الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصطفى عبد الرازق في تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية

مصطفى عبد الرازق في تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
27 أكتوبر 2007 01:52
كيف نشأت الفلسفة الإسلامية؟ وهل الفلسفة الإسلامية لم تكن إلا سوى اقتباس صرف من الفلسفة اليونانية؟ وهل لم يكن لدى العرب والمسلمين أي حركات فلسفية خاصة بهم كما يَدَّعي كثير من المستشرقين؟ أم أن الفلاسفة المسلمون لهم إسهامهم الواضح في تاريخ الفلسفة الإنسانية، وإن لم تُدَرَّس مصنفاتهم الفلسفية حق دراستها كما يرى البعض الآخر؟· هذا هو ما يناقشه كتاب الدكتور مصطفى عبد الرازق ''تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية'' الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب· في بداية الكتاب يستعرض الكاتب آراء عدد من المستشرقين الذين تأثروا بمناخ التعصب الديني والجنسي الذي كان سائداً في أوروبا في بدايات القرن التاسع عشر ومنهم تنمان الذي يقول: إن الفلسفة الإسلامية ليست إلا شرحاً لمذهب أرسطو وتطبيقاً لهذا المذهب على قواعد الدين الإسلامي، وكذلك كوزان الذي يرى: أن المسلمين لم يكن لديهم أي نتاج فلسفي خاص بهم، وأن الدين أعاق سير الفلسفة لديهم، وهناك أيضاً أرنست رينان الذي قرر أن الجنس السامي ـ الذي ينتمي إليه العرب والمسلمون ـ هو دون الجنس الآري، وأن الفلسفة عند الساميين ليست إلا تقليداً للفلسفة اليونانية· في جانب آخر، نجد أن هناك عدداً غير قليل من المستشرقين أثبتوا أن للعرب والمسلمين مدارسهم الفلسفية الخاصة بهم، ومنهم جوستاف دوجا الذي يقول: إن المعتزلة والأشعرية ليست إلا ثماراً فلسفية بديعة أنتجها الجنس العربي، وكذلك يقول منك: إن الفلسفة لدى العرب تقلبت في كل الأطوار التي مرت بها في العالم المسيحي، ولذا فهي ليست أقل من الفلسفات التي قامت في العالم المسيحي شأناً· وعن وجهة نظر المؤلفين الشرقيين من أهل البلاد الإسلامية في ما يتعلق بتاريخ الفلسفة العربية والإسلامية، تناول الكاتب رأي الشهرستاني الذي تحدَّث عن الفلسفة في الأمم القديمة حيث قال: إن العرب قبل الإسلام كان لديهم حكماء يهتمون بالأحكام الكلية والأمور العقلية والمجردات وهم ينزعون إلى الروحانيات بخلاف الروم والفرس الميالين إلى جزئيات الأمور والمحسوسات· ثم يحدثنا الكاتب عن بداية التفكير الفلسفي الإسلامي، فيتناول فترة ظهور الإسلام، ويقول إنها شهدت جدلاً واسعاً بين الديانات الموجودة في الجزيرة العربية آنذاك من صابئة ويهود ومجوس ونصارى، ومع اشتداد هذا الجدل نبتت الدعوة إلى تلمس دين إبراهيم أبي العرب، وهو ما يُعد نوعاً من التفكير العملي الذي دفعتهم إليه الحاجة البشرية، وكان لدى العرب في تلك الفترة طائفة مميزة يسمونهم حكماءهم، الذين يحكمون بينهم إذا تنافروا، وهناك الكثير مما تركه هؤلاء الحكماء العرب من الحكم والأمثال، وهو ما ينم عن عقل راجح وتراث فكري ثمين يستفيد منه العرب والمسلمون إلى يومنا هذا· ويرى عبد الرازق أن على الباحث في تاريخ الفلسفة الإسلامية دراسة الاجتهاد بالرأي منذ نشأته البسيطة إلى أن أصبح نسقاً من أساليب البحث العلمي لأنه كان البداية الحقيقية للتفكير الفلسفي عند المسلمين، ثم يلقي الكاتب الضوء على آراء كل من علماء المسلمين والمستشرقين في الفقه ومذاهبه باعتباره علماً فلسفياً، كما يحدثنا عن نشوء الرأي في الفكر الإسلامي باعتبار أن أهل الرأي لهم أعظم الأثر في الفقه الإسلامي وهم الذين رتبوا أبواب الفقه، ملقياً الضوء على كل من الإمام الشافعي وأبي حنيفة لكونهما من أهم أصحاب المذاهب الفقهية لدى المسلمين · في نهاية الكتاب يستعرض كاتبنا علم الكلام وتاريخه باعتباره علماً فلسفياً خالصاً، حيث يتحدث عن نشأة علم الكلام وتأثيره في الحركة الفلسفية الإسلامية مستعرضاً آراء عدد من كبار العلماء والفلاسفة المسلمين من أمثال الغزالي والفارابي وأبو حيان التوحيدي في علم الكلام·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©