الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات المساهمات الخاصة تستعد لموجة جديدة من النمو في 2010

شركات المساهمات الخاصة تستعد لموجة جديدة من النمو في 2010
16 مارس 2010 22:49
تستعد شركات الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط لبدء موجة جديدة من النمو في صفقات الاستحواذ والتملك التي تراجعت بنسبة بلغت 67 % منذ تفاقم حدة الأزمة المالية العالمية في شهر سبتمبر الماضي وحتى الشهر ذاته من عام 2009، حيث لم يسجل سوى 12 صفقة فقط بقيمة 359 مليون دولار(1.3 مليار درهم) مقارنة مع 1.4 مليار دولار(5.1 مليار درهم) للفترة ذاتها من العام الماضي، وفقاً لخبراء ماليين. وقال مسؤولون في شركات الملكية الخاصة خلال المنتدى السنوي السادس لمؤسسة “برايفت إكويتي إنترناشونال” الشرق الأوسط الذي بدأ أعماله أمس في دبي، إن بوادر الانتعاش التي بدأت تظهر في الاقتصادات الديناميكية في المنطقة ، بالإضافة إلى الواقعية السعرية الجديدة للأصول ووضوح الرؤية، حفزت شركات الملكية الخاصة للعمل على اقتناص الفرص الاستثمارية العديدة التي تشكلت خلال فترة الأزمة، بما يسمح باستثمار أكثر من 11 مليار دولار من السيولة المتوافرة لدى هذه الشركات والتي يبلغ مجموعها 126 شركة، متوقعين أن يصل حجم الصفقات هذا العام إلى 6 مليارات دولار. وتوقع الخبراء أن يعود نشاط الاستحواذات في منطقة الشرق الأوسط إلى مستويات ما قبل الأزمة باختلاف القيمة التي قد تتراجع بسبب القواعد السعرية الجديدة، والتي قد يغطها من وجهة نظر البعض تحول الشركات للحصول على صفقات بحصص مسيطرة. وقال العضو المنتدب والشريك المؤسس لشركة القلعة هشام الخازندار إن “الأزمة المالية العالمية انعكست بالإيجاب على صناعة الاستثمار المباشر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، لافتاً إلى أن التمويل الموجه للاستثمار المباشر في الأسواق الناشئة تراجع بمعدل 66% في عام 2009، بعد أن كان قد وصل إلى ذروته في العام السابق، غير أن تلك الأسواق استطاعت أن تزيد من حصتها من تلك الاستثمارات من 7% في عام 2004 إلى 26% في العام الماضي لتصبح محصلة الاستثمارات حوالي 674 صفقة تصل قيمتها إلى 22.1 مليار دولار”. ونوه إلى أن “المؤشرات بأنحاء الأسواق الناشئة تدعو إلى حالة من التفاؤل في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى زيادة الاهتمام العام بمجال الاستثمار المباشر في الشرق الأوسط وأفريقيا، مع استهداف الشركة لتأسيس صناديق استثمار الشرق الأوسط وأفريقيا بقيمة 150 مليون دولار”. الركود العالمي وأضاف الخازندار “لقد أدى الركود الاقتصادي في الأسواق العالمية وكذلك الهبوط الحاد في أسعار البترول إلى زيادة التحديات التي تواجهها الشركات في سعيها لجذب الأموال الجديدة، بالإضافة إلى اندثار عمليات التخارج كلياً في العديد من الأسواق الناشئة. غير أن شركة القلعة، وبالرغم من كل ذلك، استطاعت أن تحقق تقدماً ملحوظاً فيما يتعلق بعمليات التمويل الجديدة، إلى جانب تنفيذ عمليات تخارج جزئي من ثلاث من شراكاتها التابعة خلال العام الماضي”. وبدوره أكد مصطفى عبد الودود مدير عام شركة أبراج كابيتال وعضو مجلس الإدارة أن حالة السوق بالنسبة لشركات الملكية الخاصة حالياً باتت أفضل بكثير عن الأشهر