فبراير 2012
فريق «فكر بادر تطوع» منظومة تطوعية ممنهجة أسست على يد عدد من الشباب الواعد، الذين أدركوا مفهوم العمل التطوعي وتعلقوا به، وأخذوه نهجاً لينطلقوا به في رحاب المجتمع، وليقفوا على أبرز الأحداث والفعاليات المجتمعية، وليساهموا بوقتهم وجهدهم في تقديم جملة من الخدمات التطوعية، والأفكار البناءة، التي ظهرت جلية في مشاركاتهم وعطائهم الواسع في المجتمع، رافعين شعارات عدة تعزز الفكر التطوعي ونشر ثقافته، حيث يمكن أن تصادفهم يوما لترى قدرتهم في التعاطي مع طبيعة الحدث، واحتوائه وإيصال الفكرة بطريقة منهجية مبدعة. (دبي) - عبر الفريق وبصدق عن مدى ما يحمله شبابنا وأبناؤنا من وعي ومسؤولية بواجباتهم تجاه هذا المجتمع، فلا ينتظرون منا سوى الثناء ليستمروا في عطائهم ويمارسون أدوارهم النبيلة. تخفيف المعاناة اجتمع هؤلاء الشباب تحت لواء فكر بادر تطوع، تدفعهم رغبتهم الملحة في نشر منظومة العمل التطوعي بين أوساط الشباب من طلاب المدارس والجامعات، والتعريف بفريقهم وأنشطته في المجتمع هذا الفريق بالرغم من حداثة عمره، إلا انه استطاع أن يثبت وجوده وجدارته في خريطة العمل التطوعي، حيث يشير رئيس الفريق وليد موسى، وهو طـالب في الســنة الثانية تخصص إعلام بكلية التقنية العليا، إلى أن العمل التطـوعي سمه إنســانية عالية القدر، ذكر في شـريعتنا السمحة، وقيمنا الإســلامية وحثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، لما له من الأجر العظيم، وانعكاسه الإيجابي في تعميق الروابط بين الأفراد، وتفعيل الأدوار الإنسانية لتظهر ثمارها على المرء المتطوع والمجتمع. وأضاف: من هنا جاءت فكرة تأسيس فريق «فكر بادر تطوع»، في الخامس عشر من ديسمبر في 2011، ويضم الفريق إلى الآن 28 متطوعاً، وسط تزايد في الأعداد. وقد انطلقت الفكرة تزامنا مع حملة مبادرة «أوصلني» وهي مساعدة من بحاجة لوسيلة نقل من كبار السن على وجه التحديد، فكنا نطوف ونجوب طرقات المراكز الصحية علنا نصادف أحد كبار السن، لنقله إلى وجهته وبيته، فلا يمكن أن يتصور المرء وقع السعادة عليه عندما يساهم في تخفيف المعاناة عن الآخرين ومد يد العون لهم. مذاق خاص وقال موسى إن المبادرة تهدف إلى التركيز على الأعمال والأمور التي لا تحظى باهتمام من قبل الآخرين، مشيراً إلى أهمية الأمر في سد بعض العوامل التي قد تلحق ضررا بالمجتمع، في حين أن الوضع يتطلب من المتطوع أن يقوم بعمل لا ينتظر منه مردوداً، إنما يطلب الأجر من الله تعالى. وبين أن التطوع له مذاق خاص، لا يمكن أن يشـعر به سوى من قام بهذا الدور، وعــاش في أجوائه، وبلا شـك أن التطــوع يعتبر خدمة تصب في إطار رد جميل لهذا الوطن المعطاء، الذي منحنا الكثير، لذلك فلا بد أن نقف متكـاتفين كشـباب وشابات، حتى نساهم في تقديم يد العون لكل عاجز وكل من ضاقت به السبل، وكل من لم يجد أحداً يشاركه أفراحه ومسراته، ويهون عليه في أحزانه. وحول مشاركاتهم التطوعية قال موسى: لنا أنشطة ومشاركات تطوعيه عديدة، فمن مبادرة «أوصلني» لمساعدة كبار السن، أكملنا المشوار مع جمعية النهضة النسائية في مشروع«وفيهم البركة»، وقمنا مؤخراً بحملة «خفف دمك ثقل أجرك» التي لقيت استحسان الكثيرين من أفراد المجتمع، وكانت لنا مشاركة أيضاً في ملتقى العائلة، حيث لعب الفريق فيه دوراً كبيراً بعملية التنظيم. وأضاف: لن أقول أنجزنا