عباس وأولمرت يتفقان على إحياء "خريطة الطريق"

اتفق رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس امس، على التوصل سريعا الى وثيقة مشتركة ''ذات قيمة'' بهدف تسوية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وذلك مع اقتراب موعد الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط، الذي دعت واشنطن الى عقده خلال الاسابيع القليلة المقبلة· وقال عباس خلال الاجتماع، انه يرفض قرار اسرائيل تشديد العقوبات المفروضة على قطاع غزة طالب اولمرت برفعها· وقالت المتحدثة باسم اولمرت ميري ايسين للصحافيين عقب اجتماعه مع عباس في مقره الرسمي في القدس المحتلة، ان الجانبين ''توافقا على محاولة التوصل الى بيان (مشترك) ذي قيمة في اسرع وقت''· واضافت ان ''الطرفين شددا على التزام تطبيق مراحل ''خريطة الطريق'' كجزء لا يتجزأ من البيان الذي هو قيد الاعداد تمهيدا للاجتماع'' الدولي· وتلحظ ''خريطة الطريق'' التي وضعتها الولايات المتحدة، اقامة دولة فلسطينية في شكل تدريجي الى جانب اسرائيل، وسبق ان تبناها الجانبان في يونيو 2003 لكنها ظلت من دون تطبيق· وعلى الجانب الاخر، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في مؤتمر صحافي في رام الله بالضفة الغربية المحتلة ان ''الرئيس عباس ورئيس الوزراء ايهود اولمرت ،التزما التطبيق الفوري والمتبادل لالتزامات كل طرف في المرحلة الاولى من خريطة الطريق''· وتنص المرحلة الاولى من ''خريطة الطريق، على ان يوقف الفلسطينيون العنف في مقابل ان تجمد اسرائيل الاستيطان· وكانت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) قد اطلقت ''خريطة الطريق'' في صيف 2003 انسجاما مع ''رؤية'' الرئيس الاميركي جورج بوش حول قيام دولتين· واكد عريقات ان الجانبين توافقا على ان يجري الوفدان محادثات ''متواصلة ومكثفة'' لصوغ الوثيقة المشتركة· ورفض عباس خلال الاجتماع ، القرار الاسرائيلي بتشديد العقوبات على قطاع غزة الذي اتخذه يوم الخميس ،وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك· ونقل عريقات قول عباس لاولمرت ان ''مليونا ونصف مليون فلسطيني عانوا بما فيه الكفاية واسرائيل لا يمكنها استخدام حاجاتهم الانسانية كوسيلة ضغط''· واستمر اللقاء بين الجانبين ساعتين ونصف الساعة· وكان قد بدأ قبيل الساعة 11,00 ت· غ· في المقر الرسمي لأولمرت في القدس المحتلة في اجواء طغى عليها قرار اسرائيل تشديد العقوبات على المدنيين في قطاع غزة· واضاف عريقات ان عباس طالب بضرورة حل قضية لم شمل اكثر من54 الف فلسطيني، مؤكدا ان اسرائيل وعدت بحل الملف· وأضاف عريقات يقول للصحفيين ان اولمرت وافق على ان تمنح اسرائيل 1500 فلسطيني يعيشون في قطاع غزة بلا هوية، تصاريح ''جمع شمل'' (الحصول على المواطنة الفلسطينية) الاسبوع المقبل· وقال عريقات في المؤتمر الصحفي ان الرئيس عباس ناقش مع اولمرت عدة قضايا تتعلق بملف المفاوضات بين الطرفين وضرورة الاسراع في التوصل الى وثيقة قبل انعقاد مؤتمر انابوليس· ولم يفصح عريقات عما تم التوصل اليه بين طاقمي المفاوضات الفلسطيني والاسرائيلي مكتفيا بالقول ان: ''المجتمعين اكدوا ضرورة استثمار الوقت لانجاز وثيقة قبل مؤتمر الخريف''· وطالب الرئيس الفلسطيني، اولمرت بعدم قطع المساعدات عن قطاع غزة ووقف الاغتيالات والاعتقالات، لانها عوائق تقف في طريق التوصل الى اي حل قبل مؤتمر الخريف· وقالت اسرائيل ان اولمرت وعد الرئيس الفلسطيني بالنظر في قضية قطع المعونات عن قطاع غزة ، واكد له ان اسرائيل لن تتسبب في كارثة انسانية في قطاع غزة· حضر المحادثات كبار المفاوضين من الجانبين وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع· القطاع يشهد أعنف اشتباكات منذ أسابيع استشهد 6 مقاومين فلسطينيين أمس، على أيدي القوات الاسرائيلية