الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هالة كاظم: أحاول تغيير نمط حياة المرأة الإماراتية

هالة كاظم: أحاول تغيير نمط حياة المرأة الإماراتية
12 فبراير 2011 20:30
يضع الكثير منا هدف التغيير نصب أعينهم، ويقبلون عليه رغم صعوبته وانفتاحه على المجهول، إذ تظل الخطوة الأولى فيه هي البداية التي تفضي إما إلى النجاح أو إلى الفشل! ويسعى إليه البعض لضخ دم الحياة في الأوصال، ولتغيير نفسه والعالم من حوله. هذا ما تهدف إليه الإماراتية هالة أحمد كاظم التي أنشأت مؤسسة أطلقت عليها «رحلة إلى التغيير» تشمل نادياً للطبخ وآخر للكتاب وآخر للمغامرات والرياضة.. وسلطت الأضواء عليها خلال حوارنا معها. أطلقت الإماراتية هالة أحمد كاظم مؤسستها الساعية إلى التغيير، لكن ماذا عن الهدف من إطلاقها؟ وما شرعيتها بين عشرات المؤسسات التي تعمل في إطار التنمية الذاتية؟ وما مميزاتها؟ وما تحمله من جديد؟ وضعنا تلك الأسئلة أمام كاظم لتجيبنا عنها. بداية هالة أحمد كاظم هي أم لخمسة أبناء وجدّة أيضاً لحفيد واحد، مرت رحلتها في الحياة بتجارب مختلفة، عرفت نجاحات وإخفاقات، تقول: «علمتنا والدتي مساعدة الآخرين، وكانت دائماً تنمي فينا روح التعاون، وتدفعنا للمبادرة في هذا المجال، وتربيت في بيت، سيدته الأولى تعشق الطبخ وتحب أن تكون امرأة بمعنى الكلمة، تقوم بدورها بأحسن طريقة، من تربية الأبناء واعتناء بالبيت والتفنن في المطبخ، وكانت تعتبر ذلك فناً وليس تعباً». فن الحياة تذكر كاظم أن البنت غالبا ما تشبه أمها وتأخذ منها بعض المواصفات، وكبرت هالة عاشقة لكل ما كانت تقوم به والدتها. وتشير إلى أنها أحبت نقل تجاربها إلى بقية النساء، وإشراكهم في كل ما خبرته من الحياة، تقول: «سبق والتحقت بعدة دورات تدريبية، وحضرت عدة ورشات عمل، وسافرت كثيرا، ولم يكن ذلك من أجل التسوق كما يفعل الكثيرون، ولكن كان عندي تصور آخر للسفر وذلك للتعرف على عادات وتقاليد بلدان وشعوب أخرى، كونت حصيلة كبيرة من التجارب، لذا رأيت أن أشرك الناس فيما أتوفر عليه من خبرات، وقررت مساعدة كل من يريد تغيير نفسه». وترى كاظم التي كانت موظفة في اتصالات دبي كما كانت رسامة ولها عدة لوحات، أن تربية الأولاد كانت بالنسبة لها أهم من الوظيفة لهذا تخلت عنها في وقت مبكر من حياتها، وتفرغت للبيت والأولاد، ولكنها لم تتخل أبدا عن الكتاب والمطالعة والمشاركة في دورات تطوير الذات وعن هوايتها في الرسم وشغفها بالمطبخ الذي تعتبره فنا وإبداعا يظاهي باقي الفنون. تقول: «أحاول تغيير الأفكار، وإخراج بعض النساء من القالب الذي وضعن أنفسهن فيه، أو وُضعن فيه نظرا لعدة ظروف محيطة بهن». نادي الكتاب تنشد كاظم من خلال «رحلة إلى التغيير» تغيير النساء ثم تغيير من حولهن، وفي سبيل ذلك أوجدت عدة أقسام تطور مهارات السيدات، تقول: «غالبا ما يقع اللوم على المرأة بشكل عام إذا كانت غير ملمة بمهارات في المطبخ أو بتفاصيل بيتها، وإذا كانت المرأة الإماراتية تعيش حياة ميسرة يحيط بها الخدم الذين يتكلفلون بتغطية هذا الجانب، فإن النظرة اليوم تغيرت لدى البعض، خاصة عند الجيل الحالي وأصبحن يبحثن عن صقل مهاراتهن في هذا الجانب، بحيث عرف النادي إقبالا كبيرا من طرف صغيرات السن، وهناك من تقصد النادي من أجل صقل مواهبها، كما