الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرصنة الصومالية: هل يكفي تدمير البنية التحتية؟

القرصنة الصومالية: هل يكفي تدمير البنية التحتية؟
26 ابريل 2009 00:56
يحتدم الجدل حالياً حول صواب فكرة قصف البنى التحتية للقراصنة الصوماليين في البر• غير أنه بالنظر إلى الذكرى المؤلمة لمقتل الجنود الأميركيين الثمانية عشر في مقديشو عام 1993 في معركة ''سقوط البلاك هوك''، فإن فكرة إرسال قوات برية أميركية إلى الصومال، ليست اليوم موضوع بحث جدي، مما يجعل الضربات الجوية تبدو أفضل خيار عسكري• غير أنه قبل أن تطلق الولايات المتحدة صواريخها بعيدة المدى على البلدات الصومالية الفقيرة، المحاذية للبحر، من الأهمية بمكان أن نتذكر أنه سبق للولايات المتحدة أن قصفت الصومال خمس مرات على مدى الأعوام الثلاثة الماضية لكن دون أن تحقق نجاحاً عسكرياً أو سياسياً ذا بال، كما تؤكد تقارير الإعلام الواردة من هناك، حيث تُظهر أن الهجمات المتقطعة التي تستهدف المقاتلين في دولة فاشلة ليست بديلا عن الجهود الضرورية لإنشاء كيان سياسي قابل للاستمرار يتحكم في أراضيه• ورغم أنه لا توجد تقارير وافية حول الموضوع، فإن أجهزة الاستخبارات والوكالات العسكرية الأميركية كانت منخرطة بقوة في الصومال خلال السنوات الأربع الأخيرة• ففي عام 2006 على سبيل المثال فشلت الولايات المتحدة في مفاوضات سرية مع العشائر الصومالية للحصول على معلومات حول مكان ثلاثة مطلوبين من أعضــــاء ''القاعدة'' يُعـــــــتقد أنهم وراء تفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام ،1998 والهجمات التي استهدفت طائرة وفندقاً إســــــرائيليين في كينـــــيا عام •2002 وفي ليلة أعياد الميلاد عام ،2006 وبدعم فني واستخباراتي أميركي، قامت إثيوبيا بغزو الصومال والإطاحة بـ''اتحاد المحاكم الإسلامية''• وحين تغلب الهجوم الإثيوبي على دفاعات ''المحاكم''، فر المحاربون الصوماليون وأعضاء ''القاعدة'' إلى جنوب البلاد، لكن الولايات المتحدة تعقبتهم من خلال طائرات الاستطلاع بدون طيار، واعترضت مكالماتهم الهاتفية• وفي السابع من يناير 2007 أطلقت طائرة حربية أميركية من طراز ''إيه سي- ''130 تابعة لـ''العمليات الخاصة''، انطلقت من إثيوبيا، نيرانها على قافلة للمقاتلين الإسلاميين الفارين بالقرب من بلدة ''راس كامبوني'' في الصومال• ورغم أن عشرة صوماليين ربما لقوا حتفهم في الهجوم، فإنه لا أحد منهم كان من أعضاء ''القاعدة'' المطلوبين• وبعد خمسة عشر يوماً، هاجمت طائرة حربية أميركية الشيخ أحمد مادوبي الذي يعد من قيادات ''اتحاد المحاكم الإسلامية''، لكنها أخفقت في قتله• وبعد أشهر عديدة، رست قوارب صيد على متنها أعضاء من ''القاعدة''، من بينهم فضل عبدالله محمد المبحوث عنه، في ميناء ''برجل'' الصومالي الواقع شمال البلاد، ليجدوا أنفسهم في معركة بالأسلحة مع الشرطة المحلية• وبعد أن استنجدت الحكومة المحلية بالقوات الأميركية في جيبوتي في الأول من يونيو ،2007 أطلقت مدمرة أميركية في البحر الأحمر عدداً من الصواريخ على المشتبه في علاقتهم بـ''القاعدة''• وفي اليوم التالي، وجدت قوات العمليات الخاصة الأميركية أشلاء ثمانية مقاتلين، لكن فضل عبدالله محمد لم يكن من بينهم• وفي الثالث من مارس ،2008 أطلقت غواصة أميركية صواريخ على منزل في بلدة ''دولي'' الصومالية• وكان الهدف هو صالح علي صالح نبهان، المطلوب لـ''مكتب التحقيقات الفدرالي''، لمشاركته المفترضة في هجمات 2002 ضد طائرة وفندق إسرائيليين في مومباسا، فقُتل وأصيب عدد من المقاتلين والمدنيين، لكن نبهان لم يكن من بينهم• وأخيراً، وبعد أن تم تعقبه من خلال اعتراض مكالماته الهاتفية على مدى أسابيع من قبل الاستخبارات الأميركية، قُتل في الأول من مايو 2008 عادن هاشي إيرو، العضو في تنظيم ''القاعدة'' في شرقي أفريقيا، وعدد من مساعديه بوابل من الصواريخ التي أُطلقت من بارجة أميركية على مجمع سكني في مدينة ''دوسا مريب'' الواقعة في وسط الصومال• وهكذا، تُظهر الأدلة المتوفرة أن أربعا من الهجمات الخمس فشلت في قتل الأهداف المقصودة• وعلاوة على ذلك، فإن الضربات الجوية لم تفلح في ردع المقاتلين الإسلاميين، الذين يتعاطف بعضهم مع ''القاعدة''، وثنيهم عن استعمال الصومال كملاذ لتجنيد المقاتلين الأجانب والتخطيط للعمليات الإرهابية• وفي شهر ديسمبر، مرر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1851 الذي يسمح للدول الأعضاء بـ''اتخاذ كل التدابير اللازمة والمناسبة في الصومال من أجل وقف أعمال القرصنة والسطو المسلح في البحر''• غير أن نائب قائد الأسطول الأميركي الخامس، حذر في ذلك الوقت من احتمال مقتل مدنيين أبرياء في جهود محاربة القرصنة، وقال: ''أرى أشخاصاً يحاولون البحث عن حل عسكري سهل لمشكلة تتطلب حلا غير عسكري''• وتأسيساً على ما سلف أقول إن على الأشخاص الذين يدعون إلى قصف البنى التحتية للقراصنة أن يروا كيف أن هذه الهجمات الأميركية الأخيرة غير ناجحة وغير فعالة، وأن يتأملوا التأثيرات غير الأكيدة للعمليات العسكرية على هذه الدولة الفاشلة في المستقبل• مايكا زينكو زميل مركز العمل الوقائي التابع لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست'
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©