الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بناء الثقافة

11 يناير 2016 21:55
يكاد يجمع العالم على تميز الإنسان الإماراتي فكرياً وسلوكياً، وتلك ثقافة استغرق بناؤها سنوات طويلة، بدأت مع حكيم العرب، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستمرت مع قادة الإمارات السبع بقيادة مجلس الاتحاد الذي يفاجئ العالم بقرارات إيجابية مع كل اجتماع. «الثقافة» هي التي تحكم سلوك المجتمع في جميع الأوقات والظروف، ولذلك حين شبّ «حريق دبي» كانت «الثقافة» أساس رد فعل أكثر من مليون سائح ومقيم في قلب المدينة أثناء الحدث، فالثقة في «النظام» جزء من «ثقافة» نتج عنها الهدوء الذي صاحب الجميع أثناء عملية الإخلاء، واستمرار الفعاليات كان انعكاس «ثقافة» الشجاع الذي ينظر في عين العاصفة ويواجهها بدلاً من الانحناء لها، وتحويل سكان الفندق لفنادق أخرى تسابقت للمشاركة في علاج الأزمة تمثل «ثقافة» التنافس التعاوني بدل التناحري. «الثقافة» لا تبنى في بضع سنوات كما تبنى المدن، بل تحتاج وقتاً وجهداً أكبر من ذلك بكثير، وفي مدن غير إماراتية تمّ بناء أفضل المشروعات على أحدث طراز، وبقي فيها الإنسان عاجزاً عن مواكبة تطوّر المدينة، فلم يمنعه الطريق الرائع من قفز الرصيف، ولم يقنعه المبنى الحديث بعدم نشر غسيله في «البلكونة»، ولم تغنه الحكومة الإلكترونية من البحث عن واسطة لإنجاز معاملاته، ولم تنجح كل جهود المدنية الحديثة في الحدّ من الفساد الإداري والمالي. بينما في الإمارات كان بناء الإنسان أهم من تشييد العمران، فكانت النتيجة قفزات هائلة في «الثقافة» أذهلت العالم، فأصبح رجال الأعمال والأندية والسواح وغيرهم يفضلون الإمارات على غيرها من الدول لشعورهم بالأمن والأمان وثقتهم بتدني نسبة المخاطرة في وطن يحكمه النظام، ويثق الجميع بالحصول على حقوقهم والحفاظ على كرامتهم واستعادة مفقوداتهم. وكان لتلك «الثقافة» دور كبير في فوز الإمارات بتنظيم كأس آسيا 2019 لأن الاتحاد الآسيوي واثق بنجاح التنظيم قبل بدء الدورة كامتداد لثقته بالإنسان الإماراتي الذي نجح في تنظيم كأس آسيا للشباب وكأس العالم للناشئين قبل عدة أعوام، ولذلك أثق بأن التطوّر الرياضي امتداد لبناء «ثقافة الإنسان» التي استغرقت عقوداً من الزمن ساهم فيه كل فرد على أرض الإمارات، مستلهمين ذلك من حكمة القيادات التي حرصت على إشراك الإنسان في بناء الوطن وثقافته، وعلى جسور بناء الثقافة نلتقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©