الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكرياتي مع الاتحاد

27 أكتوبر 2007 01:50
علاقتي مع جريدة ''الاتحاد'' بدأت منذ أن كنت طالبا في المرحلة الإعدادية في أواخر السبعينات من القرن الماضي، ولم يكن هناك في تلك الأيام هذا الاهتمام الكبير والزخم الواسع الذي تلقاه الصحافة من قرائها مثل ما هو عليه اليوم؛ وذلك بحكم الواقع التعليمي الذي كان سائداً في تلك الفترة، حيث كانت قراءة الصحف والمجلات شبه منعدمة تقريباً، فلم يكن هناك وعي ثقافي وفكري كما هو عليه اليوم بعد انتشار التعليم في الدولة بهذا المستوى العالي والذي يشهد به الجميع، وبالتالي كانت فئة قليلة جدا هي التي تهتم بقراءة الصحف· لاتزال ذاكرتي تختزل حتى يومنا هذا وتتذكر ذلك الشخص الهندي العجوز الذي كان يبيع الصحف في المدرسة، وأتذكر كذلك مصروف الجيب اليومي وهو عبارة عن درهم واحد فقط لا غير كنت أختزله لشراء معشوقتي الأولى وحبي الوحيد جريدة ''الاتحاد''· أتذكر كيف كنت أنكب على قراءتها في البيت بعد العودة من المدرسة وبكل شغف رغم عدم إلمامي الكامل في تلك الفترة التعليمية والعمرية بما تعنيه وترمي اليه الصحف، ولكن حبي لها دعاني الى أن أكون من أشد قرائها ومحبيها· ولايزال يرسخ في ذاكرتي أول مقال متواضع كتبته في هذه الصحيفة المحلية وكان عن مسجد قديم في منطقتنا التي نسكنها على شاطئ البحر بسور كلباء، وقد مثل هذا المقال أساس انطلاقتي وبدايتها نحو الكتابة في الصحف والمجلات، ومازلت ايضا أتذكر الأساتذة الأفاضل الذين أكن لهم كل احترام وتقدير؛ لأنهم هم من أخذوا بيدي للكتابة في الصحافة، فأعتبرهم القدوة الاولى في كيفية الكتابة الصحفية·· ومازلت كذلك أتذكر صدور أول عدد من مجلة ''ماجد'' وكنت ايضا ممن كتب في هذه المجلة في أول صدور لها· جريدة ''الاتحاد'' كانت الشاهد الحي على أولى الخطوات في ميلاد دولة الإمارات والمواكبة لعصر النهضة والتطور الذي شهدته الدولة في كل المجالات والجوانب· بكل تأكيد ستبقى شهادتنا ناقصة ومجروحة بحق هذه الصحيفة المتميزة والتي ما فتئت تناقش وتتلمس هموم ومشاكل وهواجس المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، وماتزال تسير على نفس النهج السابق والذي تعودناه وعهدناه منها في طرح ومناقشة القضايا المحلية والعربية والعالمية، وسعيها الدؤوب لشرح هذه القضايا وإبرازها امام الرأي العام بكل صراحة ووضوح· وها هي اليوم صحيفة ''الاتحاد'' وفي عيد ميلادها الثامن والثلاثين تقف شامخة معطاء كما عهدناها منذ اول صدور لها، وستبقى هذه الصحيفة نبراسا وعلما من أعلام المعرفة والثقافة والفكر العربي المستنير، نتمنى حقيقة كل التقدم والازدهار لهذه الصحيفة والسير قدما نحو تحقيق المزيد من التقدم في المجال الإعلامي·
المصدر: كلباء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©