الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة في عمان تناقش وضع الكلمة بين الحرية والمساءلة

26 ابريل 2009 01:07
شهدت العاصمة العمانية مسقط مؤخرا أكبر تجمع ثقافي شارك فيه نخبة كبيرة من المثقفين والأدباء العمانيين ورجالات القضاء من خلال ندوة بعنوان '' الكلمة•• بين فضاءات الحُرِّية وحدود المُساءلة'' نظمتها الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء تمت فيها مناقشة وضع الكلمة في ظل اللغط الذي تعيشه في عمان• وتناولت الندوة الكتابة بأشكالها ومضامينها المختلفة سواء على مستوى الطرح الفكري المتنوع والمثير لإشكالات الرضى والسخط، أو على مستوى الإعلام وانتهاء بمناقشة القوانين المحددة لهذا الجانب في سلطنة عمان• كما تناولت الندوة الكتابة في الفضاء المعلوماتي وحريتها بين المحدودية واللامحدودية وتطرقت إلى حرية الكتابة بالمواقع الإلكترونية متضمنة أهمية وجود منتديات نقاش حول القضايا الاجتماعية والسياسية، وجدوى النقاش في إثراء الواقع المعاش والارتقاء بالشفافية بين المواطن والمسؤول• وضمن الأوراق المقدمة في الندوة ورقة بعنوان ''محراب الفراشة وتجربتي مع التدوين الإلكتروني'' أشار الدكتور زكريا بن خليفة المحرمي (كاتب ومدوّن) إلى أن المثقف في وعيه بمحيطه الاجتماعي، وقراءته لتنوع مكونات مجتمعه الثقافية، وإدراكه الذاتي لتميزه الفكري، واستحضاره الواعي لموقعه الاجتماعي وواجباته الثقافية كمثل الفراشة التي تطير من زهرة معرفية إلى أخرى ومن بستان ثقافي إلى آخر في وعيها بجمالها وتميزها عن غيرها• بل قد تستبد ببعض المثقفين روح الوعي بالذات حتى تصل بهم إلى درجة (النرجسية) التي ربما تكون ـ أحياناً ـ مرضية الأمر الذي يجعل المثقف متوحداً ومنكفئاً في وحشة العزلة التي اختارها في برجه العاجي بعيدا عن المجتمع وهمومه• ويضيف المحرمي ''يبحث المثقف عن الحرية كما تبحث الفراشة عن الضياء، وكل فضاء يعطي المثقف مددا من حرية هو محراب يسجد فيه المثقف ويصلي ويقترب من حضرة التجلي فتنكشف أستار الكلمة وتتبدى آفاق الحكمة، إنها لحظة الإبداع، إنها خمرة الإمتاع التي من ذاقها اشتاقها وصار من عشاقها، ولا شك أن التقدم الثقافي والفكري في سلطنة عمان قديم قدم هذه الأرض وشعبها، لكن تميزت الحقب السالفة باقتصار الريادة المعرفية على مجموعة قليلة من الناس، أما اليوم فقد انكشفت سماء المعرفة على الجميع، وصار التمايز اليوم بين المثقف وغيره أشد صعوبة منه في الماضي، حيث كان المثقف هو المتعلم وغيره هو الجاهل الذي لم ينل حظاً من التعليم، صار تحديد المثقف وتمييزه اليوم فيه الكثير من الإشكالات والالتباسات، البعض يرى أن المثقف هو الشاعر، والبعض الآخر يرى أن المثقف هو الأديب، وآخرون يرون أن المثقف هو المشتغل بالقراءة، والأكاديميون يقدمون أنفسهم باعتبارهم آلهة الثقافة دون غيرهم، وأنا أزعم أن المثقف هو الشخص الواعي بواقعه وهموم مجتمعه وتطلعات أمته، الحاصل أن انتشار التعليم وتوفره للجميع وإن أدى إلى انتشال المجتمع من الأمية إلا أنه أفقده الارتباط بالمثقف الحقيقي القادر على تشخيص علله وتطبيب أوجاعه• افتقد المجتمع الشعور بالحاجة إلى المثقف، فالمجتمع صار يشعر بأنه غير محتاج إلى وصاية جديدة تفرض عليه بجانب الوصايات الكثيرة التي يرزح تحتها''• كما قدم الدكتور المحامي محمد أبوعرام في الندوة نتائج وتوصيات أبرزها أن اختراق القانون أدى إلى قيام المشرع العماني بتعديل أحكام قانون تنظيم الاتصالات، كما أدى ضبط السلطات المختصة لمخالفات النشر الإلكتروني إلى انضباط سلوك الأفـراد مع أحكام هذا القانون، تحقيقاً للصالح العام• و''نوصى'' كل مستخدم للنشر الإلكتروني بتحري الصدق والنقد البناء تحقيقاً للصالح العام، والنأي عن الانزلاق في مغبة التعرض للغير بالطعن أو بالإهانة أو النقد الهدام• يشار إلى أن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء أرجأت الإعلان عن توصيات الندوة إلى وقت آخر يتم خلالها الدقة في انتقاء التوصيات بما يرضي الكلمة وحريتها وحدود مساءلتها
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©