الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوطين والصورة النمطية

16 مارس 2010 22:29
بعض المسؤولين يضع مسألة التوطين ضمن الشعارات التي يجب أن ينادي بها لأنها تجذب الأضواء، لكن قلة من أولئك المسؤولين يعنون ذلك أو ينوون تنفيذ تعهداتهم بالتوطين، ولذلك تبقى مسألة التوطين في محلها ويبقى عدد المواطنين الباحثين عن عمل يتزايد عاما بعد عام، وتســتغرب أن بعض أولئك المســـؤولين لديه فكرة قديمة وسيئة عن الموظف المواطن فهو يعتقد انه قليل الكفاءة كسـول او متهــاون ومتهرب من مسؤوليات العمل وأنه يحب أن يكون مديرا وبراتب ضخم قبل ان يحصل على الخبرة المناســـبة تؤهله لذلك، وإجمــالا فهو غير مــواكب لمتطلبات الوظيفة في عصـــر العولمة وان الخبير الأجنبي هو الخيار الأفضل والاريح وبلا توطين ولا وجع رأس.. وتستغرب أن هذا المسؤول يسـتثني نفســه بطبيعة الحال من هذه القاعدة وينسى انه هو أيضا مواطن وانه لو كان الموظفون المواطنون بهذا السوء فما الذي يجعله مختلفا ليصل إلى منصبه الحالي؟.. لقد توارث بعض المسؤولين تلك الصورة النمطية السيئة من أجيال من الموظفين الذين تم استقدامهم في البدايات في وقت كان الشباب غير عما هم الآن، تغير الزمن وتغير شباب الأمس وصار لديهم وعي متزايد بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه بلادهم ومجتمعهم ودورهم في المساهمة في تنفيذ الاستراتيجية الاتحادية للدولة وأصبحوا قادرين على المساهمة بشكل فاعل في البناء. ودلالة على ذلك يكفي ان نرى كل هؤلاء الشبان المبدعين الذين يعملون في مختلف المجالات والقطاعات داخل الدولة وخارجها. وزارة العمل أضاءت شمعة في ظلام ليل الشباب الباحثين عن عمل فهي أعلنت أنها وظفـت خلال الأشــهر العشـــرة الأخيرة 284 موظفا من مختلف الفئات القيادية والإشرافية والتنفيذية والتخصصية. غير أن هذه الوزارة تحمل اسم وزارة العمل ما يعني أنها وجدت لتعمل على توفير العمل للأيدي العاملة كما في بقية دول العالم، تمكنت خلال العقود الماضية من التخلي عن ذلك الدور لتهتم بالعمالة الوافدة، ويصبح توظيفها لمثل هذا العدد من المواطنين انجازاً يستحق الاحتفـال لأنه الأكبر منذ أكثر من عشر سنوات، في تاريخ الـوزارة التي تحتل مركزاً متقدماً ضمن الجهات الاتحادية والمحلية في مجال التوطين، حيث تصل نسـبة توطين الوظائف فيها 98%. غير أن توظيف هذا العدد يبقى انعكاسا لرؤية معالي وزير العمل الذي عبر عن ثقته بالكفاءات الوطنية وقدرتها على إدخال إضافة نوعية على خدمات الوزارة.. سعيد سالم rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©