المؤسسات الصحفية الناشئة تبتكر آليات تميزها وتزيد عوائدها

تخوض المؤسسات الإعلامية الصحفية الناشئة في العصر الرقمي غمار تجارب جديدة ومتحركة باستمرار سواء على صعيد نشاطها التجاري أو في مجال نوعية الخدمات التي توفرها باحثة دائماً عن أنماط مغايرة وعوائد مغرية. ولعل أحدث ما يلفت في هذا الاتجاه إطلاق صحف ومجلات خدمات بحثية ومدونات متخصصة للصحافة المرئية. أطلقت «فايننيشال تايمز»، مؤخراً، فرعاً إخبارياً «سرياً» يخص البرازيل اسمته «سري/ البرازيل» كخدمة بحث رقمية جديدة تركز على أخبار المال والحكومة ومشاريع البناء والموارد واتجاهات السوق حسب موقع «بتبونلاين.كوم»، فيما أطلقت مجلة وموقع «كورنت أنتليجنس» مشروعاً جديداً يتمثل بمدونة مخصصة للصحافة المرئية. كانت مهدت له بالبحث عن مصورين وصحفيين مصورين وصحفيي الفيديو لمساعدتها على إطلاق مدونة. الخرائط الصحفية بدأت «كورنت أنتليجنس» كمدونة قبل أن تتحول إلى موقع ومجلة، وهي تستخدم مدونتها الجديدة من أجل أن تجمع سوياً الصور عامة والصور الصحفية التي تستخدمها في موقعها ولمناقشة خلفيات هذه المواد المرئية. كما يستخدم الموقع للإضاءة على بعض أفضل الصور وتسجيلات الفيديو لأنشطة الفروع الحكومية والعسكرية التي تتعلق بالسياسة الخارجية والحرب وقصص النزاعات التي تهم المجلة. واستعانت المجلة بالعديد من المصورين والصحفيين المصورين بعد أن أطلقت حملة إعلامية عن المهتمين منهم بالمشاركة في هذا المشروع إلى الاتصال بها. وفي أستراليا، أطلقت الشبكة الإخبارية الأسترالية المتخصصة بالمناطق «ستريت كورنز .كوم» مشروعاً إخبارياً من نوع جديد يهدف إلى رسم خريطة للتقارير والأخبار والمشاكل المحلية. واعتمد المشروع الإخباري المسمى «افريماب.كوم.أو» في بنائه على تكنولوجيا «أوشاهيدي»، وهو سيستخدم خرائط جوجل من أجل تحديد ورسم المخاوف والمشاكل المحلية. وبطريقة مماثلة لمنصة «إفري بلوك» الأميركية، التي تمتلكها حالياً شبكة «أم أس أن بي سي» الإخبارية التلفزيونية، سيظهر موقع «إفري ماب» تفاصيل مشاريع البناء المحلية، والبيانات المتعلقة بالجريمة والتهريب والحوادث، كما أخذ على عاتقه المطالبة المستمرة للسلطات المحلية بحل هذه المشاكل. وقال الموقع إن التقارير يمكن إرسالها إليه عبر «تويتر. وسيكون بوسع السلطات المحلية أيضاً أن تنشر عليه ما لديها من مستجدات تتعلق بالمشاكل التي وجدت لها حلولاً. وفي هذا الإطار تم التوقيع فعلا على اتفاق مع مجلس مقاطعة نيوسوث ويلز لنشر المشاكل التي يحلها عبر الموقع. ويعتبر الموقع أحدث مشاريع شبكة «ستريتكورنز كوم». خدمات مدفوعة في مجال آخر يتعلق بمسار خدمات المواقع الصحفية المدفوعة الذي انتشر العام الماضي على شكل واسع وما يواجهه حتى الآن من عوائق الانتشار والإقبال، سمح موقع للأخبار الصحفية المدفوعة على الإنترنت للقراء الموسميين أو غير الدوريين بالدخول إلى محتوياته مجانا لبعض الوقت، وذلك في محاولة لتعزيز دخله المالي من الأخبار عبر الإنترنت وبالاعتماد على تكنولوجيا خاصة يمكنهم من خلالها تحديد السقف الأعلى من الزيارات المجانية المسموح بها لكل زائر مجاني قبل أن يطلب منه الاشتراك. وبدأ الموقع، واسمه «هونولولو سيفيل بيت»، الذي يتيح محتوياته مقابل عشرين دولارا شهريا لكل مشترك، توفير مواده الصحفية بدون كلفة للقراء الجدد أو القراء الزوار الذين لا يستخدمونه غالبا. لكن حالما يصبح هؤلاء يترددون أكثر فأكثر على الموقع لا يعود بوسعهم قراءة المقالات إلا إذا اشتركوا فيه. وكان هذا الموقع انطلق في مايو الماضي على يد مؤسس موقع «أيبي» الشهير للمزادات، بيير أوميدير، وهو نموذج تجاري يقدم ويوفر قصصاً إخبارية ذات نوعية عالية وفق ما نقلته شبكة» بلومبيرج» الإعلامية عن ريندي تشينج رئيس الموقع والشريك المؤسس. وكان الموقع، الذي لا يستخدم الإعلانات التجارية لدعم عوائده، نجح في الأشهر التالية لتأسيسه في تشكيل مجموعة واسعة من القراء المشتركين الذين يزورونه دوريا واعتادوا على إجراء مناقشاتهم من خلاله وفق تشينج. ويأمل الموقع بتوسيع قاعدة قرائه من خلال إشعار مشتركيه زواره طعما لمحتوياته والسماح للناس بالمشاركة في روابط مقالاته. ويقول ريك إدموند، محلل لمشاريع الإعلام في معهد «بونتير»، وهي مؤسسة صحفية غير ربحية، إن بعض المؤسسات الإخبارية، ومنها صحيفة « نيويورك تايمز» تخطط لاستخدام نماذج مشابهة لقياس تردد كل زائر على المحتويات في مواقعها. ويوضح «سيكون على القراء الدوريين بموجب الإجراء الجديد أن يدفعوا اشتراكا ماليا إنما من يزورون الموقع بوتيرة خفيفة سيحصلون على جواز مرور مجاني، فيما يحصل الزبائن المحتملون على قدر متوسط من حق استخدام الموقع قبل أن يُطلب منهم الاشتراك». وقال تشينج إن برنامجاً يعتمد على المعادلة الخوارزمية المعقدة التي يحتفظ بها الموقع ستحدد السقف الأعلى المسموح به للزوار غير المشتركين.