الماضية، لافتاً إلى حدوث تحسن قوي في مناخ الاستثمارات الخاصة طويلة المدى وذلك رغم التحديات التي فرضتها الأزمة المالية. وأوضح أن الأزمة وفرت العديد من الفرص أمام القطاع خاصة بعد أن سادت الواقعية البيئة الاستثمارية في المنطقة، والتي سوف تسمح بالاستفادة من شركات الملكية الخاصة كجسر عبور للشركات المتعثرة والتي تواجه تحديات عدة خلال هذه المرحلة. وأشار إلى أن الرؤية الاستثمارية بالنسبة للقطاع باتت حالياً أوضح عن ذي قبل بالإضافة إلى أن قبول رؤوس أموال شركات الملكية الخاصة أصبح أكثر رغبة من قبل الشركات التي تسعى إلى الحصول على تمويل ودخول الأسواق المالية. وقدر عبد الودود حجم السيولة الجافة في قطاع الاستثمار في الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما يتراوح بين 2 إلى 3 مليارات دولار هذا العام، ورجح أن يصل حجم الصفقات التي سيتم إبرامها على مستوى القطاع إلى ضعف هذا الرقم أي ما يصل إلى 6 مليارات دولار. وأظهرت دراسة حديثة لاتحاد الاستثمار في الملكية الخاصة في الأسواق الناشئة عرضت خلال المؤتمر أن حجم ما تم جمعه من أموال على مستوى قطاع الاستثمار في الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا) وصل إلى 1.1 مليار دولار في العام الماضي، مقارنة بحوالي 6.9 مليار دولار في العام الأسبق. استثمارات الملكية الخاصة وذكرت الدراسة أن مستوى التراجع في حجم الاستثمارات في الملكية الخاصة في المنطقة لم يكن بالحدة نفسها، حيث وصلت القيمة الإجمالية للصفقات في العام الماضي إلى 2.2 مليار دولار على 34 صفقة مقارنة بحوالي 3.4 مليار دولار على 67 صفقة في 2008. وأكد عارف نقفي مؤسس شركة أبراج كابيتال ورئيسها التنفيذي خلال جلسة النقاش الأولى ضمن فعاليات المؤتمر أن جميع الأطراف في القطاع باتت أكثر إقبالاً وأكثر رغبة في العودة للاستثمار من جديد. وقال إن القطاع شهد تغييرات مهمة على مدى العام الماضي على خلفية التغير الذي يسود ساحة الاقتصاد العالمي، وقال إن الشركات الناجحة في القطاع هي التي ستتمكن من إدراك التغيير وأن تتواءم معه. وفي الوقت الذي أبدى فيه بعض التفاؤل بأن الاقتصاد العالمي تجاوز الأسوأ بفضل التدخل الحكومي القوي، إلا أنه لم يستبعد أن يواجه الاقتصاد وتعاني الشركات لوقت أطول جراء تبعات الأزمة المالية العالمية. ولفت إلى تحديات مهمة يمكن أن تبرز في المرحلة المقبلة لتهدد مستقبل التعافي الاقتصادي بما في ذلك مخاطر الحمائية والإفراط في فرض وتشديد التشريعات التي تحكم الأسواق. وتحدث عن أهمية العودة إلى المبادئ الأساسية والتركيز على الحوكمة، وقال إنه من المهم في المرحلة المقبلة التركيز على إعادة التفكير في المفهوم الحقيقي للمخاطرة. ومن جهة أخرى أكد نقفي أهمية إحداث تغيير حقيقي على مستوى العلاقة بين شركات الاستثمار في الحصص المحدودة وتلك المعنية بصفقات الاستحواذ بما يسهم في خلق أطر أفضل للتنسيق والتعاون. الإقراض المصرفي ومن جانبه قال عمر لودهي من أبراج كابيتال: إننا شهدنا على مدى الفترة الماضية (من 6 إلى 8 أسابيع) حركة إيجابية على مستوى الإقراض المصرفي، مما من شأنه بطبيعة الحال أن يصب إيجاباً في صالح قطاع الاستثمار في الملكية الخاصة على مستوى المنطقة بصفة عامة. ومن المتوقع أن تشهد حركة الاستثمار المتنامية