اختتمت أمس بنادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي فعاليات الورشة الثالثة للربط الأسري ولم الشمل والبحث عن المفقودين التي نظمتها هيئة الهلال الأحمر بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر·
وناقشت الورشة على مدى يومين عددا من أوراق العمل المقدمة من الهيئة واللجنة الدولية حول الأسس القانونية لإعادة الروابط الأسرية والبحث عن المفقودين نتيجة الأزمات والكوارث والاستخدام الأمثل للوسائل المتاحة والأشكال والأدوات في هذا الصدد، إلى جانب الإجراءات الإدارية التي يجب إتباعها في مثل هذه الظروف·
وشارك في الورشة عدد من المسؤولين والقيادات وعاملون ومتطوعون في الهلال الأحمر·
وتحدث في الجلسة الختامية خضر عمر نائب المفوض الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لشبه الجزيرة العربية، مؤكدا أن هيئة الهلال الأحمر تعتبر من الجمعيات الوطنية النشطة والسباقة في تنفيذ الاستراتيجية العشرية للحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر وخاصة اهتمامها بأنشطة إعادة الروابط العائلية وضمان استقلالية هذه الأنشطة وبناء قدراتها في هذا المجال·
وأضاف: اليوم تبرهن جهودنا المشتركة على متانة العلاقات بين هيئة الهلال الأحمر واللجنة الدولية ولا يقتصر تعاوننا على ورشة العمل هذه، بل يتعداه إلى مدى أبعد وطموح قابل للتوسع، مشيرا إلى مجالات التعاون السابقة بين الجانبين·
وقال إن الهيئة دعمت ومولت ودعمت عددا من برامج ومشاريع اللجنة الدولية منها على سبيل المثال مشروع توزيع الطرود الغذائية للمعوزين في العراق وفلسطين، بالإضافة إلى مساهماتها المنتظمة في النداءات الطارئة والعاجلة التي تطلقها اللجنة الدولية لدعم ميزانيتها، مشددا على أن الجانبين يسعيان دائما لتعزيز شراكتهما استجابة للحاجات الإنسانية العاجلة في الشرق الأوسط وأفريقيا· وقال عمر إن الورشة سلطت خلال اليومين الماضيين الضوء على بعض النقاط الواردة في الخطة الاستراتيجية العشرية، خاصة الترويج لأهمية أنشطة إعادة الروابط العائلية وضمان استقلالية هذه الأنشطة إلى جانب بناء القدرات، مشيرا إلى أن إعادة الروابط العائلية هو مصطلح عام يطلق على مجموعة من الأنشطة التي تهدف للحد من حالات انفصال العائلات و اختفاء أعضائها واستعادة الاتصال بين العائلات والمحافظة عليه ومعرفة مصير الأشخاص المفقودين·
وأكد أن الحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر تعيد البهجة والسرور سنويا لمئات الآلاف من الناس من خلال أنشطة إعادة الروابط الأسرية·
من جانبه استعرض عبدالرحمن الطنيجي مدير الإعلام والعلاقات العامة في الهلال الأحمر من خلال ورقة العمل التي قدمها أمام الورشة المبادئ الأساسية التي تعمل في إطارها الحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر، مشيرا إلى أنها تتضمن ثلاثة أقسام رئيسية أولها المبادئ الجوهرية التي تتضمن الإنسانية وعدم الانحياز والمبادئ المشتقة التي تشمل الحياد والاستقلالية، وأخيرا المبادئ العضوية التي تتضمن الخدمة التطوعية والوحدة والعالمية·
وأكد أن هذه المبادئ تحكم مسيرة الحركة الدولية وتضمن استقلاليتها وتعزز جهودها في العمل و الحركة من أجل صون الكرامة الإنسانية وتحسين ظروف المستضعفين·
