الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تباين الآراء بين الجنسين في توصيفها والاتفاق حول أسبابها تعمد إخفاء الحقائق.. بداية «غيث» الخيانة الزوجية

26 ابريل 2009 00:53
يظل فهم وتفسير سيكولوجية الخيانة الزوجية كسلوك بشري أمراً يكتنفه الكثير من الغموض والإبهام، من حيث تحديد طبيعة الخيانة وتعريفها ودرجة تقبلها ورفضها بين أطراف العلاقة الزوجية، وأسبابها ودوافعها عند الجنسين. وفشل المختصون بالمعالجة الزوجية والإرشاد الأسري في قول الكلام النهائي لهذه الظاهرة السلوكية المستهجنة من قبل جميع الأديان والثقافات والحضارات والقيم الأخلاقية في كل المجتمعات. فكثير من الأشخاص الذين يقولون إنهم سعداء في حياتهم الزوجية يقدمون على الخيانة. فتوق هؤلاء نحو التنويع يحدد قراراتهم وحكمهم على الأشياء حتى حين يدركون تماماً أضرارالخيانة الزوجية وإن كانت كارثية. فما هي حدود الخيانة الزوجية؟ هل مجرد استقبال مكالمة أو رسالة نصية عبر المحمول خيانة؟ وهل يختلف الناس في توصيف الخيانة من ثقافة لأخرى؟ ولماذا يخون الزوج زوجته؟ ومتى تخون الزوجة؟ وهل يتقبل أى طرف خيانة الطرف الآخر؟ وأى الأطراف أكثر تسامحاً وقدرة على التعايش وابتلاع مرارة الخيانة؟ في استطلاع رأى«الاتحاد» لعينة عشوائية قوامها 50 حالة من الجنسين ، 25 حالة من الرجال ومثلها من الإناث، اختيرت بطريقة عشوائية، ووصف 14% من الرجال الخيانة أنها تعمد إخفاء الحقيقة، في مقابل 18% من النساء. ورآها 44% منهم أنها مجرد عقد النية لإقامة علاقة أو اتصال مع الجنس الآخر، في مقابل 66% من النساء. بينما يقرها42% من الرجال إن اقتصرت على مجرد الاتصال بأي شكل من أشكاله، في مقابل 16% من وجهة نظر المرأة. وذهب 66% من الرجال إلى أن أسباب خيانة الرجل فتور العلاقة الزوجية، في مقابل 38%من وجة نظر المرأة. وأكد 72 % ميل الرجل إلى تعدد علاقاته بالجنس الآخر، في مقابل 38% من وجهة نظر المرأة، وأرجع 44 % ذلك إلى طبيعة الرجل، في مقابل 86%من وجهة نظر المرأة، بينما أرجع 82 % منهم إلى ضعف الوازع الديني، في مقابل 82%من وجهة نظر المرأة.وأشار 72 % منهم إلى أن الانحلال الأخلاقي يقف سبباً وراء الخيانة، في مقابل 84% من وجهة نظر المرأة. على الجانب الآخر أرجع 96% من الرجال والنساء أسباب خيانة الزوجة إلى الأسباب الأخلاقية، ولضعف الوازع الديني 74% في مقابل 84% لدى المرأة، والعلاقة الزوجية الفاشلة 68%، في مقابل 26% لدى المرأة، و46% للأسباب الإقتصادية في مقابل 36? لدى المرأة، بينما أرجعت 24% من النساء إلى الرغبة في الانتقام، وأرجعت 42% منهن إلى التمرد على الزوج. نقص وحرمان يقول راشد محمد «موظف - متزوج»: «إن الحكم على الخيانة يخضع لثقافة المجتمع وقيمه الدينية والأخلاقية، وما يتقبله مجتمع ما، لا يقره آخر، إنما هي سلوك بشري يتصف صاحبه بالنقص والحرمان، فالرجل الخائن يغطي نقصاً في ذاته، وكذلك المرأة، إنما هي بشكل عام فشل في العلاقة الإنسانية والزوجية بين الطرفين، أما ما يتعلق بحدود التسامح بين الزوجين تجاه الخيانة، فإنني أعتقد أنه لا يوجد رجل يستطيع أن يغفر لزوجته خيانتها ولاسيما إن تأكد من