في سوق المساهمات الخاصة ارتفاعاً ملحوظاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأشهر الـ12 التالية، بحسب ما ورد في آخر استطلاع للثقة بقطاع المساهمات الخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي أجرته ديلويت. ومن المرتقب أن يأتي الارتفاع نتيجة لانخفاض تسعير الشركات وازدياد أعداد المؤسسات المتعثرة وتحسّن طال انتظاره على صعيد الجو الاقتصادي العام. و قال كريس وارد، الرئيس التنفيذي لقسم خدمات الاستشارات المالية في “ديلويت الشرق الأوسط”:”يعتبر عدم الاستقرار السائد في أسواق عروض الاكتتابات العامة سبباً لاعتقاد قطاع المساهمات الخاصة بأن عدداً متزايداً من الشركات التي تحتاج إلى المال لتوسيع آفاق عملياتها أو لإعادة تمويل دينها للبنوك، سوف يتجه إلى مساعدة من قطاع المساهمات الخاصة في العام التالي. وقال” إلا أنه في ظل تزامن صدور تقرير ديلويت، وهو ثالث استطلاع لنا في المنطقة، مع استمرار الشعور بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، فانّه لا يفاجئنا أن نلاحظ اتجاهاً أكثر حذراً مما ظهر في تقاريرنا ودراستنا في الأعوام المنصرمة.” «القلعة» تسعى إلى إغلاق صندوق بقيمة 2,2 مليار دولار قال العضو المنتدب بشركة القلعة عبد الله الإبياري إن شركة القلعة التي تدير استثمارات تصل إلى 8.3 مليار دولار وتمتد في 15 مجالاً صناعياً متنوعاً في 14 دولة، تأمل أن “تغلق صندوقها الأحدث للاستثمار في مشاريع صديقة للبيئة والبالغ قيمته 2.2 مليار دولار بحلول أبريل المقبل، موضحاً أن حجم الاستثمار في هذه المشروعات يصل إلى 3.2 مليار تقوم الشركة بجمع 2.2 مليار دولار من خلال جهات متعددة الأطراف فيما تساهم بنحو مليار دولار “. وأشار إلى أن “القلعة دخلت في شراكة مع الشركة المصرية للتكرير لإنشاء مصفاة لإنتاج ما يزيد على 4 ملايين طن من المنتجات المكررة، بما في ذلك أكثر من ميلوني طن من وقود الديزل (اليورو 5)، وهو أنظف وقود من نوعه في العالم، ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل الكامل بحلول نهاية عام 2013”. وقال الإبياري إن “متوسط استثمارات الشركة يقترب من 700 مليون دولار سنوياً، متوقعاً أن يصل حجم الاستثمارات بين عام 2010 – 2012 إلى 400 مليون دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً إلى أن الشركة ستتوجه إلى مناطق جديدة للاستثمار مثل الجزائر وسوريا وليبيا”. بدوره أكد العضو المنتدب بشركة القلعة للاستثمار المباشر أحمد الحسيني أن “الأزمة أوجدت العديد من الفرص الكبيرة في منطقة الخليج لا سيما الإمارات، وخلقت نوعاً من التقييم المعتدل لتلك الفرص والأصول، ما يدفع المستثمرين والمؤسسات للنظر إلى تلك الفرص بجديه بالغة، ما دام التقييم المعتدل هو الأساس”. وحول قلة السيولة وتمويل المشروعات قال الحسيني إن “صفقات الاستحواذ باتت المتأثر الأكبر من التمويل والسيولة، بينما استمر التمويل للمشروعات والاستثمارات الجديدة على الوتيرة نفسها”. ولفت إلى أن “عائد الاستثمار لصناديق الشركة التي تعمل منذ عام 2004 بلغت 2.4 مليار دولار أي 3 أضعاف استثمارات الشركة، في حين وصل العائد الداخلي إلى نحو 90% من الاستثمارات التي قامت الشركة بالتخارج منها”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©