الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنجان قهوة

29 أكتوبر 2007 00:47
على مشارف السبعين·· تمشي ببطء شديد عندما وقفت أمام مكتبي، دنوت منها فلاحظت علامات الكبر والشيخوخة والبؤس تنظر إليَّ نظرة يملأها الحزن والألم، جلست بالقرب مني وسألتني أين درست؟ في أي مدرسة؟ وأسئلة عديدة عرفت من خلالها أنها معلمة· فقلت لها قولي ما عندك من كلام· بدأت تنساب دموعها لتسابقها وتقول: منذ 1974 وأنا أعمل مدرسة للمواد الاجتماعية في الدولة وكان معي ابني الذي يبلغ من العمر الآن 35 عاماً، رجل بمعنى الكلمة· قصتي مع هذا الولد انني عملت من أجله وتحملت كل شيء ليكمل تعليمه ويلتحق بكلية التجارة ويتخرج ويعمل كمحاسب في مكان مرموق، ومنذ عامين فكرت في تزويجه كي يستقر ويهنأ بحياته، ولكن للأسف الشديد عندما دخلت زوجته أسرتنا انقلبت الحياة رأساً على عقب، حيث أنها لا تحترمني وتبعد ابني عني وأنا لا أبالغ أبداً· كنت في السابق أقول إن هذا كله غير حقيقي ولا يكون إلا في المسلسلات، لكن اليوم أيقنت أن الحياة مليئة بهذه النماذج، وأنا أقول لكم الحقيقة المرة، إن زوجة ابني تضربني وتلحق بجسدي الأذى، وأنا امرأة مسنة ومعلمة سابقة ولي احترامي عند الناس، ولكن للأسف ابني لا يقول شيئا ولا يوقفها عند حدها وهي تتمرد شيئاً فشيئاً وتتمادى وتتطاول عليّ وعلى ابني الذي لا ينطق بحرف أمامها· وقد لجأت للإعلام لا لأن أفضح ابني، فأنتم لا تعرفونه ولا تعرفون من أنا، وإنما أتيت هنا فقط لأعرض قصتي وأطلب من كل ابن وابنة أن يراعوا الله في والديهم ووالدي أزواجهم وزوجاتهم؛ لأن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، وكما تكيل يكال عليك· فيا أيها الابن اجعل لكل واحدة مكانتها الخاصة واحترامها· وأنت أيتها الابنة عاملي أم زوجك كما تعاملين والدتك·· هذا نداء توجهه المعلمة الفاضلة التي كرست كل حياتها لك أيها الابن وتتمنى أن تسمعها ولو قليلاً وأن تقدِّر سنها وتقدر مكانتها، وهذا الكلام لكل الشباب والشابات· Samira.alali@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©