الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زينب السعيدي تخضب الأكف بالقصائد

زينب السعيدي تخضب الأكف بالقصائد
12 فبراير 2011 20:38
“الحناء” بينها وبين المرأة ‘’قصة جمال’’ لا تنتهي فصولها أبداً. رافقتها منذ الزمان الغابر والعصور القديمة، بل ربما كانت وسيلتها الأولى للتزين والحصول على تلك اللمسة الأنثوية الجميلة التي تطلق في روحها عصافير الهناء لتزقزق عالياً في سماء بيتها المفتوح. وبرغم أنها عادة قديمة لكنها ما زالت الكثير من النساء يعشقن تخصيب أرجلهن وأقدامهن بالحناء سواء كان النقش برسومات هندية أو نقوش الورود. بدأت زينب السعيدي بنقش الحناء على الأيادي والأرجل منذ صغرها وأضافت رسومات ونقوشا مختلفة تماماً، وليكون لها خط مميز في عالم الحناء ابتكرت نقوشا على شكل “الخط الديواني” لتقدم في كل يوم فصلاً جديداً ما تزال ترويه كقصة جمال تتكرر على أيدي الصغيرات والفتيات. والبطلة في حكاية السعيدي هي “الحناء” هذه العجينة التي وجدت فيها المرأة سراً من أسرار الجمال، ولوناً فريداً من ألوان الأنوثة التي ابتدعته وطورته بأناملها الناعمة، ثم سرعان ما صار فناً شعبياً له عشاقه، وواحدا من عناصر الجمال لا تكتمل زينة المرأة إلا به• عن بداية زينب السعيدي في نقش الحناء تقول :”الحناء وسيلة تجميلية عرفتها المرأة منذ القدم وهي من أهم الأدوات التي تستعملها المرأة للتزيين، وإذا كانت مرتبطة بالأفراح والمناسبات السعيدة في أي وقت، فهي سمة من سمات العرس الخليجي عامة والإماراتي بصفة خاصة، وتمارسها النساء ضمن عادات وتقاليد العرس الذي لم يتغير حتى الآن”. تتابع السعيدي: “بدايتي الفعلية في نقش الحناء كانت منذ الصغر. حيث كان أخواتي الصغيرات هن من أقوم على نقش أياديهن وأرجلهن وكانت معظم الرسومات تتشكل على هيئة ورود ورسومات على مختلف الأشكال، لكن مع مرور الوقت أصبحت النقوش مختلفة”. تبتسم السعيدي وتقول: “منذ عام تقريبا أردت أن يكون لي ستايل معين، حيث تبلورت لدي الكثير من الأفكار لكن الفكرة التي لاقت رواجاً وإقبالاً أكثر من قبل الفتيات والنساء هي نقوش على شكل خطوط عربية تميل إلى “الخط الديواني” من هنا انتشر صيتي تدريجيا بين النساء والفتيات، حتى أصبحت مطلوبة في جميع المناسبات والأفراح، لتتحول الهواية إلى مهنة وتجارة”. هواية وبزنس بعد أن أصبحت الكثير من الفتيات يطلبن النقش بالخط الديواني. تستكمل السعيدي حديثها وتقول: “فضلت أن أحول الهواية إلى بيزنس. وذلك من خلال الذهاب إلى الفتيات اللاتي يطلبن مني أن أقوم بنقش لهن لفرح ما أو مناسبة سعيدة”. تصمت وتضيف “معظم ما أقوم بنقشه هو من وحي الخيال، حيث تتوارد الأفكار في مخيلتي وأترجمها على يد الفتيات والنساء، اللاتي يطلبن هذا استايل الحديث والذي أصبح رائجا عند الكثير منهن”. لكن في نفس الوقت تنتقد السعيدي بعض من يسرق أفكارها وتقول: “بعد انتشار نقوشي أصبحت الكثير من الحنايات يقلدن ذلك، ويسرن على نفس نمط الخط لكن الغالبية العظمى لا يتقن هذا الخط. وكل ما أتمناه أن يكون لي ملكية خاصة في نقوشي ولا يقوم أحد بتقليدها من باب التجارة والربح المادي ويكون ذلك على حساب فكرتي”. حناء زمان اختلفت أشكال الحناء اليوم عنها في أيام زمان. عن ذلك تقول السعيدي: “كانت النقوش في ذلك الوقت مختلفة ولكل نقشة اسم فنقش ‘’القصة’’ للعروس والمتزوجات من الشابات، أما الفتاة قبل الزواج فكان عليها أن تتخضب على شكل ‘’الغمسة’’ وهي طلاء اليد كاملة كالقفاز، وكذلك الكبيرات في السن يتحنين بنقش الغمسة. أما اليوم كما تلفت السعيدي: “طغت رسمات ونقوش حديثة وجميلة فهناك النقش الهندي، والنقش برسومات على شكل زخارف أو أوراق، وعادة ما تكون النقوش بحسب طلب الزبونة، ولا توجد منطقة محظورة في الجسد، حيث تفضل بعض النساء أن يكون النقش على كامل الرجلين من أسفل القدم حتى أعلى الفخذ، وبالنسبة لليدين فمن الكف والمعصم حتى الكتف. وفي بعض الأحيان تأتى نساء متزوجات يطلبن أشكالا من الرسومات والنقوش تتناسب مع رغباتهن، بينما البعض من الفتيات العازبات يفضلن أن يكون النقش على كامل اليدين والرجلين”. تتابع السعيدي: “توجد الكثير من «النقشات» التي ظهرت في وقتنا الحالي ولكن توجد فئة تفضل النقش الهندي والتي تتميز بصغرها وتلاصقها وفئة اخرى تفضل النقش الإماراتي القديم الذي يتميز بالأشكال الهندسية الصغيرة والكبيرة والنقش السوداني، ويتشكل على هيئة أزهار وأساور، وهناك عدد محدود من النساء يطلبن النقش بصورة مستمرة مرة أو مرتين في الأسبوع، بينما الفتيات الصغيرات يقبلن أكثر على نقوش خفيفة ولا يحبذن الحناء على أطراف الأصابع ويفضلن تلوين الأظافر بالمناكير”. أسعار معقولة عن الأسعار تقول السعيدي: “لكل نقش سعر، والسعر يعتمد على الجهد المبذول والوقت الذي يستغرقه النقش، فالبعض منهن يكتفين بالرسم في كف اليد فقط، وأخريات يرغبن أن تكون الرسومات إلى الكتف، لكن النقوش الصغيرة أغلى بشكل عام”. عما يميز حناء ونقوش العروس تلفت السعيدي وتقول: “نعم العروس تختلف اختلافا تاماً عن باقي الفتيات، لأن نقشها يجب أن يكون مميزاً فهو يملأ يديها وقدميها حتى الجوانب والبعض من العرائس يطلبن النقش الناعم وأخرى تريد “متروس” أي نقوش كثيرة. والباحثة عن التميز تطلب نقشة معينة صممتها من مخيلتها لتكون مختلفة عن المعازيم وبقية أفراد العائلة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©