الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شبكات تلفزيونية حكومية تشهد توسعاً عابراً للحدود

13 فبراير 2012
في زحمة الإعلام الرقمي وغزو الأجهزة الذكية تستمر حيوية قطاع الفضائيات والشبكات التلفزيونية حول العالم عبر عمليات توسع جديدة للقنوات الفضائية الحكومية من جهة، وعبر استقطاب شركات إنترنت ضخمة، ناشطة في صناعة الأخبار والموسيقى، كشفت عدد منها مؤخراً عن نيتها بالتحول نحو الشاشة الصغيرة من ناحية ثانية. أبوظبي (الاتحاد) - أنهت شبكة «دوتشي ويلليه» الألمانية الحكومية استعداداتها لسلسلة برامج تلفزيونية جديدة ضمن خطط تجديد شاملة لفروعها التي تشمل موقع انترنت. ونسب الموقع المتخصص بأخبار الشركات التلفزيونية «برودبوند تي في» إلى المدير العام للشبكة، إريك بيترمان أن «هذه التغيرات هي مؤشر يرمز إلى الاهتمام المتزايد بتقديم ألمانيا بشكل أفضل إلى العالم». تنوع اللغات بدأت الشبكة اعتبارا من 6 فبراير الجاري بزيادة بث برامجها التلفزيونية الناطقة بالإسبانية من ساعتين إلى عشرين ساعة يوميا. ويمثل ذلك جزءاً من عملية إصلاح للحضور التلفزيوني لألمانيا في العالم، وفق ما قاله مديرها العام، وهي عملية تشمل تعزيزا لبرامجها حول العالم مع 24 ساعة بث يوميا باللغة الإنجليزية تغطي أميركا الشمالية وأفريقيا وآسيا وأستراليا، إلى جانب محطات بث إقليمية باللغات الأخرى. كما يشمل التجديد إعادة إطلاق موقع الشبكة على الإنترنت بلغات عدة. من جهتها، بدأت قناة الجزيرة القطرية عملية توسع جديدة باتجاه تغطية مناطق وأقاليم أوروبا. وبموجب اتفاق مع تلفزيون «أورونج» الفرنسي باتت قنوات الجزيرة، العربية والناطقة باللغة الإنجليزية، متوافرة عبر أكبر منصة تلفزيون مدفوعة البرامج في فرنسا. وقال موقع «رابيد تي في نيوز» إن الاتفاق الذي يغطي توزيع برامج الجزيرة عبر تلفزيون «أورونج» بمنصاتها التابعة التي تستخدم الكمبيوتر والهاتف المحمول واللوحات الكفية، سيتيح لنحو 18 مليون مسكن فرنسي مشاهدة برامج الفضائية القطرية التي أصبح عمرها 15 عاما، والتي كانت أطلقت في العام 2006 قناتها الإنجليزية وأصبحت الآن متوافرة في نحو 260 مليون وحدة سكنية في 130 بلدا في الكرة الأرضية. الوصول إلى الملايين بدورها أطلقت إيران، مؤخرا، أحدث قنواتها باللغات الأجنبية، وقال موقع «بورتادا» إن قناة «هيسبان 24» الفضائية تبث 24 ساعة يوميا، وتستهدف الناطقين باللغة الإسبانية عبر العالم. وكانت القناة الجديدة قد خضعت للبث التجريبي منذ نوفمبر الماضي انطلاقا من مكاتبها في طهران وموظفة فريق عاملين وصحفيين من الإيرانيين والإسبان ومواطني أميركا اللاتينية. وأوضح موقع القناة على الإنترنت أنه يهدف إلى الوصول إلى «الملايين من الناس في أميركا اللاتينية والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وإلى تقديم الحقائق الثقافية عن إيران والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية». وبذلك تلحق «هيسبان تي في» بتلفزيون آخر ناطق باللغة الإنجليزية كانت قد أطلقته إيران، ويبث من بريطانيا (برس تي في)، لكنه فقد في يناير الفائت ترخيص البث البريطاني على خلفية اتهامات بخضوع برامجه لتوجيهات ورقابة