الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النقص الحاد في سفن الشحن يرفع أسعار المواد والسلع

النقص الحاد في سفن الشحن يرفع أسعار المواد والسلع
27 أكتوبر 2007 00:42
ارتفعت أسعار شحن المواد الخام في جميع أنحاء العالم لأعلى مستوى لها في جميع الأوقات وبشكل أخذ يرفع من اسعار الحبوب والحديد الخام والفحم وسائر السلع الأخرى· فقد بلغ متوسط سعر استئجار السفينة لنقل المواد الخام من البرازيل الى الصين ما يقارب ثلاثة اضعافه الى 180 الف دولار في اليوم من مبلغ 65 الف دولار فقط قبل عام من الآن· وفي بعض الحالات اصبحت عمليات الشحن العابرة للمحيطات أكثر غلاءً من البضاعة نفسها اذ ان طن الحديد الخام تبلغ تكلفته نحو 60 دولاراً بينما يطلب ملاك السفن سعراً بحوالي 80 دولاراً مقابل نقله من البرازيل الى الصين· وكما ورد في صحيفة ''وول ستريت جورنال'' مؤخرا فإن هذه المعضلة ربما تجبر المصنعين على دفع المزيد من الأموال مقابل المواد الاساسية التي يحتاجونها لتصنيع المنتجات كما ان هذه التكاليف العالية بات من الممكن تمريرها الى عاتق جموع المستهلكين وبشكل سيرفع اسعار كل شيء ابتداءً من السيارات والغسالات الكهربائية وحتى رغيف الخبز، ولكن السبب الرئيسي في صعود اسعار السلع ورسوم الشحن يعود بشكل رئيسي الى عدم توفر اعداد كافية من سفن شحن المواد السائبة بسبب الطفرة الهائلة في حجم التجارة العالمية في ظل النمو المتفجر في الصين والهند وسائر الدول النامية الاخرى، حيث يبدو لأن قطاع التصنيع الصيني النشط بدأ يجبر الدولة على التطلع الى أبعد الأماكن كالبرازيل بحثاً عن الموارد والمواد مثل الحديد الخام وكان مؤشر بالتيك اكسيشينج دراي الأكثر أهمية واستخداماً لتوضيح اسعار الشحن للسلع السائبة في جميع أنحاء العالم قد سجل رقماً قياسياً يوم الجمعة الماضي بعد ان ارتفع بنسبة 169 في المئة مقارنة بالعام الماضي، لذا فقد بدأ كل من ملاك السفن والسماسرة وتجار السلع يتوقعون ارتفاعاً أعلى لرسوم الشحن في العام المقبل وربما في عام 2009 ايضاً حيث يعتقد ان عدداً كافياً من سفن شحن المواد السائبة سوف يدخل الخدمة في نهاية ذلك الموعد لكي تعوض النقص الحالي· ولكن المفارقة أنه عندما تتوفر اعداد كافية من السفن لنقل البضائع فإن المرافق غير الفاعلة في الموانئ يمكن ان تسبب العطل والتأخير وبشكل يزيد ايضا من تكاليف الشحن، ففي خارج الموانئ البرازيلية درجت السفن على ان تنتظر في داخل البحر لفترات تمتد الى اسبوعين في بعض الأحيان قبل ان تحصل على دورها في عملية التحميل أو التفريغ، ولكن البرازيل ليست وحدها التي تعاني من عنق الزجاجة·· ففي الاسبوع الماضي ظلت اكثر من 130 سفينة تنتظر دورها لتحميل أو تفريغ الفحم والحديد الخام خارج الموانئ الرئيسية في استراليا وفقاً لمؤشر تكدس الموانئ العالمي الذي يتتبع أوقات الانتظار في جميع أنحاء العالم، وكنتيجة لذلك اضطر بعض منتجي الفحم في استراليا الى خفض حجم صادراتهم وبشكل بات من المتوقع ان يمثل اضافة للضغوط التصاعدية في اسعار الفحم العالمية· وعلى نفس المنوال شرع تجار السلع في تمرير التكاليف العالية للنقل في اسعار الفولاذ والحبوب