أحيت فرقة أغاني العاشقين الفلسطينية ذكرى قيام الثورة الفلسطينية في الأول من يناير، على مدرج المسرح الوطني في أبوظبي مساء أمس الأول، في احتفال قدمت فيه العديد من أهازيجها ودبكاتها الوطنية والتراثية التي تتحدث عن الصمود ومواجهة العدو، وتغنت بالمدن الفلسطينية والعربية، وسط حشد كبير من الجماهير التي غصت بها جنبات المسرح.
ووقفت الجماهير ساعات طوال تنتظر ظهور الفرقة على خشبة المسرح، كبارا وصغارا نساء ورجالا حملوا الأعلام وهتفوا بحب البلاد، واندفعوا غير مبالين بعدسات الكاميرات أو عيون الناس يرقصون على جراحهم، أمام خشبة المسرح، أما الصغار فانطلقوا حاملين أعلام بلادهم يركضون، أمام الجمهور العريض الذي كان يردد مع الفرقة الأغاني التي قدمتها.
وحضر الحفل، الذي أقيم تحت رعاية وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع خيري العريدي السفير الفلسطيني لدى الدولة، وقاسم رضوان قنصل عام فلسطين في دبي، وحشد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية.
وتخلل الحفل الذي نظمته اللجنة الاجتماعية الفلسطينية في أبوظبي عرض فيديو يتحدث عن مسار القضية الفلسطينية، ويعرض الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، كما تم إلقاء العديد من القصائد التي تحشد الهمم وتتحدث عن الأرض السليبة وعن المشاعر التي تكتنف كل عربي على العموم وكل فلسطيني من جراء ما يقع على أرضها من انتهاكات، وقبل ذلك وفي بداية الحفل وقفت الجموع الكبيرة احتراما للنشيد الوطني الفلسطيني،، وبعد ذلك تم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت الطفل أحمد ماهر.
ووسط تفاعل الجمهور، تغنت الفرقة بحب فلسطين وعشق ترابها وانتظار العودة إلى الأرض التي طالما حلم الفلسطينيون باستنشاق عبير هوائها، وقدمت عروضاً وفقرات شعبية وسط تفاعل الحضور، ورقص جماعات وفرادى أمام الخشبة، كما تضمن الحفل فقرات راقصة لعدد من أعضاء الفرقة عبرت عن التراث والثقافة الفلسطينية، وأدت الفرقة لوحات فنية سافرت بالجماهير ورحلت بهم بدون جوازات سفر إلى أرضهم.
وقدم سفير فلسطين الدكتور خيري العريدي كلمة تلاها أمام الجماهير تحدث فيها عن دولة الإمارات وعن الإنجازات العظيمة التي تحققت في عهد الاتحاد، وتطرق في كلمته للقضية الفلسطينية والموقف العالمي تجاه ما يحصل فيها من انتهاكات، وتحدث أيضاً عن انطلاقة الشرارة الأولى للثورة الفلسطينية، وندد بالتهويد التي يعرفها القدس، وعملية الاستيطان ، وتحدث أيضاً عن الذكرى 47 لانطلاق حركة التحرير الفلسطينية، وحاول من خلال سرده للأحداث التاريخية ربط الأجيال الحالية بقضيتهم، وقال أيضاً إن القدس راجعة، ووصفها بعاصمة العواصم وأرض الأنبياء.
من جهته قال رئيس اللجنة الاجتماعية سائد رزق في كلمته التي ألقاها خلال الحفل إن اللجنة الاجتماعية تتشكل من أبناء الجالية الفلسطينية، الذين يحملون عشق فلسطين في عروقهم، وتجمعهم أهداف واحدة وهو التواصل بين كل الشرائح، مشيراً إلى أن اللجنة تعمل على ترسيخ الهوية الوطنية لبلادهم، لتكون فلسطين حاضرة ملونة بلون الأرض لتخلد في ذكراهم ويستحضرونها في قلوبهم ومشاعرهم.
ومن جانب آخر أشار إلى أن اللجنة تهدف أيضاً إلى الحفاظ على التراث وتوثيق العلاقات بين أبناء الجالية وتفعيل العلاقات بين مختلف الجاليات الأخرى المقيمة على أرض الإمارات، موضحاً أن اللجنة الاجتماعية تساهم في إحياء فعاليات اجتماعية وتقيم حفلات تعرف بالتراث الفلسطيني، ونوه سائد إلى أن الهدف الأسمى من اللجنة الاجتماعية هو خدمة أبناء الجالية الفلسطينية. وتشكل فرقة العاشقين الفلسطينية منذ نشأتها حالة ثقافية، إذ جسدت نضال الشعب الفلسطيني من خلال لوحات غنائية متنوعة اعتمدت في بداياتها على الأغنية التراثية الشعبية، لتثبت أن المواجهة ليست بالبندقية فحسب، بل بكل ما يمتلكه الفلسطيني من مقومات ثقافية.
ويذكر أن فرقة العاشقين تأسست عام 1977 على يد الملحن الفلسطيني حسين نازك والشاعر أحمد دحبور، وغنّت الفرقة آنذاك لكبار الشعراء، وعلى رأسهم محمود درويش وتوفيق زياد، إضافة إلى دحبور وسميح القاسم وآخرين.
عدد اليوم
