الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«داعش» يطرد قوات المالكي من بلدة بصلاح الدين

«داعش» يطرد قوات المالكي من بلدة بصلاح الدين
18 فبراير 2014 11:33
هدى جاسم، وكالات (بغداد) - انسحبت قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس من بلدة سليمان بك في قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين، بعد سيطرة مسلحين من تنظيم «داعش» الإرهابي على البلدة التي حشد المالكي قواته حولها لاقتحامها، في ثاني عملية عسكرية بعد العملية العسكرية في محافظة الأنبار. وأسفرت المواجهات في الأنبار وأعمال العنف في عدة مدن عراقية عن مقتل 18 شخصا وجرح 29 آخرين. في حين حث رئيس حركة الوفاق العراقية أياد علاوي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالعدول عن قراره باعتزال الحياة السياسية استجابة إلى مطلب مؤيديه، ولكي لا يرتبك المشهد والتوازنات السياسية. وأفاد سكان بلدة سليمان بك، بأن قوات المالكي انسحبت، بعد أن وصلت تعزيزات عسكرية وقوات خاصة من الشرطة إلى البلدة لدعم القوات التي تخوض معارك عنيفة ضد المسلحين منذ أيام. وقامت المروحيات العسكرية بدعم تلك القوات، فيما سجلت حركة نزوح جماعي للسكان. وذكر السكان البلدة أن المسلحين الذين سيطروا على البلدة رفعوا راياتهم فوق المنازل والبنايات في أجزاء منها. وأفادوا أن حركة نزوح جماعي رصدت أمس بعد اشتداد القتال في البلدة. وقال طالب البياتي مدير الناحية إن «مسلحي تنظيم داعش لا يزالون ينتشرون في الأحياء الغربية من المدينة». وأضاف أن «هذه الأجزاء أصبحت شبه خالية تماما من سكانها بعد عملية نزوح جماعي». وقطعت قوات الجيش التي وصلت فجر أمس إلى الناحية، الطريق الرئيسي الذي يربط وسط العراق بشماله. وأكد البياتي أن «قوة كبيرة من الجيش وصلت إلى المدينة وتتهيأ لاقتحامها». وكان البياتي حذر أمس الأول من أن تتحول الناحية إلى «فلوجة ثانية» في حال عدم تدخل قوة كبيرة من الجيش فورا لاستعادة السيطرة عليها. وذكرت مصادر أمنية أن عملية الاقتحام المفترضة هي الثالثة، والتي ذكر سكان البلدة أنها فشلت في الدخول إليها، مضيفة أن 4 من الشرطة قتلوا في الاشتباكات بسليمان بك أمس، اثنان منهم قضوا ذبحا بيد المسلحين. وفي صلاح الدين أيضا قتل ضابط كبير بالشرطة بانفجار عبوة كانت موضوعة بسيارته وسط تكريت، فيما اعتقلت الشرطة 10 مسلحين من «داعش» في مناطق بيجي والشرقاط شمال تكريت. وفي الأنبار حيث ما زالت المعارك بين القوات الأمنية والجيش من جهة، ومسلحي العشائر من جهة أخرى الذين يقاتلون أيضا على جبهة ثانية عناصر «داعش». وقالت مصادر مسؤولة إن قوات من الجيش استعادت أجزاء من جزر الرمادي وقتلت 4 مسلحين من «داعش» وأصابت ثلاثة آخرين، وأحرقت 20 عجلة قادمة من الجانب السوري محملة بالأسلحة. وقال مسؤول أمني إن «قوات من الجيش استعادت أجزاء من منطقة جزيرة ألبو ذياب وألبو علي». لكن مصادر عشائرية نفت ذلك، وقالت إن العشائر تسيطر على كل المناطق التابعة للرمادي والفلوجة، وأن القوات الأمنية تنتشر على أطراف المدينتين دون أن تتمكن من دخولها. واستهدف انفجار سيارة مفخخة شمال الرمادي، مدخل منزل رئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة الموالي لحكومة المالكي، مما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 7 بجروح. وفجر مسلحون مجهولون بعبوات ناسفة منزل النائبة عن القائمة العراقية إيمان موسى المحمدي شمال الفلوجة المضطربة، وسرقوا سيارتين مصفحتين من المنزل قبل أن يلوذوا بالفرار. وفي بغداد قتل مسلحون مجهولون يستقلون سيارة مدنية ضابطا في الجيش السابق لدى مروره بسيارته في قضاء الطارمية شمال العاصمة. وأصيب 5 مدنيين بانفجار عبوة ناسفة قرب سوق شعبي في منطقة سبع البور شمال بغداد. وفي