ذلك، أما المرأة فيمكنها أن تغفر لزوجها حتى تحافظ على بيتها وأولادها، أو تكون مضطرة الى ذلك». ويضيف نايف العامري «موظف» فيقول: «إن الرجل إذا أعطى لزوجته المجال لخيانته، فإنها ستخونه، أي أنه عادة يكون البادئ بالخيانة، أو إذا كان هناك تقصير من جانبه سواء ما يتعلق بالعلاقة الخاصة بينهما، أو في مسؤوليته كزوج عائل لها وللأسرة، لكن عادة يخون الرجل زوجته عندما لا يكون مقتنعاً بها، أو لأنه معتاد الخيانة في طبيعته، وعادة ما يتقبل المجتمع خيانة الرجل ولا يتقبل خيانة المرأة. وإذا اكتشفت الزوجة خيانة زوجها، هناك من يغمضن أعينهن حتى لا يهدمن بيوتهن، لكن الرجل لا يقبل الخيانة على الإطلاق». أما عزام ميري «مدير علاقات عامة - متزوج» فيقول: «إن الخيانة ظاهرة سلوكية سلبية قديمة قدم البشرية، وترتبط بطبيعة الرجل والمرأة، والجانب الأخلاقي والديني للطرفين، وترتبط أيضاً بالتنشئة الاجتماعية، وعامة فإن حدود الخيانة وتقبلها تتباين من مجتمع لآخر، وإنما الخيانة هي الخيانة في كل زمان ومكان. فالبعض مثلاً يعتبر مجرد الحديث في الهاتف مع آخر خيانة، لكن في رأيي أن أي علاقة تتم في الخفاء والسر فهي خيانة». وتقول مروة محمود زوجة عزام ميري: «إنني أعتبر الخيانة قد وقعت بمجرد التفكير في الفعل من قبل أي طرف، فالخيانة تبدأ من مرحلة «التفكير بالفعل» سواء كان ذلك زوجاً أو زوجة، ولا فرق بين الطرفين، والخيانة في نظري سلوك بشري سلبي ومرفوض، وليس له تبرير على الإطلاق». أسباب متعددة يشير ياسر المعمري «موظف» الى أسباب الخيانة قائلاً: «الخيانة بأي صورة وبأي وسيلة لها أسبابها، وعلينا أن نبحث في الأسباب حتى نفهم السلوك البشري، إنها نوع من عدم الأمانة وعدم المصداقية، وإذا كان الرجل يخون زوجته، إنما يتم ذلك لوجود أسباب منها فشل علاقتهما الزوجية، أو لعدم اهتمام الزوجة، وعدم الإشباع الجنسي، وميل الرجل الى التعدد في علاقاته، وأحياناً تكون نفس الأسباب عند الزوجة، لكن ثقافة المجتمع لا تتقبل ولا تستوعب خيانة الزوجة، وتكون المرأة هي الضحية». ويضيف المأمون المنذري «موظف»: «إن الرجل يخون عندما يوجد نقص في ذاته أو في شخصيته، أو عندما يبحث عن مشاعر ورغبات معينة لا يشبعها من زوجته، أو بسبب الزواج الشكلي، وفتور العواطف بين الطرفين، أو الزواج التقليدي، أو امتداد خبرات الرجل لتجارب ما قبل الزواج ويكتشف عدم وجود ما اعتاده في زوجته، وذلك نتيجة لغياب الثقافة والجهل بحقيقة العلاقة الزوجية بين الطرفين، والخيانة من وجهة نظري تبدأ من تعمد أي طرف عدم الصراحة وإخفاء الحقيقة، وأظن أنه لا يوجد إنسان يتقبل الخيانة إلا إذا كانت هناك أسباب كامنة تتعلق بالطرف الآخر، وأحياناً تتقبل الزوجة خيانة زوجها بدلاً من تطليقها، أو تركه يذهب لأخرى، وتضطر الى إغماض عينيها حتى تسير الحياة». ويرى سليمان الجساسي «موظف - أعزب»: «إن الرجل يخون لنقص في الوازع الديني واضطراب الجانب الأخلاقي والنفسي وعدم الرضا والقناعة والبحث عن التعدد أو التقليد، أما المرأة فإنها تخون إن اكتشفت خيانة الزوج، أو لعدم قناعتها بزوجها، وفقدان احترامها له، والخيانة تبدأ من مرحلة بدء الاتصال بالطرف الآخر