إلى ذلك، قدم جون ستريك مندوب الحماية في البعثة الإقليمية للجنة الدولية بالكويت عرضا تعريفيا عن الحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر وأنشطة الحماية التي تقدمها اللجنة الدولية، مشيرا إلى أن اللجنة الدولية التي تتخذ من جنيف مقرا لها تتواجد في حوالي 80 دولة حول العالم ويعمل بها 12 ألف موظف·
واستعرض أشكال الحماية التي تقدمها اللجنة إلى ضحايا النزاعات المسلحة والعنف الداخلي سواء أن كان عسكريا أو مدنيا، إلى جانب حماية السلامة البدنية والنفسية من الانتهاكات العمدية·
كما تحدث علي عبدالله مساعد مسؤول الحماية في مكتب اللجنة الدولية في العاصمة الأردنية عمان عن أهداف إعادة الروابط العائلية، والتي من أهمها تقديم المساعدة وتوفير الحماية من أجل تخفيف المعاناة واستعراض الحالات التي يتدخل فيها الهلال الأحمر أو الجمعية الوطنية، مشيرا إلى أنها تتم عند انقطاع الاتصال بين العائلات بسبب نزاع مسلح أو اضطرابات داخلية وعند انقطاع الاتصال نتيجة كارثة طبيعية أو بسبب وضع إنساني من أي نوع آخر· وقال إن استراتيجية إعادة الروابط العائلية تتمثل في تلقي الأخبار من المناطق المنكوبة وتنظيم تبادل المراسلات العائلية و طلبات البحث الفردية والكشف عن مصير الأشخاص المفقودين والتسجيل وحماية القصر الذين فقدوا عائلاتهم·
وأوضح أن الوسائل المستخدمة لاستعادة الروابط العائلية تشمل رسائل الهلال والصليب الأحمر وطلبات البحث عن المفقودين ونشر الأخبار في الصحف والاتصالات المتنقلة ونشر الأخبار العائلية عبر الشبكة المعلوماتية وتسجيل الأطفال واستخدام وسائل سفر الصليب الأحمر·
وأعربت فتحية النظاري مدير إدارة الإسعاف و سلامة المجتمع في الهلال الأحمر عن تقديرها للمشاركين في أعمال الورشة وجهودهم الخيرية المستمرة من أجل الارتقاء بآليات العمل الإنساني من خلال حرصهم ومشاركتهم في فعاليات مثل هذه الورش والدورات التدريبية لتنمية القدرات وتطوير المهارات في واحدة من أهم المجالات وأكثرها حيوية في وقتنا الراهن· وتقدمت بالشكر والتقدير للجنة الدولية للصليب الأحمر على شراكتها الدائمة مع الهلال الأحمر والعمل سويا وتلبية متطلبات الهيئة في مجال إعداد وتدريب منتسبي الهيئة و كوادرها التطوعية· ''وام''
الرميثي: الورشة تدعم خطط تدريب كوادر الهيئة
أكد سعادة محمد حبروش الرميثي نائب الأمين العام للشؤون المحلية في ''الهلال الأحمر'' في ختام الورشة إن الورشة تعتبر الثالثة التي تنظمها الهيئة داخل الدولة، مما يؤكد اهتمامها بهذا الجانب الحيوي والهام والتزامها بتنفيذ الاستراتيجية العشرية للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر حتى عام ،2010 خاصة في مجال تأهيل وتدريب الكوادر التطوعية للهيئة ودعم قدراتها في عدد من المجالات الهامة· وشدد على أن تنظيم الهيئة لمثل هذه الورش يؤكد فهمها العميق لمتطلبات العمل والحركة وصقل مهارات منتسبيها وكوادرها التطوعية وتزويدهم بالخبرات اللازمة التي تمكنهم من أداء رسالتهم الإنسانية على الوجه الأفضل·
وقال إن عملية البحث عن المفقودين وإعادة الروابط الأسرية في أعقاب الأزمات والحروب تمثل تحديا كبيرا للعاملين في الحقل الإنساني؛ لأنها تمر بمراحل معقدة وتتطلب مهارات خاصة؛ لذلك تجيء أهمية مثل هذه الورش للإعداد الجيد واكتساب الخبرة اللازمة للتعامل معها·
عدد اليوم
