فولفسبورج تحتفل بمرور عقد من الزمن على «مدينة السيارات»

اتخذ ستة زوار أماكنهم في القمرة الزجاجية وربطوا أحزمة المقاعد قبل أن يغلق الباب ببطء. وارتفعت القمرة في حركة واحدة عن الأرض قبل أن تتسابق للوصول إلى ارتفاع 48 متراً مما يعطي الزوار منظراً رائعاً للمبنيين الأسطوانيين لـ”أوتوشتات”(مدينة السيارات) بفولفسبورج واللذين يبلغ ارتفاعهما نحو 20 طابقاً، حيث يتم وضع سيارات “فولكسفاجن” الجديدة بشكل مرتب داخل صناديق مثل لعب الأطفال. ويشرح المرشد السياحي في أوتوشتات قائلاً: “يمكن تخزين 400 سيارة في هذه الأسطوانات المعدنية والزجاجية لمدة 24 ساعة على الأكثر قبل حصول مالكيها الجدد عليها”. وينجذب الزوار حيال مصنع شركة “فولكسفاجن” للسيارات المجاور في المدينة الواقعة في شمال ألمانيا. وقال: “يمكن نقل السيارات من أماكن انتظارها إلى الدور الأرضي في غضون ثوانٍ، وذلك بفضل نظام أوتوماتيكي رائع”. وتنزلق السيارات من الدور الأرضي إلى نفق يؤدي إلى مركز خدمة المستهلكين. ومع هذا لا يأتي كل زائر إلى “ أوتوشتات” لشراء سيارة جديدة، فمثلاً “سيان” سافر من فرانكفورت لرؤية ما أصبح مزاراً سياحياً رئيساً على مدار العقد الماضي. ومن هذا الارتفاع، يمكن لسيان أن يلقي نظرة على وسط مدينة فولفسبورج، حيث يوجد الكثير من مصادر الجذب في محور يمتد بطول 5ر2 كيلومتر صممه مخطط المدينة بيتر كولر، المسؤول عن إعادة تشييد المدينة بعد الحرب العالمية الثانية. وتأسست فولفسبورج على يد النازيين باعتبارها مدينة “قوة من خلال السعادة” في عام 1938، قبل عام فقط من اندلاع الحرب. ويقول عمدة المدينة رولف شنيليكه إن “التطور الحقيقي بدأ بالفعل في 25 مايو 1945، حيث أعيدت تسمية فولفسبورج على اسم الحصن وتمتعت المدينة ببداية جديدة”. وبدأت فكرة “أوتوشتات” في عام 1994 عندما قررت “فولكسفاجن” فتح مصنعها لعملائها وللجمهور ليمكنهم رؤية مراحل الإنتاج الخاصة بسياراتها من أجل إضفاء “بعد عاطفي” على عملية شراء سيارة جديدة. وافتتح “أوتوشتات” في نهاية المطاف أبوابه بعد مضي ست سنوات، أي في عام 2000 على الضفة الشمالية من قناة “ميتال لاند كانال” المتاخمة لمصنع فولكسفاجن.