في بعض من أعنف الاشتباكات التي وقعت منذ أسابيع في قطاع غزة· وقال الجيش الاسرائيلي إن جنديين إسرائيليين جرحا ، مع شن ثلاث غارات منفصلة في القطاع تدعمها ضربات جوية· وصرح موظفو مستشفيات بأن سبعة ناشطين فلسطينيين وثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح· وقال الجيش الاسرائيلي الذي وصف هذه الغارات بأنها''روتينية'' ان قواته انسحبت في وقت مبكر من بعد ظهرأمس · وكان يمكن سماع دوي انفجارات وإطلاق نار في شتى أنحاء غزة أمس، وشوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من مناطق القتال في شمال القطاع وجنوبه ووسطه· وأعلنت حركة ''حماس'' التي تسيطر على قطاع غزة بعد هزيمة القوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس في يونيو الماضي، ان ثلاثة من رجالها قتلوا · وقالت حركة ''الجهاد الاسلامي'' ان ثلاثة من رجالها قتلوا أيضا في الاشتباكات · وقالت ''حماس'' ان مقاتليها اجتاحوا موقعا إسرائيليا صغيرا وأطلقوا النار على جنديين · وعرضت ''حماس'' على الصحفيين بعضا من المعدات الاسرائيلية وقد تلطخ بعضها بالدم· قالت مصادر طبية فلسطينية إن ناشطا في ''كتائب القسام'' الجناح العسكري لحركة ''حماس'' قتل وأصيب أربعة آخرون في قصف جوي إسرائيلي صباح أمس شرق مدينة غزة· وذكرت المصادر أن الناشط محمود حسونة (25سنة) وصل إلى المستشفى أشلاء متناثرة جراء إصابته بشكل مباشر في القصف الذي وقع في حي الشجاعية فيما جرى نقل 4 جرحى وصفت جرح أحدهم بالخطرة· وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن الغارة الإسرائيلية استهدفت مجموعة من النشطاء خلال اقترابهم من القوات الإسرائيلية العاملة قرب الحدود مع إسرائيل· وقالت مصادر أمنية إن ياسر عصفور ( 22 عاما) الناشط في ''سرايا القدس'' الجناح العسكري لحركة الجهاد قتل وأصيب أربعة آخرون أحدهم في حالة خطيرة خلال اشتباك مع قوة إسرائيلية خاصة توغلت شرق خان يونس·وأوضح شهود عيان ان القوة الاسرائيلية الخاصة تسللت ليلا الى منطقة الفراحين شرق خان يونس قرب المنطقة الحدودية حيث قتل ياسر عصفور· كما قتل يوسف ولايدة الناشط في ''كتائب القسام'' وأصيب آخر خلال كمين نصبته المقاومة لقوة خاصة إسرائيلية توغلت شرق جباليا· وقالت ''كتائب القسام'' إن أفرادها خاضوا اشتباكات عنيفة مع القوات الخاصة وأوقعوا إصابات في صفوفها في إطار عملية رد أطلق عليها اسم ''صيد الأفاعي''· وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة اثنين من جنوده خلال الاشتباكات التي وقعت شرق جباليا· وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي ،إن القوات الإسرائيلية كانت تقوم بنشاط ''روتيني'' ضد النشطاء الفلسطينيين في أعقاب إطلاق أكثر من عشر صواريخ و11 قذيفة هاون على جنوب إسرائيل منذ صباح أمس الاول·وسقط صاروخ ''قسام'' أطلق من قطاع غزة في منطقة مفتوحة قرب مستوطنة ''سديروت'' الإسرائيلية ما تسبب في إطلاق صفارات الإنذار في مختلف أنحاء البلدة· ولم تقع أضرار أو إصابات في الهجوم الصاروخي الذي تبنته لجان المقاومة الشعبية· وشن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في الساعات الأولى من صباح امس، طالت 14 ناشطا فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة بدعوى أنهم مطلوبون· وقال الجيش الإسرائيلي إن الاعتقالات جرت في مناطق قرب نابلس وجنين ورام الله، مشيرا إلى المعتقلين اقتيدوا للتحقيق معهم دون ان يكشف عن انتماءاتهم· ويشن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقال يومية ضد النشطاء الفلسطينيين بدعوى أنهم مطلوبون· وقال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين ألقوا قنبلة حارقة (مولوتوف) على مركبة إسرائيلية خلال سيرها شمال غرب رام الله دون وقوع أضرار أو إصابات·