طهران. والجدير بالذكر أيضا أن إيران تمول قناة «العالم» التي تبث بالعربية، وثلاث قنوات أخرى تبث بالتركية والفرنسية والأردو. وتقدم القناة الجديدة الناطقة بالإسبانية الأخبار وأفلام السينما والأفلام الوثائقية والمسلسلات وفق ما ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي. توضيح الأيديولوجية كان موقع تلفزيون «برس تي في» الإيراني الحكومي أعلن في سبتمبر الماضي على لسان عزت الله زرغامي، رئيس هيئة البث التلفزيوني والإذاعي في إيران، نية طهران إطلاق قناة فضائية ناطقة باللغة الروسية، قائلا بعد عودته من زيارة إلى أوكرانيا إن «شبكة تلفزيون باللغة الروسية هي أولوية رئيسة للهيئة». وذكر المسؤول الإيراني أنه لمس بعد اجتماعاته مع مسؤولين في وسائل الإعلام الأوكرانية وشخصيات ثقافية وأكاديمية أن الإنتاج التلفزيوني الإيراني يلقى ترحيبا في أوكرانيا، وأن عددا من الأفلام والمسلسلات والرسوم المتحركة المنتجة في تلفزيون إيران ترجمت إلى الروسية وقد تم تسليمها إلى المؤسسات الأوكرانية. وعن القناة الإسبانية قال زرغامي في تصريحات سابقة إن الجمهورية الإيرانية تتطلع إلى الوصول إلى أميركا اللاتينية لشرح «شرعيتها الإيديولوجية»، موضحا أنه ونظرا لكون جزء كبير من سكان العالم يتحدث اللغة الإسبانية سنبدأ بالبث بالإسبانية خلال بضعة أشهر، وأن الشبكة الإسبانية الجديدة سيكون لها دور كبير في توضيح شرعية نظامنا الأيديولوجية للعالم»، وفق ما نقل عنه تلفزيون «برس تي في» الحكومي حينها. استثمار إقليمي من ناحيتها، أعلنت شركة «نيوز كورب» العالمية لصاحبها روبرت مردوخ أنها ستصبح مستثمرا إقليميا في مجموعة «موبي جروب»، التي تتخذ من دبي مقرا رئيسا لها، وتملك محطة تلفزيون في أفغانستان ومؤسسات إعلامية أخرى. وقال موقع «رابيد نيوز تي في» إن الشركتين تتشاركان أساسا في شركة تلفزيون الشرق الأوسط الناطق باللغة الفارسية (بي إم إي) وبموجب الاتفاق الجديد فإن نيوز كورب ستساهم في بحصتها البالغة 50% في الشركة الأخيرة لشراء حصة في «موبي جروب»، وتوفر كذلك زيادة في رأسمال موبي من أجل المساعدة على توسيع عملياتها وانتشارها. وتشغّل مجموعة «بي إم بي» قناتين باللغة الفارسية (فارسي 1 وزمزمة ) اللتان تقولان إن عدد مشاهديهما وصل نحو 45 مليون ناطق بالفارسية عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط. وتملك «بي أم إي» في أفغانستان تلفزيون «تولو» وتلفزيون «ليمار» و»أرمين إف إم» و»آراكاوزوا إف إم» ومجلة «المشهد الأفغاني» وفرع «تولونيوز وكابوار» للإنتاج، وفق ما جاء في موقع اتحاد تلفزيونات وإذاعات آسيا الباسفيك. منافسة صحفية لا يتوقف الانتشار التلفزيوني في العالم على القنوات الفضائية، بل يتعداه إلى شركات التكنولوجيا والصحف الإلكترونية الكبرى. فقد أعلنت صحيفة «هوفنجتون بوست» الأميركية مؤخرا عن خطط لإطلاق شبكة فيديو عبر الإنترنت في الصيف المقبل على أن تبدأ بـ 12 ساعة بث يوميا من البرامج الخاصة، وترتفع تدريجيا إلى 16 ساعة بث بحلول عام 2013. وجاء الإعلان عن هذه الخطوة النوعية على لسان مؤسسة الموقع ورئيسة تحريره آريانا هوفنجتون بمناسبة مرور عام على شراء شركة «أميركا أونلاين» العملاقة