فهد الأميري (أبوظبي)
تستحوذ قيمة تصاميم المشاريع العقارية في أبوظبي على نحو 8% من إجمالي قيمة المشاريع، بحسب مدراء مكاتب استشارية في أبوظبي، حيث أكدوا أن المشاريع العقارية باتت تتطلب مستوى عالٍ لتواكب النهضة العمرانية التي تشهدها الإمارة.
وأشاروا على هامش مشاركتهم في معرض سيتي سكيب أبوظبي 2016 إلى أن هناك تغيراً ملحوظاً في متطلبات التصميم العقاري في الدولة، إذ شهدت التصاميم المتفردة، والمعاصرة، والتراثية طلباً مرتفعاً خلال السنوات الخمس الماضية.
وقال تامر عبد الفتاح، مدير تطوير الأعمال في شركة «جي آل أيه» الدولية للهندسة، إن الشركة ترصد العديد من الأفكار لتصاميم المباني، وتطورها بما يناسب كل مشروع، ويمثل معرض سيتي سكيب منصة مهمة تساعد في بلورة الأفكار والتصاميم، لافتاً إلى أن التصاميم تقتبس من بعضها، وتقوم بتعديل تلك التصميمات.
وأضاف: «معظم العملاء ومرتادي مكاتب الاستشارات يقبلون على اختيار التصاميم المعاصرة عند بناء منازلهم، كونها تحقق الانسجام بين تصميم المبنى خارجيا وداخلياً، وهذا ما تسعى مدرستنا المعمارية لتقديمه لعملائها، ونحن نطبق أفكار العملاء التي يطرحها ونرسمها على أرض الواقع مع مراعاة إسداء النصح المناسب له في بعض الأمور والتفاصيل التي قد تغيب عنه من ناحية استشارية.
وحول إجمالي كلفة تصاميم المباني السكنية التي تعتمدها مكاتب الاستشارية قال عبد الفتاح، «تختلف كلفة الاستشارة من مشروع لآخر حسب متطلبات المشروع، إذ يكون هناك مشاريع معقدة تحتاج إلى مجهود كبير، ما يجعل نسبة الاستشارات تتراوح بين%1 إلى 8%.
من جانبه، قال عماد مقطاش، المدير العام في «افنت جارد» للاستشارات المعمارية: «المشاركة في سيتي سكيب تعد إضافة كبيرة لنا كون هذا المعرض يتيح للمشاركين طرح أفكار جديدة وفرصة للتعلم، إذ يفضل معظم عملاء المكاتب الاستشارية التصاميم المعاصرة، إلا أن الآونة الأخيرة شهدت اتجاه فئة كبيرة لاختيار تصاميم شرقية تتسم بالطابع المعاصرة.
وأوضح أن طلب العملاء من الشروط الأساسية التي تتم مراعاتها عند إعداد التصاميم الخاصة بالمباني السكنية، إلا أن دورنا وواجبنا كاستشاريين يحتم علينا محاولة إقناع العميل بأهمية الإضافات التي تعطي أهمية ومظهراً جمالياً لتصاميم منزله مع مراعاة أن لا يتم تغير الفكرة العامة للتصميم. وقال تبلغ قيمة الاستشارة عادة في المشاريع الصغيرة (فيلا على سبيل المثال) نحو 6% من إجمالي قيمة المشروع، في حين تتراوح بين 4% إلى 5% في المشاريع الكبيرة (مثل المجمع السكني) من القيمة الإجمالية للمشروع، لكن في ظل الطلبات المرتفعة، والتي أصبحت أكثر دقة، فالمشروعات التي تمتلك تفاصيل دقيقة وكثيرة تصل قيمة تصاميمها إلى 10% من قيمة المشروع.
في السياق ذاته، قال طارق الحسن، استشاري عقارات في شركة «AW ARMSTRONG» إن التصاميم السكنية المعاصرة، خصوصاً التي تعتمد المعايير الخضراء واستدامة الطاقة باتت الأكثر طلباً من العملاء، والكثير منهم بات يفضل المجمعات السكنية لمزودة بالخدمات المتكاملة كالحدائق، والمراكز الصحية، ومراكز التسوق.
وأضاف: «من ناحية أفكار التصاميم التي ننفذها فهي التي تطرح من قبل العملاء ونعمل على تطويرها، أما قيمة التصاميم تتراوح من 3% إلى 4% من إجمالي قيمة المشروع، فيما تتراوح قيمة الإشراف على المشروعات بين3% إلى 4%، ما يعني أن القيمة الإجمالية للتصميم والإشراف تتراوح بين6% و8% من إجمالي قيمة المشروع، وهي نسبة ثابتة لا تتغير ولكن تكلفة البناء هي التي تتغير».
التصاميم التراثية
قالت هيفاء مسلم، مديرة التصميم في «افنت جارد»: «عملت ضمن الفريق الذي نفذ تصميم السوق الشعبي، والذي تم استلهام فكرة تصميمه من الموروث الشعبي للمرأة الإماراتية، كما اعتمدنا على الطراز الإسلامي في التصميم، إضافة إلى الألوان التي اخترناها للمشروع من رمل البحر من شواطئ أبوظبي، فهو مشروع مستوحى من طابع الأرض، أما مشروع السدو التابع للقدرة العقارية فهو عبارة عن خمسة أبراج سكنية في الريم فكرته مميزه ومأخوذة من الطابع التراثي الإماراتي وتحديدا من حرفة السدو اليدوية إحدى أبرز الحرف التقليدية الإماراتية».
عدد اليوم