والالمنيوم ولكن الغريب أن الارتفاع الحاد في أسعار سفن شحن السلع السائبة لم تشهده الانواع الاخرى من السفن مثل ناقلات النفط أو سفن الحاويات التي تنقل السلع المصنعة أو المعمرة مثل الأطقم التلفزيونية لأن هذه السفن مازالت لا تعاني من النقص· وعلى الرغم من ان تكاليف شحن السلع السائبة ظلت الى ارتفاع في فترة العامين الماضيين الى أن هذا السباق قد احتدم بكثافة في العام الماضي حيث زادت هذه الأسعار في السوق الفوري بمعدل 70 في المئة على شحنات السلع السائبة في العقود الطويلة الأجل· الى ذلك مازال بعض منتجي السلع يعمدون الى شراء أو تأجير السفن الخاصة بهم عوضاً عن الاعتماد بالكامل على شركات الشحن، فقد دفعت شركة كوراس التابعة لمجموعة تاتا للفولاذ الهندية مبلغ 135 مليون دولار مقابل استئجار سفينة لشحن المواد السائبة لمدة سبع سنوات في الاسبوع الماضي بينما ذكرت شركات اخرى انها ربما تعمد لإغلاق بعض عملياتها حال عدم الحصول على سفينة بسعر مناسب أو عندما تعجز عن تبرير تكاليف الشحن العالية متى ما كان وقت تجديد العقود· وبالإضافة الى الضغوط التصاعدية في أسعار الشحن هنالك حقيقة أن سفن شحن السلع السائبة اصبحت تستغرق اياماً طويلة في رحلاتها في هذه الايام كما يشير كريستوفر جومبي محلل الشحن في مكتب جيفريز انترناشونال، وعلى سبيل المثال فعلى الرغم من ان الصين لا تزال تشتري معظم حديدها الخام من استراليا إلا ان نسبة متنامية من هذا الاجمالي اصبحت تأتي من البرازيل التي تبعد على مسافة أكبر· وهناك عامل آخر يقف خلف الطلب المتزايد على السفن بات يتمثل في الحصاد الضعيف لفول الصويا في آسيا وبشكل عمل على زيادة الطلب على فول الصويا من الولايات المتحدة الأميركية مما ادى الى زيادة حجم التجارة قبل ان ينعكس ذلك على زيادة الطلب على السفن الناقلة للسلع السائبة في جميع أنحاء العالم· وكنتيجة لهذه العوامل مجتمعة يشير كليفورد وينستون كبير الاقتصاديين في معهد بروكينجز الى ان رسوم الشحن المرتفعة سوف تعمل على زيادة اسعار السلع حسب وزنها في ظل ما تمثله رسوم النقل من نسبة أكبر في تكلفة السلع الأثقل وزناً مثل الحديد الخام أو الحبوب قائلاً ''بدون شك سوف نشهد زيادة مقدرة في الأسعار''، ومع ذلك فإن هذه الرسوم ليس من المرجح لها ان تستمر عالية الى ما لا نهاية حسب رؤيته، بسبب ان هنالك أعداداً قادمة الى السوق من سفن الشحن بحيث ستعمل في نهاية المطاف على موازنة هذا الطلب، وبالطبع فقد انهمك مصنعو السفن في اليابان والصين وكوريا الجنوبية في بناء سفن الحاويات وشرعوا كذلك في تلبية أوامر الشراء الخاصة بسفن البضائع السائبة، وفي ظل تخلف مواعيد التسلم عن أوامر الشراء بفترة مقدارها 36 شهراً فإن معظم سفن البضائع السائبة لن تكون جاهزة للعمل قبل تاريخ ،2010 إلا ان بعض المحللين أشاروا الى ان هذا النوع من السفن من الممكن ان تتضاعف أعداده بحلول بداية العقد المقبل، وفي هذه الأثناء فقد مضت الشركات التي تعمل في مجال تعدين الحديد الخام في استباق الزيادة في أسعار الشحن عبر اجبار منتجي الفولاذ على دفع مبالغ إضافية مقابل حديدهم الخام·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©