السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقوق الإنسان·· والمفهوم المقلوب

28 أكتوبر 2007 01:30
مفهوم حقوق الإنسان فيه آيات ودلائل وعجب، فبه رفعت الشعارات وعلت الهتافات والنداءات وأنشئت المنظمات الداعية لترسيخ هذا المفهوم·· ولم يعلم الغرب أو الشرق أن الإسلام أول من ضمن للإنسان حقوقه في الحياة·· فمن حقوق الإنسان في الإسلام أن يحسن الزوج اختيار الزوجة الصالحة·· وكذلك اختيار الاسم الحسن للابن·· وأن يحسن تربيته وتنشئته النشأة الصالحة؛ لأن الأبناء هم اللبنة الأولى في المجتمع الإسلامي·· وكذلك بأن يحسن الأب تعليم ابنه التعليم الذي يعود عليه وعلى أمته بالنفع والفائدة·· وأن يحسن اختيار الأب الرفيق والصديق الصالح لابنه، وكذلك على الأم أن تحسن اختيار الرفيقة الصالحة لابنتها·· إضافة إلى تعليمها أمور دينها وحثها على التمسك بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة·· وأن يحسن الأب اختيار الزوج الصالح لابنته· حقوق الإنسان في مفهوم الدول الحديثة تعني توفير الأمن والتعليم والصحة والمسكن وتوفير فرص العمل وحرية التعبير·· أما المفهوم الحالي والشعارات التي تنادي بها منظمات حقوق الإنسان فهي أمر محزن وواقع مر وأليم·· فهي تنادي بالحرية الشخصية مما نتج عنها ضياع القيم النبيلة ودفن العادات والتقاليد بين طيات الثرى·· ومن المؤسف والمحزن أن ترى الكثير من الشباب والفتيات قد انجرفوا خلف أوهام التقليد الأعمى للغرب·· فقد ارتدى الشاب الإسورة في اليد والحلق في الأذن والسلسلة الذهبية في الرقبة والملابس الغربية التي تحمل صور وأسماء الفنانين والممثلين الغربيين الماجنين·· وأطلق شعر الرأس حتى وصل إلى أسفل الكتف·· واستبدل شريط وكاسيت القرآن والحديث والأناشيد الإسلامية بالأشرطة الماجنة والأغاني الفاتنة والهابطة· ومن المؤسف أن ترى الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي قد قاموا بتقليد ما ذكرنا أعلاه·· والكثير منهم قاموا بربط شعورهم بلفات وربطات الشعر النسائية، وهذا للأسف ما شاهدته بعيني مرات عديدة·· إسورة هنا وحلق أذن هناك وربطة شعر في موقع آخر·· وإذا ما تحدثت مع احدهم سوف تأتيك إجابته: إنها حقوق الإنسان والحرية الشخصية، وهذه شخصيتي وأنا حر في حياتي· أية حرية هذه وكرامة الإنسان تدأس وتدفن العادات والتقاليد في أوحال التقليد الأعمى والرذيلة؟ فقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان وأعلى من مكانته وشأنه ورفع من قدره· فهل من حقوق الإنسان والحرية الشخصية أن يكون بدل المصحف (كمنجة)، وبدل السواك سيجارة، وبدل العصائر مشروبات روحية ومخدرات، وبدل الاستماع لأشرطة القرآن الكريم والمواعظ أغاني ماجنة، وبدل التغني بجمال الطبيعة والتأمل إلى ما خلق الله سبحانه مشاهدة الأفلام الهابطة والمسلسلات الإجرامية؟ فهل هذه هي الحقوق التي ندعيها نحن ونسعى إلى تطبيقها في وطننا الإسلامي؟ هل ماتت الغيرة ودفن الضمير؟ هل عندما أشرق فجر العلم بقينا نحن في الظلام؟ فليعلم دعاة حقوق الإنسان والمنادون بالحرية الشخصية أن كل ما يسعون إلى تنفيذه لن يجدي؛ لأننا أمة الإسلام لازلنا محافظين مهما سعى الغرب والمستشرقون الى المساس بعقيدتنا وطمس هويتنا ودفن عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة؛ وقد ارتوينا من معين محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينضب للأبد·
المصدر: قدفع-الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©