بأي صورة من صور الاتصال، سواء بالهاتف أو الكلام المباشر أو لمقابلة أو حدوث الفاحشة، وهو أمر يرفضه ويمقته وتجرمه الشريعة والقيم والأعراف والأخلاق». ويضيف سليمان: «قد يتقبل البعض خيانة الرجل، وبعض النساء يتقبلن خيانة أزواجهن أحياناً على أمل أن يتغير ويعود الى رشده، إنما الرجل لا يتقبل ذلك على الإطلاق، وخيانة المرأة تضع النهاية الحتمية للمؤسسة الزوجية، ولا يغيب عنا الأسباب الكامنة لخيانة المرأة والتي ترتبط بشخصيتها ونفسيتها، أو لإحساسها بجمالها وقدرتها على إغواء الرجال، أو لتمردها وعدم رضاها، وهذا مؤشر للاضطراب النفسي والأخلاقي». طبيعة الرجل من جانب آخر تؤكد عفرة العامري «طالبة» إن الخيانة خيانة وإن تعددت أساليبها وصورها عند الجنسين، لكن ثقافة المجتمع الذكوري دائماً تظلم المرأة، ولا تعيب على الرجل خيانته، فهناك من يفتخرون بتعدد علاقاتهم مع النساء رغم أنهم متزوجون، فالخيانة سلوك عدواني على أمانة الميثاق بين الطرفين، أو أنها خيانة للعهد والقيم والأخلاق، لكن بشكل عام إنها ترتبط بطبيعة الرجل وميله الى التعدد، فالرجل «لا يملأ عينه إلا التراب»، ويجب ألا ننسى التشريع الرباني بجواز زواج الرجل بأربع نساء وهذا نتيجة علم الخالق سبحانه وتعالى بطبائع الرجال، وطبيعة الأنثى، لكن لا يعني ذلك أن يكون للرجل مبرراته للخيانة، فهناك كثير من البشر يعشقون العلاقات المحرمة لخلل في شخصياتهم، وهو أمر يرتبط بالوازع الديني والأخلاقي».ولا تبرير لخيانته على الإطلاق، وقد تكون العلاقة الزوجية الفاشلة سبباً للخيانة، وفي رأيي أن المرأة لا تخون إلا في حالات محددة وقليلة جداً، ولأسباب محددة، فهي أكثر حرصاً على حياتها وبيتها من الرجل، ولكنها بشكل عام هي سلوك مرفوض، وترفضه القيم الأخلاقية والدينية، وفي اعتقادي أن الرجل هو المسؤول الأول عن الخيانة بكل أشكالها، فالرجل قد لا يستطيع السيطرة على مشاعره أو التحكم في رغباته، على العكس من المرأة التي تستطيع التحكم في رغباتها والصبر، والتحمل أكثر من الرجل». أما ميمي عبدالله «طالبة» فترى أن الرجل يخون لأنه لا يقتنع بشريكة حياته، وميله الفطري الى التطلع الى التعدد، وبحكم طبيعته، أو عندما يفشل في وجود ما يشبع عاطفته عند المرأة، أما المرأة فتخون عندما تختل المعايير الأخلاقية أمامها، وعندما تصطدم بتقصير الزوج في أي جانب ولاسيما في العلاقة الزوجية، وإهماله لها، فهي كائن بشري تتمتع بمشاعر وأحاسيس وتتطلع الى الاحترام وتقدير المشاعر، أو لأسباب اقتصادية واجتماعية أخرى». ويقول محمد حسين اليافعي: «الخيانة لا تحتاج الى تعريف، فالخيانة انتهاك لعقد موثق بين طرفين على سنة الله ورسوله، وهي جرم كبير وإثم يعد من الكبائر، وتبدأ من مجرد محاولة إقامة علاقة، وأي علاقة مع الطرف الآخر، ولا أعتقد أن هناك مجالا للتسامح، أو التغاضي عن الخيانة مهما كانت الأسباب، ويصعب على الرجل ذلك، لكن هناك كثيرا من الزوجات يستطعن التعامل والاستمرار مع أزواجهن بعد أن يتأكدن من خيانتهم لهن، لأن المجتمع لا يتقبل كذلك المرأة بعد طلاقها بسهولة، وينظر الناس إليها نظرة سلبية». انحلال القيم ويعزى محمود عبدالسلام «المحاسب ببنك