حي أور شرق بغداد أسفر انفجار سيارة مفخخة عن مقتل شخصين وجرح 5 آخرين. وفي كركوك قتل عنصران من قوات الصحوة في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش بناحية تازة جنوب المحافظة. وفي محافظة ديالى أدى انفجار عبوة ناسفة قرب منزل في قرية بناحية أبي صيدا شمال شرق بعقوبة، إلى مقتل أحد أفراد العائلة وإصابة 5 جميعهم من نفس العائلة. وانفجرت عبوة ناسفة قرب محل لبيع الخضروات بسوق حي المفرق غرب بعقوبة، مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة 4 آخرين. من جانبه قدم العلامة الديني الشيخ عبد الملك السعدي تعازيه بمقتل رجل الدين الشيخ خليل إبراهيم الندا الكبيسي الذي قتل إثر قصف الجيش لجامع الرمادي الكبير، متهما المالكي بتصفية مكون من مكونات العراق. سياسيا حث أياد علاوي أمس مقتدى الصدر بالعدول عن قراره باعتزال الحياة السياسية. وقال في بيان صحفي «تمر بلادنا، منذ سنوات بأزمات متشابكة تتعقد يوما بعد يوم، مما يضاعف مسؤولية الرموز والقوى الوطنية والإسلامية في التصدي لهذا الانحدار الخطير مهما غلت التضحيات، وقد صدمنا بالأمس بقرار الصدر اعتزال العمل السياسي احتجاجا على الانحرافات الجسيمة التي سلكتها العملية السياسية وانعكاساتها السيئة على حياة وكرامة العراقيين وإخلالها بمصداقية العمل السياسي». وأضاف «أن خروج الصدر وتياره تيار الأحرار، سيترك فراغا كبيرا وخطيرا في العملية السياسية ويعزز نهج الانحراف بها وتقويضها، مما سيؤدي إلى أن تترك شخصيات وقوى أخرى هذه العملية البائسة التي أخلت بالتوازن وعصفت بالبلاد». وطالب علاوي الصدر «بالعدول عن موقفه والاستمرار فاعلا بالحياة السياسية، استجابة لقناعات مؤيديه». ورأى المراقبون أن انسحاب الصدر خسارة لعنصر أساسي في دائرة التوازن داخل الطائفة الشيعية، وعلى المستوى الوطني العام. وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عزيز جبر، إن ابتعاد الصدر يشكل «فائدة للأطراف الأخرى من ذوي الطروحات الشيعية»، كالمجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم، وجماعة عصائب أهل الحق المنشقة عن التيار الصدري. لكنه يذكر على وجه الخصوص أن «المستفيد الآخر هو المالكي إذ أنه تخلص من مزاحم قوي». وكتبت صحيفة «الدستور» المستقلة في افتتاحيتها أمس أن قرار الصدر «جار في مرحلة ذات حراجة كبيرة لما ينطوي عليه من إخلال في معادلة التوازنات السياسية التي أسس وفقها المشهد الانتخابي المرتقب». وأضافت أن انسحاب الصدر «سيربك المشهد وسيؤثر بشكل أو بآخر في استغلال المنافسين للفراغ الذي سيتركه قرار الصدر، مما قد يرجح الكفة لمصلحة طرف يكرس حالة التردي، ويستنسخ الصورة السابقة التي لا تبشر بخير». وقال الكاتب العراقي سرمد الطائي، إن الصدر تحول مؤخرا إلى «أكبر داعم لمسار الإصلاح السياسي، وعمل على تخفيف الاحتقانات الطائفية عبر مواقف سياسية ساعدت على تهدئة السنة وطمأنتهم». ورأى أن «على الجميع أن يشعروا بالخوف من اختفاء هذا الصوت الإصلاحي المعتدل». ورأى المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي أن «الصدر أحد أهم قوى التوازن النامية في العراق، وخروجه هو أول انهيار لأهم عوامل التوازن الداخلي الطائفي (لدى الشيعة) وبداية لانهيار دائرة التوازن الوطني الكبير». وتابع «قد يتصور بعض خصوم الصدر من أصحاب النظرة القصيرة أن خروجه هو انتصار لهم، لكن في الحقيقة أن الكل خاسر من ذلك». وقال الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مايكل نايتس، إن مقتدى الصدر «يبتعد عن أضواء السياسة عندما يتعرض لتهديد جسدي أو عندما يهم تياره بالقيام بعمل سياسي لا يرغب هو في أن يكون له دور فيه». وأضاف «لا شئ دائما في العراق، إلا الموت».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©