الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نظرية المؤامرة تعكر صفو العلاقات الاقتصادية بين الصين والغرب

نظرية المؤامرة تعكر صفو العلاقات الاقتصادية بين الصين والغرب
1 ابريل 2008 00:43
هل علمت أن تراجع الدولار وصعود النفط فوق 100 دولار للبرميل جزء من استراتيجية اميركية متعمدة لخفض القوى الشرائية لاحتياطيات الصين من النقد الأجنبي؟ من المرجح أن قلة في الغرب لاحظت تعليقات لي ليان تشونج في ندوة عامة الشهر الماضي رغم انه رئيس مركز الأبحاث الاقتصادية التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني· وفي النهاية ليس هناك من يحتكر نظريات المؤامرة، ولكن آراء لي تبرز هوة الإدراك الواسعة التي تفصل بين بكين والغرب أحيانا رغم اندماج الصين في الاقتصاد العالمي· وبالفعل تبدو الاتهامات المتبادلة في ازدياد؛ ما هي نوايا الصين في افريقيا؟ ما هي الدوافع الحقيقية لصندوق الثروة السيادي الخاص بها؟ هذا ما يريد معرفته منتقدون أوروبيون· لماذا تعرقل واشنطن استثمارات شركاتنا؟ لماذا تحرف وسائل الاعلام الغربية الحقائق عند تغطية أحداث التبت؟ أسئلة تتردد على ألسنة متشككين صينيين· والخطر المحدق بالأسواق في ظل مثل هذا العداء يتمثل في تقويض الثقة التي تعزز الروابط الاقتصادية بصفة خاصة في وقت يدفع فيه تباطؤ النمو الساسة الأوروبيين الى اتخاذ موقف دفاعي فيما تزيد دورة الألعاب الاولمبية التي تقام في اغسطس من حساسية الصينيين· وقال جوناثان ويتزل الشريك البارز في مكتب مكينسي في شانغهاي: ''يحتاج الطرفان الى تعلم كيفية التعامل مع بعضهما البعض على نحو أفضل· هناك امثلة كثيرة على سوء الفهم وعدم قدرة كل طرف على فهم حركة المجتمع مما يقود الى مشاكل حقيقية حين يأتي الأمر لعملية الاستثمار''، وكما يقول ويتزل فإن العلاقات مع الغرب يمكن تلخيصها احيانا في مثل صيني يقول: ''سرير واحد وأحلام مختلفة''· كانت هذه خلفية الزيارة التي قام بها في الاسبوع الماضي انجيل جوريا رئيس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لبكين في محاولة لتوثيق التعاون الاقتصادي بين الصين و30 دولة صناعية ديمقراطية عضوا في المنظمة، وقال جوريا للصحفيين إن هدفه تعزيز دور المنظمة و''تهيئة مستوى من الارتياح'' بين الجانبين· ومن الناحية النظرية فإن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مؤهلة لتسوية الخلافات في العلاقات مع الغرب، فالمنظمة ومقرها باريس لا تقرض مالاً لذا ليس ثمة شروط مزعجة لتفرضها؛ بل إن اعضاءها يتبادلون المعلومات ويحددون افضل ممارسة من خلال مراجعات بين النظراء· باختصار يمكن للحكومات الاعضاء قبول النصيحة او رفضها وهو أمر رائع بالنسبة لبكين، المشكلة انه رغم مشاركة الصين في الكثير من انشطة المنظمة فإنها ليست عضواً بها· واقترح جوريا أن الصين ربما تنضم لاقتصاديات اخرى ناشئة في مركز التنمية التابع للمنظمة، ولكنه قال إن بكين لم تبد رغبة محددة في الحصول على عضوية كاملة، وحين سئل عن احتمالات العضوية أجاب: ''الأمر أهم من أن نتعجله لذا ينبغي ان نسمح له بأن يأخذ وقته''· ويؤكد وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون أن بناء الثقة مع الصين أشبه بالماراثون وليس بالعدو السريع، وسبق أن زار بولسون الصين عشرات المرات حين كان رئيسا لبنك جولدمان ساكس وسيتوجه اليها مرة اخرى هذا الاسبوع للاجتماع مع وانج تشي شان الذي رقي في الآونة الاخيرة الى منصب نائب رئيس الوزراء ويتحمل مسؤولية ''الحوار الاقتصادي الاستراتيجي'' الذي بدأه بولسون مع الصين في ·2006 ويقول منتقدون إن محادثات الحوار الاقتصادي الاستراتيجي لم تحرز نتائج تذكر ولكن ويتزل قال إن مثل هذا الحوار الهيكلي لازم لتفادي مخاطر تجاهل بكين او واشنطن مصالح الطرف الآخر سواء فيما يتعلق بالأمن أو الطاقة او البيئة· وقال ويتزل: ''خذ مثلا الطاقة· الولايات المتحدة والصين في قارب واحد، نحن سوياً اكبر مستهلكين للطاقة وأكبر مستثمرين وملوثين في العالم·· لذا فمن منظور العالم لا مجال للاختيار بين البلدين وإنما يجب أن يعملا معا، ولذا يحتاج البلدان للتعاون معا وأن يفكرا تحديدا في اطار لبحث المصالح والاحتياجات المشروعة لكل منهما''· ومن الواضح أن الطاقة والبيئة من نقاط الخلاف مع تنامي الطلب في الصين على الموارد الطبيعية وتصاعد القلق العالمي بشأن ارتفاع درجة حرارة الارض· ويتناول بولسون القضيتين في كلمة خلال الزيارة التي تستمر يومين· وحتى الآن أحسن الغرب والصين ادارة التوترات الناجمة عن النمو الاقتصادي السريع في الصين، وقد ساهم انضمام بكين لمنظمة التجارة العالمية عام 2001 في تحجيم تأثير الفائض التجاري الضخم بوضعه أعنف الخلافات التجارية في ايدي جهة محايدة· ولكن تحقيق التناغم بين الطرفين لن يحدث في طرفة عين·
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©