الكثير بل سأقول نحن ننجز وما زلنا ننجز، ونسعى بقدر المستطاع إلى نشر مفهوم العمل التطوعي وأهمية مشاركة الأفراد فيه لما له من الأثر في إشاعة الصلة والمحبة، والتعاون والتراحم، وتجسيد مبدأ التكافل الاجتماعي فيما بينهم، واستثمار أوقات الفراغ بطريقة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع. تجربة رائعة وتساهم المتطوعة ريم العماري وهي منسقة مالية بالفريق، في توزيع منشورات الحملات وحمل اللوحات الإعلانية لتعريف الجمهور بدور الفريق، والبحث عن داعمين له. وحول تجربتها في هذا المجال تقول: أجد في التطوع تجربة رائعة لا يمكن أن يقدم عليه المرء دون أن يعود عليه بالنفع والفائدة، في صقل شخصيته وتطويرها، واكسابه بعض الخبرات في فن التعامل مع الآخرين، كما يمده بالصبر ويكافأ بالرضا النفسي، حين يرى انعكاس عمله على المحيطين به، وهو المكسب الحقيقي الذي قد يناله المتطوع. وأضافت من المواقف التي بحق كانت لها من الأثر في نفسي، ولا زال المشهد يتكرر في ذهني ويمدني بمزيد من الإصرار على الاستمرار، هي تلك الابتسامة التي علت محيا كبار السن أثناء إحدى زياراتنا لدار للمسنين، وما لمسناه منهم من حفاوة الاستقبال، فكم كان المشهد مؤثراً في الوقت ذاته وانت ترى الوجوه التي تركت السنين عليها بصمتها، والأجساد الهرمة، التي تختبأ فيها روح الشباب وذكرياتها اليافعة، وتحمل في باطنها من الشوق والحنين، ما يجعلك ترتمي في أحضانهم، لتبادلهم المشاعر والأحاسيس، وتأخذهم عبر طيات الماضي الجميل، وعنفوان الشباب، فكانت اللحظة ممتعة، والفائدة ثرية، بما يحمله هؤلاء المسنون من خبرة ومعرفة في تجاوز مطبات الحياة فهم مدرسة تتجاهلها بعض الأجيال الحالية. ولم تكن المتطوعة العنود احمد بأقل تجربة عن الآخرين، فعدى عن كونها منسقة في قسم التسويق في الفريق فهي أيضا مصورة وموثقة للحملات التطوعية التي عادة ما تنفذ من قبل الفريق، فوجودها ونشاطها الدائم في الحملات التطوعية ساهم في تزويدها بمفاتيح التعامل مع أنماط مختلفة من الشخصيات ومن جنسيات متباينة، وكيفية استقطاب أكبر قدر ممكن من شرائح المجتمع وإقناعهم بما يقوم به الفريق من أنشطة تطوعية ساعيه لخدمة الأفراد، وفق نطاقات حياتيه مختلفة. مواقف وترى أن المواقف التي يمر به المرء كثيرا ما تترك أثرا في نفسه، وتسبب في أن يعيد رسم ملامح شخصيته ونظرته للحياة من حوله بطريقة أكثر إيجابا، وكطبيعة عمل المتطوع ونشاطه الدائم مع الآخرين فهو على موعد مع مواقف متنوعة، ومن الأحداث التي كانت لها من الأثر في نفسها، ففي أثناء مشاركة الفريق في حملة للتبرع بالدم لمساعدة مرضى الثلاسيميا، كانت تساعد أحد المتبرعين على تعبئة استمارة التبرع، فكان يحدثها عن أهمية التبرع بالنسبة له والسبب الذي يدفعه للتبرع بصورة دورية، مشيراً إلى أنه فقد ابنه الذي يعاني من مرض في الدم ونظرا لعدم توفر الدم في الوقت المناسب عندما أحتاج لذلك، فهو بحاجة إلى تغيير الدم بصور مستمرة، مما قطع المتبرع على نفسه العهد أن يتبرع بالدم لإنقاذ حياة الآخرين. وأيقنت وقتها تماما أن كل فرد في هذا المجتمع له من الحقوق وعليه من الواجبات التي لا بد أن يعي دوره ومسؤولياته فيه، فالتعاون والترابط والتلاحم قيم أخلاقية سامية يتحقق على أثره رقي المجتمعات وحضارتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©