أبو الغيط يكرر دعوة السادات: ارفعوا أيديكم عن لبنان

أعاد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط للأذهان في زيارته لبيروت أمس جملة الرئيس المصري السابق أنور السادات الشهيرة ''ارفعوا أيديكم عن لبنان''· وحمل أبو الغيط الى بيروت أمس رسالة مفادها ان القاهرة تسعى الى الوقوف الى جانب لبنان وخصوصاً في المسائل العالقة لاسيما منها انتخابات رئاسة الجمهورية التي لن تتم الاّ بالتوافق· نافياً دعم القاهرة لترشيح قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان لرئاسة لبنان، وذلك بعد التكهنات التي رافقت استقبال الرئيس المصري حسني مبارك لسليمان الأسبوع الماضي· وأكد الوزير المصري خلال لقاءاته السريعة مع المسؤولين اللبنانيين أن أهل لبنان هم القادرون على تسوية المشكلة، وأن بلاده تطالب برفع الأيدي عن لبنان وترك شعبه يقرر ما يريد بنفسه· ولفت ابو الغيط الى أن مصر لن تستطيع أن تحل الأزمة، ولكنها تسعى إلى المساعدة، نافياً ان يكون يحمل مبادرة للتسوية وقال ''إنه يحمل بعض الآراء والتوجهات والأمل لشعب لبنان''· وأوضح أبو الغيط عقب لقائه مع البطريرك الماروني نصر الله صفير انه يحمل رؤية تتضمن التشجيع على الحوار البنّاء لان انتخاب رئيس جمهورية لبنان امر جوهري وان مصر تأمل في انتخاب ناجح يقود الى انهاء هذا الوضع نهائياً وان يتفادى اللبنانيون وضعاً لا ترغب ان تراه القاهرة· وكرر ابو الغيط القول اكثر من مرة إن بلاده لا تتدخل في موضوع الانتخابات الرئاسية التي هي شأن لبناني داخلي، ولكنها تسعى الى المساعدة ولا تتدخل في الاسماء· واعلن تأييد حكومته المصرية لمبادرة بكركي والجهد الذي يبذله البطريرك صفير من أجل لم شمل الطائفة المارونية ولكي يتجاوز لبنان هذا الموضوع الذي يشهده· ونفى ابو الغيط أن تكون بلاده تدعم وصول الجنرال سليمان الى الحكم كرئيس انتقالي وقال ''نحن لا نتدخل في من سينتخب لرئاسة الجمهورية وهذا شأن داخلي لبناني، ومصر غير معنية في تفضيل هذا الشخص على غيره، وتأمل ان تتوقف الأيدي عن التدخل في لبنان''· واضاف ''انه مكلف من قبل الرئيس المصري حسني مبارك بلقاء القيادات اللبنانية لمساعدة لبنان على تجاوز هذه الفترة الصعبة والوصول بهذا البلد الى بر الامان''· معرباً عن امله في تحقيق ذلك وقال ''إن بلاده على ثقة بأنه سيتم''· وكشفت مصادر بكركي لـ''الاتحاد'' بأن اللقاءات المسيحية - المسيحية التي تكثفت مؤخراً عبر اللجنة الرباعية المنبثقة على لقاءات القادة الموارنة مع البطريرك صفير لم تسفر عن نتائج حتى الآن رغم ما يشاع عن إجواء إيجابية وحديث عن اختيار الاسماء· وأكدت المصادر أن اللجنة ستنهي أعمالها غداً السبت ببيان يتضمن مواصفات الرئيس المطلوب للجمهورية دون التطرق الى الاسماء بعدما اصطدمت اللجنة بـ13 اسماً مقترحاً لهذا المنصب· وأبلغ الرئيس اللبناني إميل لحود، أبو الغيط، ترحيب لبنان ''بكل مبادرة هدفها التقريب بين اللبنانيين وتمكينهم من الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الاصول والاعراف الدستورية، بعيدا عن التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية اللبنانية التي لا تخدم وحدة اللبنانيين ومصلحة وطنهم العليا''· وحمل لحود الوزير أبو الغيط رسالة شفهية الى الرئيس المصري شكره فيها على ''الاهتمام الذي يبديه بلبنان، وعلى المواقف التي اتخذها في دعم وحدته وسيادته واستقلاله، فضلا عن المساعدات التي قدمتها مصر لاسيما في مجال إزالة آثار العدوان الاسرائيلي المتكرر على لبنان''· وعرض الرئيس لحود للوزير أبو الغيط وجهة نظره من التطورات الداخلية لاسيما منها الاستحقاق الرئاسي والمبادرات التي تقدم بها لإيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة، مشدداً على ''أن التوافق الوطني يحمي لبنان ويصون وحدته، ويمكن اللبنانيين من مواجهة الضغوط التي يتعرض لها بلدهم في ظل التطورات التي تشهدها دول المنطقة، سياسياً وعسكرياً''· وكان الوزير أبو الغيط قد جدد للرئيس لحود دعوة الرئيس المصري محمد حسني مبارك لزيارة القاهرة في 11 نوفمبر المقبل، والمشاركة في افتتاح دورة الألعاب العربية التي تستضيفها العاصمة المصرية·