للصحيفة. وأوضحت هوفنجتون أن «برامج الشبكة الجديدة ستكون حية على جميع المنصات (الكمبيوتر والهاتف الذكي واللوحات الرقمية)، وتهدف إلى خلق أكبر تجربة فيديو اجتماعي على الإطلاق»، مشيرة إلى أن الشبكة ستغطي بالفيديو أهم وأكثر القصص إثارة في جميع الأوقات. وقالت هوفنجتون إن عدد الزوار الخاصين للموقع قد ارتفع بنسبة 47% ليصل إلى 36.2 مليون زائر. وكانت الصحيفة، التي تعتبر الأكبر في العالم من نوعها، أطلقت مواقع خاصة في كل من كندا وبريطانيا وفرنسا، كما أنها تخطط لإطلاق نسخة إسبانية وإيطالية. اللحاق بالركب إذا كان في بال المواقع الصحفية الإخبارية فعلا اللحاق بركب الشاشة الصغيرة، على الفضائيات وعلى شبكة الويب في آن، فإن عملاق الفيديو العالمي «يوتيوب» يستمر بدوره في تحقيق أرقام قياسية بما يؤكد الرواج المستمر لللمشاهد المصورة عبر الإنترنت أيضا، حيث أعلن مديرو الموقع الذي تملكه شركة جوجل أن حجم لقطات الفيديو الذي تم تحميله على الموقع قد تضاعف عشر مرات منذ العام 2007. ونقلت صحيفة «ذي تلجراف» البريطانية عن مسؤولين في «يوتيوب» قولهم «في العام 2007 بدأنا مع ست ساعات فيديو في كل دقيقة، وارتفع الحجم إلى 24 ساعة كل دقيقة في العام 2010، ثم إلى 35 ساعة والآن وصل عدد ساعات الفيديو التي يتم تحميلها على الموقع إلى 60 ساعة كل دقيقة، أي أنه يجري تحميل ما يعادل ساعة فيديو على يوتيوب كل ثانية». وتحدثت تقارير متصلة عن أربعة مليارات مشاهدة للفيديو عالميا على الموقع كل يوم أي ما يعادل نصف مشاهدات الفيديو اليومي في العالم، وزيادة بنسبة تزيد على 25% في الأشهر الثمانية الأخيرة. ولا يتوقف اهتمام يوتيوب على عدد الزوار وحجم التحميل، في وقت تحاول فيه الكثير من الشركات الدخول إلى عالم الفيديو المغري على الإنترنت، بل سبق أن أعلن عن نيته التوجه نحو إنتاج برامجه الخاصة وفق ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» ومجلة «بي سي» الأميركية، مع التوضيح بأن جوجل قطعت شوطا في الاتفاق مع شركات ومنتجين أفراد مثل «نيوز كورب» من أجل إنتاج محتوى خاص لأفلام الفيديو. تحول أشمل اللافت أن التحول نحو قطاع الشاشة الصغيرة بدأ يستقطب شركات مثل المواقع المتخصصة في التسجيلات الموسيقية. وبحسب صحيفة «نيويورك تايم « فإن موقع «فيفو» الشهير لأفلام الفيديو الموسيقية بدأ يتفاوض مع شركات معنية من أجل أن يتحول إلى قناة تلفزيونية. وكان هذا الموقع، الذي تتشارك في ملكيته مجموعة «يونيفرسال ميوزيك» و»سوني ميوزيك» وشركة أبوظبي للإعلام، شهد نموا سريعا منذ عامين، وسجل في أكتوبر الماضي 57 مليون مستخدم في الولايات المتحدة الأميركية، ويوزع 827 مليون تسجيل فيديو في خلال شهر، وهو ما يمثّل ارتفاعا بنسبة 400% منذ بدأ في ديسمبر 2009. وذكرت «نيويورك تايمز» أن «فيفو» يريد من أجل تطوير خدماته أن يصبح شبيهاً بما كانت عليه قناة «إم تي في» التلفزيونية الشهيرة في أيامها الأولى أي قناة تعرض أفلام فيديو موسيقية وأنواعا أخرى من الترفيه الثقافي والفني، ولهذه الغاية فإنه يمكن للموقع أن ينشئ قناة كيبل خاصة به أو يعقد اتفاقات مع شركات معنية لهذه الغاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©