أن هناك من تبحث عن هواية، وفي كلتا الحالتين يجب أن يكون دوري هو تحبيب هذا المجال إلى المقبلات على النادي، وإذا كان الطبخ ليس حاجة في المجتمع الإماراتي فإنه يجب أن يكون مجالا للاستمتاع بالنسبة للمرأة». أما بالنسبة لطرق التدريس فقالت كاظم إنها تبحث عن الوصفات السهلة التي يمكن تطبيقها، وهناك اقتراحات من السيدات أنفسهن لتطبيق بعض الوصفات المحلية والعالمية، وتضيف: نحاول تطبيق الأفكار الجديدة في المجال، والطبخ كالموضة يتغير دائماً، وبالطبع هناك ثوابت لا يمكن تغييرها كالموائد العريقة لكل بلد، أو نسميها الأكلات التراثية. نادي القراءة أما عن نادي القراءة فتقول كاظم إن الكتاب يعتبر ونيساً بالنسبة لها لهذا بمجرد أنها قررت تأسيس المؤسسة ومرافقها فكرت في نادي الكتاب لتقتسم شغفها مع باقي النساء، وبدأت تطرح بعض العناوين من آخر الإصدارات والقصص الواقعية للسيدات ويتناقشن فيها كل آخر شهر، ولاقت الفكرة إقبالاً كبيراً، إلى ذلك تقول كاظم: «كل الكتب التي نطرحها باللغة الإنجليزية، وهناك نساء متعطشات للقراءة، فقد فوجئت شخصيا بهذا الالتزام وهذا الشغف منهن». وتضيف كاظم أنها تناقش بعض الكتب من خلال «الفيس بوك» و»تويتر»، وتوضح أن كل الكتب المطروحة هي اجتماعية تحمل رسائل للناس، وتحاول تعليم السيدات من خلالها قدر الإمكان. رحلات وأسفار تعتبر كاظم أن أهم ما تقوم به في مؤسستها، هو تنظيمها رحلات إلى بعض الدول الأجنبية، تنتقي هذه البلدان على معرفة بعراقتها وتقاليدها وطبيعتها الخلابة، والهدف من الرحلة مدروس، فكل شيء نحو التغيير، وليس بهدف التسوق، هكذا تضيف كاظم: «الغرض من الرحلة هو المشي بالدرجة الأولى، بحيث نمشي مئات الكيلومترات على أرجلنا، وذلك يتيح لنا فرصة التلاقي مع ثقافات أخرى والاندماج في بيئة مختلفة، والمشي في حد ذاته مهم جدا للحالة النفسية، حيث يطهر الجسد من كل السموم ويطهر النفس أيضا، لذا أعتبر هذه الرحلة هي روحية وثقافية وسياحية». سبق لكاظم أن زارت عدة بلدان وشاركت في رحلات مشي سابقة، لهذا قررت نقل تجربتها للأخريات، أما الرحلة التي نظمتها مع النساء الإماراتيات فكانت إلى النمسا، وعنها تقول: «قمنا بذلك إلى النمسا وكانت المشي مقررا لمسافة 100 كليومتر، وكنا نبيت في فنادق صغيرة، ونكمل المسير في اليوم الثاني، تعرفنا على تقاليد هذا البلد، وعلى مطبخه وثقافته، وتقاليده وشعبه، أما عن اختيار المكان فكنا نقرر المشي في القرى لأن المشي فيها يضفي على النفس راحة كبيرة، بحيث يمكنك رؤية الأفق والتمتع بجمال آيات الخالق عز وجل، كما تتخلل الرحلة جلسات نقاش للأفكار ولكل ما نراه». وتضيف موضحة: «لاتوجد صعوبات تذكر خلال تلك الرحلات إلا المسؤولية الكبيرة التي تلقى على عاتقنا لانتزاع ثقة الأهل في تنظيم هذه الرحلات، بالإضافة إلى صعوبة المشي بالنسبة لبعض النساء». خطط ومعايير تشير كاظم إلى أنها بصدد تنظيم رحلة إلى جنوب فرنسا وستكون مدتها أسبوعا كاملا، وتوضح «لدي معايير ثابتة في اختيار أماكن الرحلات حيث نختار المناطق الآمنة وننسق في ذلك مع الشركات العاملة في المجال. بحيث تتماشى هذه المعايير مع مجتمعنا وتقاليدنا واحترام خصوصيتنا كنساء إماراتيات، لأنهن أمانة يجب الحفاظ عليها».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©