المشرق» أسباب الخيانة الزوجية الى الانحلال القيمي والديني والأخلاقي، ويرى أن الخيانة خيانة ولو بمجرد «نظرة» تحمل معانً معينة، والرجل الشرقي لا يتسامح إن خانته زوجته، وكذلك المرأة، ولكن بنسبة أقل، والخيانة سلوك يرتبط بطبيعة الطرفين وبتكوينهما النفسي والأخلاقي والاجتماعي. وتضف زوجته إسراء محمود: «الخيانة تبدأ عندما يتعدى الرجل الحدود، ويجتاز الخط الأحمر للعلاقة الوثيقة التي تربط بين الزوجين، ولا يمكن أن نطلق عليها مجرد الكلام أو الشك أو الهمس خيانة، إنما لخطورة الأمر على المؤسسة الزوجية يجب أن يتأكد أي طرف من تصرف الطرف الآخر حتى يحكم عليه بالخيانة، لكنني أتفق مع الذي يقول إن الخيانة تبدأ عندما يتعمد أي طرف إخفاء الحقيقة عن الآخر، وعموماً فإن المرأة أكثر تسامحاً في هذا الجانب أكثر من الرجل بحكم طبيعة المجتمع وثقافته وقيمه الأخلاقية والاجتماعية». الرجل أكثر خيانة مريم الفزاري، الخبيرة الاجتماعية بالهلال الأحمر في أبوظبي، تقول:«إن الرجل أكثر ميلاً للخيانة الزوجية من المرأة بحكم طبيعته وتكوينه، وثقافة المجتمع الذكوري، وغالباً ما تكون الزوجة هي الطرف المجني عليه، وتضطرها ظروفها إلى أن تغمض عينيها، وتعيش حالة من الصراع الداخلي بينها وبين المشكلة، فظاهرة الخيانة الزوجية ظاهرة غريبة أساساً على مجتمعاتنا العربية، لأن الفتاة العربية التي تربت على مكارم الأخلاق، وعلى التعاليم الدينية الصحيحة تدرك أن هذه الجريمة من أخطر الجرائم التي تثير غضب المجتمع عليها، كما أن عقابها عند الله شديد. لكن من الواضح أن في كل مجتمع يوجد ضعاف النفوس أو من تجبرهم الظروف على الانحراف، والتمادي في الخطأ. فالخيانة الزوجية جريمة تقع لأسباب مختلفة في مقدمتها النمط السلوكي الذي اعتاده الرجل وهو مراهق أو شاب، أو لاضطرابات نفسية وسلوكية تسبب له الشعور بالنقص، والحرمان، وعدم الإشباع العاطفي، دون أن ننسى ضعف الوازع الديني والأخلاقي، والتنشئة الاجتماعية غير السوية، فالخلافات الأسرية الدائمة بين الأب والأم وقيام الوالدين باضطهاد الفتاة في المعاملة مما يجعلها غير مطمئنة للحياة الزوجية فتحلم بأن يشعرها زوجها بالاطمئنان. ولو عجز الزوج عن توفير هذا الإحساس لها وانكسرت علاقتها بزوجها، ولم تجد الاحترام من زوجها، فإنها تتجه للخيانة والتمرد على القيم والأخلاق مع أي شخص يتقرب منها ويشعرها بأهميتها. كما أن هناك سيدات غير ناضجات نفسياً تعلم الواحدة منهن أن زوجها يخونها فتقوم بالعمل مثله للرد عليه بالخيانة أيضاً. أوأن هناك نوعا من السيدات المغرورات بجمالهن مما يجعلهن يتمردن على أزواجهن. وهناك سيدات يتجهن للخيانة كنوع من أنواع الدعم الاقتصادي تعويضاً عن عجز زوجها. وفي أحيان كثيرة يكون عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته الزوجية عاملا مهما في الخيانة بهدف تعويض النقص الموجود عند الزوج. ونظراً لطبيعة المجتمع وثقافته السائدة فإن هناك كثيرا من الزوجات اللاتي يبتلعن خيانة أزواجهن بدلاً من التفريط بها وتطليقها، لأنها لا تتحمل نظرة المجتمع الدونية إلى المرأة المطلقة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©